سكرين شوت من فيديو
الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، 9 مارس 2025

دمشق تتوقع اتفاقًا أمنيًا مع إسرائيل خلال أيام.. والشرع: لا يعني التطبيع

قسم الأخبار
منشور السبت 20 أيلول/سبتمبر 2025

قال الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع إن المفاوضات التي تجري مع إسرائيل بوساطة أمريكية أوشكت على التوصل إلى اتفاق أمني شبيه باتفاقية فض الاشتباك عام 1974 قد يُوقّع خلال أيام، مؤكدًا أن ذلك "لا يعني بأي حال تطبيع العلاقات مع تل أبيب".

واعتبر الشرع، خلال مقابلة مع صحيفة "ملييت" التركية، أن استهداف إسرائيل القصر الرئاسي ومقر وزارة الدفاع في دمشق قبل أسابيع يمثل "إعلان حرب"، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن التوصل إلى اتفاق أمني معها "لا مفر منه".

وجاء حديث الشرع عن ضرورة التوصل إلى اتفاق رغم تشكيكه في مدى التزام تل أبيب بأي تفاهمات مستقبلية، وقال "إذا كان السؤال هل أثق بإسرائيل؟ فالجواب: لا أثق بها".

وأوضح أن سوريا تعرف كيف تحارب لكنها لم تعد تريد الحرب، مشيرًا إلى أن أحداث السويداء الأخيرة جاءت بمثابة "فخ مدبر" في وقت كانت المفاوضات تقترب من نهايتها.

والشهر الماضي، تدخلت إسرائيل بقصف جوي عنيف في السويداء خلال أحداث عنف طائفي دامية بين الدروز ومجموعات بدوية بدعم من قوات حكومية وميليشيات سنية، ليبحث بعدها وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ونظيره الإسرائيلي للشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، التهدئة والأوضاع.

والأسبوع الماضي، قال الشرع إن السلطات الانتقالية تسعى إلى "الهدوء التام في العلاقات مع كل دول العالم"، مضيفًا الاتفاق مع إسرائيل من المقرر أن يعيد إسرائيل إلى حدود الثامن من ديسمبر، قبل سقوط نظام بشار الأسد العام الماضي.

ومنذ الإطاحة بنظام الأسد، أعلنت إسرائيل انهيار اتفاق فض الاشتباك، وسيطرت على المنطقة العازلة على الحدود السورية، ودفعت بقواتها للاستيلاء على منطقة جبل الشيخ المحاذية لهضبة الجولان، بحُجة "منع الميليشيات من التقدم". ومنذ ذلك الحين، نفذت إسرائيل مئات الغارات على مواقع عسكرية سورية، مبررة عملياتها بالخشية من وصول أسلحة ثقيلة إلى السلطات الجديدة وانتشار أنشطة تعتبرها "إرهابية". 

وعن مشاركته المرتقبة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال الشرع إنها ستكون "سابقة تاريخية"، لكونها المرة الأولى منذ ستة عقود التي يشارك فيها رئيس سوري في أعمالها، واصفًا ذلك بأنه "منعطف جديد يعكس أن سوريا لم تعد دولة مصدّرة للمخدرات أو اللاجئين أو الإرهاب". وأكد أن 90% من تجارة المخدرات توقفت، وأن نحو مليون لاجئ عادوا إلى البلاد رغم عدم انطلاق عملية الإعمار.

وفي الشأن الداخلي، حذر الشرع من أن فشل دمج قوات سوريا الديمقراطية "قسد" ضمن هيكل الدولة قبل نهاية العام قد يدفع تركيا إلى التحرك عسكريًا، واعتبر أن بعض الأجنحة داخل "قسد" وحزب العمال الكردستاني تعرقل الاتفاقات القائمة، رافضًا مطالبها باللامركزية، قائلاً إن "القانون السوري رقم 107 يضمن بالفعل نسبة 90% من اللامركزية الإدارية، وما يطرح ليس سوى غطاء للنزعة الانفصالية".

وفي مارس/آذار الماضي، وقع الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية "قسد" مظلوم عبدي، اتفاقًا يقضي بدمج كافة المؤسسات المدنية والعسكرية التابعة للإدارة الذاتية الكردية في إطار الدولة السورية، لكن الاتفاق تعطل لاحقًا، ما أرجعه الشرع إلى أن "بعض الأجنحة داخل قسد وحزب العمال الكردستاني عملت على تعطيله".