صفحة أخبار غزة على فيسبوك
جنود إسرائيليون خلال العملية البرية داخل قطاع غزة، يناير 2024

الاحتلال يشن هجومًا بريًا على مدينة غزة في اليوم التالي لزيارة وزير الخارجية الأمريكي

قسم الأخبار
منشور الثلاثاء 16 أيلول/سبتمبر 2025

شن جيش الاحتلال، مساء أمس، هجومًا بريًا واسعًا للسيطرة على مدينة غزة، غداة زيارة وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إلى إسرائيل، في خطوة وُصفت بأنها نقطة تحوّل في الحرب المستمرة منذ قرابة عامين، وفق ما نقلته رويترز عن موقع أكسيوس الأمريكي.

وتعرضت المدينة فجر الثلاثاء لقصف عنيف خلّف دمارًا واسعًا وسقوط ضحايا، بحسب ما أفاد شهود عيان لوكالة الصحافة الفرنسية، في وقت أعلن فيه التلفزيون الفلسطيني مقتل 38 شخصًا منذ ساعات الصباح الأولى.

وحسب رويترز، أكدت تقارير محلية أن دبابات إسرائيلية توغلت في قلب المدينة، في مشاهد لم يشهدها شمال غزة منذ نحو عامين.

وجاء الهجوم البري بعد أسابيع من الغارات الجوية المتصاعدة التي استهدفت مباني شاهقة وأحياء سكنية، وضمن خطة إسرائيلية لاحتلال المدينة والقضاء على حركة حماس.

وحسب صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية الناطقة بالإنجليزية فإن قرار الهجوم البري أثار جدلًا داخليًا واسعًا داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، حيث عارضه كبار القادة، بمن فيهم رئيس الأركان إيال زامير، قبل أن يذعن لأوامر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

ودافع نتنياهو عن الهجوم، قائلًا إن "غزو المدينة سيُلحق بحركة حماس هزيمة أكبر من تلك التي تكبدتها خلال العامين الماضيين".

وعلّق وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، بعد الغارات الجوية المكثفة على القطاع بقوله إن "غزة تحترق"، مضيفًا "لن نتراجع  حتى ننجز مهمتنا".

ووفق رويترز، وصف شهود عيان القصف الإسرائيلي بأنه "الأعنف" منذ بداية الحرب، وقال أحد السكان لوكالة الصحافة الفرنسية "استُهدف مربع سكني بالكامل ودُمرت ثلاثة منازله بشكل كامل، فيما لا يزال كثير من السكان تحت الأنقاض". وأكد محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، أن الضربات "مجزرة كبيرة"، مشيرًا إلى أن أعداد الضحايا تتزايد مع استمرار القصف.

وتأتي هذه التطورات غداة زيارة وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو لإسرائيل، حيث التقى نتنياهو وأعلن دعم واشنطن للعملية العسكرية، قبل أن يتوجه إلى قطر اليوم.

وقال روبيو إن أمام حماس "مهلة قصيرة جدًا" للقبول باتفاق لوقف إطلاق النار، مؤكدًا أن الخيار المفضل لدى واشنطن هو تسوية تفاوضية تنهي القتال.

في المقابل، أعربت لجنة "منتدى عائلات الرهائن والمفقودين" في إسرائيل عن غضبها من تكثيف الهجوم، معتبرة في بيان أن هذه الخطوة قد تودي بحياة المحتجزين. وأضافت "بعد 710 ليالٍ من الاحتجاز، قد تكون هذه الليلة هي الأخيرة للرهائن الذين يكافحون للبقاء".

وتقدِّر إسرائيل أن حركة حماس تحتجز 48 إسرائيليًا في غزة، بينهم 20 على قيد الحياة، في مقابل أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني في السجون الإسرائيلية، تقول منظمات حقوقية إن "كثيرين منهم يتعرضون للتعذيب والإهمال الطبي".

ومنذ السابع من أكتوبر 2023 يتواصل العدوان الإسرائيلي على غزة، الذي ارتكب خلاله جيش الاحتلال مئات المجازر التي أسفرت عن مقتل نحو 65 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 164 ألف آخرين، وفق البيانات الرسمية لوزارة الصحة الفلسطينية، كما مارس الاحتلال سياسة التجويع بفرض حصار شديد على إدخال المساعدات ما أسفر عن وفاة 413 شخصًا بينهم 143 طفلًا نتيجة المجاعة.