قال متحدث باسم السفارة الأمريكية في القدس لم تسمه نيويورك تايمز أمس السبت إن السفير الأمريكي لدى إسرائيل مايك هكابي قد يزور القاهرة في زيارة نادرة لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين المصريين، في وقت تشهد العلاقات بين إسرائيل ومصر توترًا متزايدًا.
ومن المقرر أن تركز المحادثات على حرب غزة، حسب ثلاثة مسؤولين أمريكيين وشرق أوسطيين لم تكشف الصحيفة عن أسمائهم. ومن المرجح أن تكون هذه الزيارة الرسمية الأولى لمصر منذ عقود التي يقوم بها سفير أمريكي لدى إسرائيل، ومن المتوقع أن تشمل اجتماعًا مع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، وفقًا للمسؤولين الثلاثة.
ولم يتضح بعد الدور الذي ستلعبه السفيرة الأمريكية الحالية لدى مصر، هيرو مصطفى جارج، التي عيُنت في عهد إدارة بايدن، في المحادثات.
والشهر الحالي نشر أكسيوس أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طلب من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الضغط على مصر للحد من الحشد العسكري الأخير في شبه جزيرة سيناء، ما ردت عليه الهيئة العامة للاستعلامات في بيان أكدت فيه أن القوات الموجودة في سيناء تهدف في الأصل لتأمين الحدود المصرية ضد كل المخاطر، بما فيها العمليات الإرهابية والتهريب "وفي إطار التنسيق المسبق مع أطراف معاهدة السلام".
وقالت إن مصر "تحرص تمامًا على استمرار" معاهدة السلام "في ظل أنها على مدار تاريخها لم تخرق معاهدة أو اتفاقًا".
وترى القاهرة أن سياسات حكومة نتنياهو تجاه غزة، خصوصًا الطروحات المتعلقة بدفع الفلسطينيين نحو سيناء، تمثل تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي، كما حذر السيسي إسرائيل من أي أفعال قد تقوض اتفاق السلام بينهما.
في غضون ذلك، انتقد نتنياهو مصر علنًا لرفضها استقبال الفلسطينيين من غزة، واتهمها مؤخرًا بـ"سجن سكان غزة الذين يريدون مغادرة القطاع"، وهو ما نددت به القاهرة واعتبرته محاولة من رئيس الوزراء الإسرائيلي لتفادي مواجهة عواقب الانتهاكات الاسرائيلية في القطاع، مؤكدة موقف القاهرة الراسخ برفض تهجير الفلسطينيين قسرًا من وطنهم.
ولم تكن تلك المرة الأولى التي يتحدث فيها نتنياهو عن تهجير الفلسطينيين، إذ سبق وقال إنه يريد تحقيق رؤية ترامب بنقل جزء كبير منهم عبر ما وصفه نتنياهو بـ"الهجرة الطوعية".
ونهاية يناير/كانون الثاني الماضي، دعا الرئيس الأمريكي كلًا من مصر والأردن لاستقبال عدد من سكان قطاع غزة. لكنَّ هذه الدعوة قُوبلت بالرفض القاطع من مصر والدول العربية، كما واجهت انتقادات دولية، كما نددت جماعات لحقوق الإنسان بنقل الفلسطينيين من القطاع بشكل دائم، ووصفت الأمر بأنه تطهير عرقي.
وفي مارس/آذار الماضي وافق مجلس الوزراء السياسي الأمني الإسرائيلي على اقتراح جيش الاحتلال بإنشاء وكالة عبور طوعي لسكان غزة "الذين يعربون عن اهتمامهم بالخروج إلى دول ثالثة، مع مراعاة أحكام القانون الإسرائيلي والدولي ووفقًا لرؤية ترامب"، وقتها قال وزير الدفاع يسرائيل كاتس "سنسمح لأي مواطن في غزة يرغب في الانتقال طوعًا إلى دولة ثالثة أن يفعل ذلك".
وطرحت إسرائيل مقترحات مماثلة لإعادة التوطين مع دول إفريقية أخرى. ومنتصف أغسطس الماضي، أكدت أسوشيتد برس أن إسرائيل تجري محادثات مع جنوب السودان بشأن إمكانية تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وهو ما نفته جنوب السودان وقالت إن هذه الادعاءات لا أساس لها ولا تعكس الموقف الرسمي أو السياسة الرسمية للحكومة.