تصوير سالم الريس، المنصة
تصاعد موجات النزوح إلى الجنوب نتيجة اشتداد القصف في مدينة غزة، 17 سبتمبر 2025

لمنع الانتقال شمالًا.. الاحتلال يغلق شارع الرشيد ويصعّد قصفه العنيف على مدينة غزة

سالم الريس
منشور الأربعاء 1 تشرين الأول/أكتوبر 2025

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، إغلاق شارع الرشيد الساحلي غرب مدينة غزة، مانعًا حركة المواطنين من الانتقال من جنوب القطاع ووسطه باتجاه الشمال، فيما سمح بمرور النازحين فقط إلى المناطق الجنوبية التي يدّعي أنها "مناطق إنسانية".

وحدد جيش الاحتلال في بيان نشره المتحدث باسمه أفيخاي أدرعي عبر إكس، الساعة الثانية عشرة ظهرًا كحد أقصى لمنع تنقّل الفلسطينيين شمالًا، داعيًا من تبقى في الشمال إلى النزوح القسري جنوبًا، مؤكدًا أنه سيسمح بالعبور دون تفتيش.

وعقب الإعلان، شهد شارع الرشيد اكتظاظًا بحركة النزوح جنوبًا، وسط انتشار الآليات العسكرية في محيط مستشفى الصداقة التركي داخل محور نتساريم وتقدّمها غربًا نحو شارع الرشيد، مع إطلاق نار متقطع تجاه العائدين.

وقال شاهد عيان لـ المنصة إن عشرات العائلات اضطرت لمغادرة منازلها بعد تهديدات جيش الاحتلال وتوغّل آلياته شمالًا وجنوبًا، مصحوبة بكثافة في القصف وتدمير المباني.

وأضاف "الناس مضطرة تنزح بما تستطيع حمله من احتياجات بسيطة قبل إغلاق الطريق وإخضاعهم للتفتيش ومنعهم من حمل أمتعتهم، الوضع يزداد خطورة".

وقال شاهد ثانٍ، نزح صباح اليوم مع عائلته من غزة، أنه شاهد غبار تحرك الدبابات والآليات العسكرية داخل محور نتساريم خلال تقدمها اتجاه المنطقة الغربية، مع إطلاقها النار بشكل متقطع اتجاه النازحين على شارع الرشيد، حيث أصيب ثلاثة مواطنين خلال مرورهم بجواره.

وأضاف أنه أُجبر على النزوح خوفًا على حياة الأطفال من القصف، ولعدم القدرة على توفير الطعام بسبب استمرار العمليات العسكرية.

كما نشر جيش الاحتلال بيانًا أكد فيه إغلاق الطريق أمام النزوح من الجنوب، وقال إن قوات الفرقة 99 بدأت نشاطًا بريًا مُركز شمال قطاع غزة "لتعزيز والحفاظ على السيطرة العملياتية على محور نتساريم".

ومنذ ساعات الصباح، صعّد جيش الاحتلال قصفه لمدينة غزة مستهدفًا مدرسة الفلاح التابعة لوكالة الأونروا في حي الزيتون والتي تؤوي عائلات نازحة، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات، وفق مصدر صحفي لـ المنصة.

وأضاف المصدر أن الاحتلال استهدف المدرسة بصاروخ آخر بعد وصول فرق الدفاع المدني لانتشال الضحايا من القتلى والمصابين، ما أدى إلى مقتل أحد عناصرها وإصابة خمسة آخرين، بينهم اثنان في حالة خطرة.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل لـ المنصة، إن قوات الاحتلال تعمّدت استهداف طواقم الإنقاذ، مؤكدًا مقتل رجل الدفاع المدني منذر الدهشان وإصابة 5 آخرين. فيما أفاد مصدر طبي بمستشفى المعمداني لـ المنصة بمقتل 15 شخصًا جراء الاستهداف.

كما استهدفت الطائرات الإسرائيلية سيارة لنقل المياه في شارع الثلاثيني بحي الصبرة، ما أدى إلى مقتل خمسة مدنيين وإصابة سبعة آخرين، بحسب شهود عيان لـ المنصة.

وفي حي الرمال، أشعلت قوات الاحتلال النار في مباني الجامعة الإسلامية التي سيطرت عليها ميدانيًا، حيث شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من المكان دون التبليغ عن خسائر بشرية، حسب مصدر صحفي لـ المنصة.

وأفاد المصدر نفسه باستهداف طائرات الاحتلال عدة منازل بالصواريخ الحربية في شارع الصناعة وشارع النفق، حيث وصل إلى مستشفى المعمداني أكثر من 10 قتلى و50 مصابًا آخرين جراء الاستهدافات المتفرقة للمنازل المأهولة بالمدنيين.

كما دمّرت غارات أخرى مبنى شركة الكهرباء بحي الصبرة بعد مطالبة جيش الاحتلال للسكان بإخلائه دقائق قبل القصف، فيما استُهدف منزل في مخيم الشاطئ، ما أدى إلى مقتل شاب وإصابة خمسة آخرين، حسب سائق إسعاف تحدث لـ المنصة.

وفي وسط القطاع، استهدفت طائرة استطلاع إسرائيلية مجموعة مواطنين قرب قسم استقبال الباطنة في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح، ما أدى إلى إصابة شابين بجروح خطيرة، وفق مصدر طبي بالمستشفى، بينما أكد شاهد عيان أن القصف دمّر خيمة وعدة سيارات داخل أسوار المستشفى.

بالتوازي، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر تعليق عمل مكتبها في مدينة غزة ونقل موظفيها إلى جنوب القطاع؛ نظرًا لتصاعد العمليات العسكرية، مشيرة في بيان إلى استعدادها لاستئناف عملها "حالما تسمح الظروف الميدانية".

وتأتي العمليات العسكرية والعدوان الإسرائيلي فيما تدرس حركة حماس خطة أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساء أمس الأول، تستهدف إنهاء الحرب وانسحاب جيش الاحتلال ونزع سلاح الحركة الفلسطينية  وتبادل المحتجزين لدى الجانبين.

ويشن جيش الاحتلال هجومًا بريًا وجويًا ضمن خطة أوسع "للسيطرة على مدينة غزة والقضاء على حركة حماس"، بدأها منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، ومن المقرر أن تستمر أشهرًا وفق التقديرات، ما يسبب نزوحًا متزايدًا بين المدنيين الفلسطينيين الذين يفرون جنوبًا من القصف الذي يلاحقهم في المنازل والخيام وفي الطرق المؤدية إلى الأحياء الجنوبية التي حددها الاحتلال كمناطق آمنة.

ومنذ السابع من أكتوبر 2023 يتواصل العدوان الإسرائيلي على غزة، الذي ارتكب خلاله جيش الاحتلال مئات المجازر التي أسفرت عن مقتل أكثر من 66 ألف فلسطيني، وإصابة ما يزيد عن 168 ألفاً آخرين، وفق البيانات الرسمية لوزارة الصحة الفلسطينية، كما مارس الاحتلال سياسة التجويع بفرض حصار شديد على إدخال المساعدات ما أسفر عن وفاة 453 فلسطينيًا من بينهم 150 طفلًا.