تصوير سالم الريس، المنصة
مسيرات العودة إلى شمال غزة لأول مرة منذ 15 شهرًا، 27 يناير 2025

جنوب السودان ينفي عقد محادثات مع إسرائيل لتهجير الفلسطينيين

قسم الأخبار
منشور الخميس 14 أغسطس 2025

نفت وزارة الخارجية في جنوب السودان بشدة التقارير الإعلامية الأخيرة التي تزعم أنها منخرطة في نقاش مع إسرائيل بشأن توطين الفلسطينيين من غزة في جنوب السودان.

وقالت وزارة الخارجية في بيان الأربعاء إن هذه الادعاءات لا أساس لها ولا تعكس الموقف الرسمي أو السياسة الرسمية لحكومة جمهورية جنوب السودان "لذلك، تحث الوزارة جميع وسائل الإعلام على ممارسة العناية الواجبة والتحقق من المعلومات من خلال القنوات الرسمية قبل النشر".

وكانت أسوشيتد برس أكدت أن إسرائيل تجري محادثات مع جنوب السودان بشأن إمكانية تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة ضمن مخطط أعلنت عنه حكومة الاحتلال قبل أشهر ورفضته دول عربية وغربية من بينها مصر والأردن.

ونهاية يناير/كانون الثاني الماضي، دعا الرئيس الأمريكي كلًا من مصر والأردن لاستقبال عدد من سكان قطاع غزة. لكنَّ هذه الدعوة قُوبلت بالرفض القاطع من مصر والدول العربية، كما واجهت انتقادات دولية، كما نددت جماعات لحقوق الإنسان بنقل الفلسطينيين من القطاع بشكل دائم، ووصفت الأمر بأنه تطهير عرقي.

وأكد ستة أشخاص لم تسمهم أسوشيتد برس إجراء المحادثات الإسرائيلية مع جنوب السودان، لكن لم يتضح بعد مدى تقدمها، مشيرة إلى أنه "حال تنفيذها ستُعتبر هذه الخطط بمثابة نقل سكان من بلد مزقته الحرب ومعرض لخطر المجاعة إلى آخر، وستُثير مخاوف بشأن حقوق الإنسان".

وسبق أن قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه يريد تحقيق رؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل جزء كبير من سكان غزة من خلال ما وصفه نتنياهو بـ"الهجرة الطوعية". وطرحت إسرائيل مقترحات مماثلة لإعادة التوطين مع دول إفريقية أخرى.

وقال نتنياهو، الثلاثاء في مقابلة مع قناة i24 الإسرائيلية، "أعتقد أن الصواب، حتى وفقًا لقوانين الحرب كما أعرفها، هو السماح للسكان بالمغادرة، ثم ندخل بكل قوتنا ضد العدو المتبقي هناك". ولم يشر إلى جنوب السودان.

ورفض الفلسطينيون وجماعات حقوق الإنسان ومعظم المجتمع الدولي هذه المقترحات باعتبارها نموذجًا للطرد القسري، في انتهاك للقانون الدولي.

وكان مؤسس شركة ضغط أمريكية تعمل مع جنوب السودان جو سزلافيك قال لأسوشيتد برس إنه تلقى إحاطة من مسؤولين جنوب سودانيين بشأن المحادثات. وأضاف أن وفدًا إسرائيليًا يعتزم زيارة البلاد لبحث إمكانية إنشاء مخيمات للفلسطينيين هناك. ولم يُحدد موعد الزيارة بعد. 

وأكد رئيس منظمة مجتمع مدني جنوب سودانية إدموند ياكاني أنه تحدث أيضًا مع مسؤولين جنوب سودانيين بشأن المحادثات. وأكد أربعة مسؤولين آخرين مطلعين على المناقشات لم تسمهم أسوشيتد برس أنهم غير مخولين بمناقشتها علنًا.

وقال مسؤولان كلاهما من مصر ولم تسمهما أسوشيتد برس أيضًا أنهما على علم منذ أشهر بجهود إسرائيل لإيجاد دولة تقبل الفلسطينيين، بما في ذلك اتصالاتها مع جنوب السودان. وأضافا أنهما يمارسان ضغوطًا على جنوب السودان لمنع استقبال الفلسطينيين.

وفي مارس/آذار الماضي وافق مجلس الوزراء السياسي الأمني الإسرائيلي ​​على اقتراح جيش الاحتلال بإنشاء وكالة عبور طوعي لسكان غزة "الذين يعربون عن اهتمامهم بالخروج إلى دول ثالثة، مع مراعاة أحكام القانون الإسرائيلي والدولي ووفقًا لرؤية ترامب"، وقتها قال وزير الدفاع يسرائيل كاتس "سنسمح لأي مواطن في غزة يرغب في الانتقال طوعًا إلى دولة ثالثة أن يفعل ذلك".

وتعارض مصر بشدة خطط نقل الفلسطينيين من قطاع غزة الذي تشترك معه في الحدود، ومؤخرًا جدد الرئيس عبد الفتاح السيسي إدانته للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتخاذل الدول عن إغاثته، وقال إن التاريخ سيحاسب دولًا كثيرة على مواقفها من الحرب، مؤكدًا أن مصر لن تكون أبدًا بوابة لتهجير الشعب الفلسطيني.

وسبق أن نفت السفارة الأمريكية في طرابلس ما نقلته NBC News عن 5 مسؤولين مطلعين لم تسمهم حول عمل إدارة ترامب على تهجير نحو مليون فلسطيني من قطاع غزة إلى ليبيا بشكل دائم. وقبل نفي السفارة الأمريكية في طرابلس، أكد برلمانيون وسياسيون ليبيون رفضهم خطة ترامب.

وفي مارس/آذار الماضي أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن صوماليلاند لا تمانع في استيعاب أهالي قطاع غزة لديها شريطة الاعتراف بها، وأن مسؤولين أمريكيين تواصلوا مع حكومات من شرق إفريقيا لمناقشة إمكانية نقل النازحين الفلسطينيين من غزة.