ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس السبت عددًا من المجازر في قطاع غزة، حيث وصل إلى المستشفيات 110 ضحايا من بينهم 91 في مدينة غزة، بالإضافة إلى عشرات الجرحى والإصابات وأكثر من 30 مفقودًا تحت الأنقاض، حسب مصدر طبي بوزارة الصحة لـ المنصة. في وقت نشرت حماس ما سمته "صورة وداع" لـ47 محتجزًا إسرائيليًا.
وتعرضت منطقة الرمال الجنوبي لقصف استهدف منازل سكنية، ما تسبب في مقتل وإصابة العشرات، حسب مصدر صحفي لـ المنصة، موضحًا أن الاستهداف تركز على 5 منازل متلاصقة تتبع عائلة واحدة خلف المستشفى الأردني جنوب المدينة.
وتابع "مع القصف المتتالي دون تحذير، خرجت عائلات من منازلها، أطفال ونساء إلى الشوارع هربًا من القصف، ليتواصل الجيش هاتفيًا مع عدد من أقاربهم ويطالبهم بإخلاء 4 منازل إضافية في المنطقة ذاتها"، مشيرًا إلى أن الاحتلال بعد نصف ساعة استهدف منزلًا قريبًا من المنطقة مأهولًا بالسكان، دون أن يشملهم المطالبة بالإخلاء خلال الاتصالات الهاتفية.
وحاول مواطنون انتشال ضحايا ومصابين من المنازل المستهدفة، في وقت لم تتمكن طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول بسبب منعهم من قبل جيش الاحتلال ونتيجة خطورة المنطقة، كما قال مصدر في الدفاع المدني لـ المنصة.
واستهدف الاحتلال منزلًا آخر في المنطقة ذاتها كان أيضًا مأهولًا بالمدنيين، تواجد بداخله نحو 20 من عائلة واحدة، كما أفاد أحد أقربائهم لـ المنصة.
وانتشل الجيران نحو 20 ضحية وعشرات الجرحى الذين وصلوا مستشفى الشفاء، فيما لا يزال أكثر من 30 تحت الأنقاض، حيث أطلقت مُسيرات النار على كل من حاول الوصول إلى المنطقة لمنعهم من انتشال الضحايا، حسب المصدر في الدفاع المدني.
وأشار مصدر صحفي ثانٍ إلى ارتكاب الاحتلال مجازر في مناطق مختلفة بغزة، حيث قتل 9 من عائلة واحدة جراء قصف منزلهم دون تحذير في حي الدرج، وقتل أسرة كاملة باستهداف منزلهم في مخيم الشاطئ، وهي عائلة شقيق مدير مستشفى الشفاء الدكتور محمد أبو سلمية.
وفجر الثامن من أغسطس/آب الماضي، أقر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية/الكابينت خطةً اقترحها نتنياهو "للسيطرة العسكرية الكاملة" على مدينة غزة، ووقتها أعلن جيش الاحتلال أنه سيزود الفلسطينيين في قطاع غزة بخيام ومعدات إيواء، استعدادًا لنقلهم من مناطق القتال إلى جنوب القطاع "حفاظًا على أمنهم".
وقتل الاحتلال عشرات المواطنين في أحياء الدرج والشجاعية والنفق والصبرة وتل الهوا والشيخ رضوان وحي النصر وشمال مخيم الشاطئ، عدد منهم لا تزال جثامينهم تحت الأنقاض، وآخرون جثامينهم ملقاة في الشوارع، كما أفاد 4 شهود لـ المنصة.
وقال أحد الشهود إن جثامين ملقاة في شوارع شمال غرب غزة، فيما أكد شاهد ثانٍ وجود جثامين في شوارع تل الهوا وشارع 8 جنوب المدينة، وذلك نتيجة استمرار الاحتلال في تفجير عشرات الروبوتات المحملة بأطنان من المتفجرات، إلى جانب إطلاق النار على المواطنين خلال محاولتهم الهرب والنزوح تحت النار.
ومع محاولات بعض العائلات التي اضطرت للنزوح من حي تل الهوا جنوب غرب غزة العودة إلى مناطق سكنهم في حي الشجاعية والزيتون شرقها، بدلًا من النزوح إلى خارج المدينة، أطلق الاحتلال عشرات القذائف المدفعية في محيط مناطق خيامهم غرب الشجاعية.
وقال شاهد لـ المنصة إنهم يرفضون النزوح جنوبًا، ويحاولون البقاء في مدينتهم والتنقل بشكل داخلي، لكن الاحتلال يلاحقهم من منطقة إلى أخرى بالقذائف والصواريخ، حيث تسبب القصف المدفعي في إصابة عدد من المدنيين بينهم أطفال.
حماس تنشر صورة وداع لـ47 محتجزًا إسرائيليًا، 20 سبتمبر 2025من جانبه، قال جيش الاحتلال في بيان إنّ قوات الفرقة 98 عملت على تعميق عملياتها البرية وتطويق مدينة غزة من عدّة محاور خلال الأيام الأخيرة الماضية، مشيرًا إلى عثورها على فتحات أنفاق تحت أرضية وأسلحة رشاشة إلى جانب تدمير أكثر من 120 بنية تحتية من خلال استهداف مبانٍ وصفها "بالعسكرية".
وزعم الاحتلال قتله 30 فردًا من عناصر المقاومة الفلسطينية خلال العمليات البرية في مدينة غزة مؤخرًا، إلى جانب عثوره على أسلحة وقنابل وكاميرات رصد استخدمت في مراقبة قواته، من داخل مبانٍ مدنية.
وردًا على استمرار العملية البرية الإسرائيلية وتوسعها من عدّة محاور شرقية شمالية جنوبية، حيث يعمل الاحتلال على تعميق تقدمه مع توسيع مساحات التدمير بالقذائف المدفعية وتفجير الروبوتات بهدف تدمير مبانٍ غزة، نشرت حركة حماس على تليجرام بوسترًا يحمل صور 47 محتجزًا إسرائيليًا مع بياناتهم الشخصية، دون تحديد الأحياء من بينهم، وكتبت عليها "بسبب تعنت نتنياهو وخضوع زامير... صورة وداعية إبان بدء العملية في غزة".
وتشير حركة حماس وجناحها العسكري كتائب القسام إلى أن العملية البرية واستمرار عمليات القصف والتدمير التي يمارسها الاحتلال، ستؤدي إلى مقتل المحتجزين.
وتقدِّر إسرائيل أن حركة حماس تحتجز 48 إسرائيليًا في غزة، بينهم 20 على قيد الحياة، في مقابل أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني في السجون الإسرائيلية تقول منظمات حقوقية إن "كثيرين منهم يتعرضون للتعذيب والإهمال الطبي".
ومنذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، يتواصل العدوان الإسرائيلي على غزة، الذي ارتكب خلاله جيش الاحتلال مئات المجازر التي أسفرت عن مقتل نحو 65 ألف فلسطيني، وإصابة أكثر من 164 ألفًا آخرين، وفق البيانات الرسمية لوزارة الصحة الفلسطينية، كما مارس الاحتلال سياسة التجويع بفرض حصار شديد على إدخال المساعدات ما أسفر عن وفاة 413 شخصًا، بينهم 143 طفلًا نتيجة المجاعة.