حساب رضا ياسين Reda Yasen على إكس
آلاف المودعين لأسطول الصمود العالمي في تونس، 10 سبتمبر 2025

سفينة ليبية تنضم لأسطول الصمود المتجه لغزة دون تنسيق: يجمعنا هدف واحد

هنا نصار
منشور الخميس 18 أيلول/سبتمبر 2025

أبحرت السفينة الليبية "عمر المختار" اليوم الخميس، من ميناء طرابلس في طريقها للانضمام إلى "أسطول الصمود العالمي" الذي انطلق مطلع الشهر الجاري من ميناء برشلونة في مهمة لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة وإيصال مساعدات إنسانية عاجلة للفلسطينيين.

وجرى الإعلان عن انطلاق الرحلة خلال مؤتمر صحفي في العاصمة الليبية حضره رئيس الوزراء الأسبق عمر الحاسي، إلى جانب شخصيات حقوقية وداعمين من دول عربية وأجنبية.

وأوضح المنظمون أن موعد الإبحار كان مقررًا الثلاثاء الماضي، تزامنًا مع ذكرى إعدام القائد الليبي عمر المختار، لكن تأجيله جاء بسبب عقبات لوجستية، وفق ما نقلته الأناضول.

وأكدت اللجنة التوجيهية للأسطول أنها لا تتحمل مسؤولية أي سفينة لا تظهر على نظام التتبع الخاص بها بما في ذلك سفينة عمر المختار.

ورغم أن السفينة الليبية ليست جزءًا رسميًا من "أسطول الحرية"، فإن المنظمين أشاروا إلى أن الهدف الإنساني المشترك يجمعهما، وأنها ستلتقي بالسفن الأخرى في المياه الدولية للإبحار معًا نحو غزة.

وقال المتحدث باسم السفينة نبيل السوكني للجزيرة إن "الرسالة واضحة وسلمية، هدفنا إنساني بحت، وهو إيصال الإغاثة والمستلزمات الطبية إلى أهالي غزة، نحن لسنا مقاتلين بل شخصيات عامة تتحمل مسؤولية أخلاقية".

وأوضح السوكني أن الإعداد للمهمة استغرق أكثر من شهر، وشمل جمع التبرعات، وصيانة السفينة، والاستعدادات الأمنية واللوجيستية. وأضاف "الإبحار من طرابلس ليس مجرد رحلة، بل واجب أخلاقي تجاه شعب يواجه إبادة، كما نشاهد يوميًا صور الأطفال والضحايا في غزة".

وأُطلق أسطول الصمود العالمي في أغسطس/آب الماضي، ويضم 49 سفينة صغيرة ومتوسطة الحجم من مختلف دول العالم، ويجري تنسيقه من قبل أسطول صمود المغرب العربي، وتحالف أسطول الحرية، والحركة العالمية إلى غزة، وصمود نوسانتارا. ويُعد أكبر مبادرة يقودها المجتمع المدني لمواجهة الحصار البحري المفروض على القطاع.

ويقول المنظمون إن كل سفينة منسّقة إقليميًا وخضعت لمراجعة قانونية، وتُدار من قبل ناشطين تلقوا تدريبات على السلمية والسلامة، لكن الرحلة لم تخلُ من عقبات، إذ تعرضت سفينتان لهجومين بطائرتين مسيّرتين في تونس مطلع الشهر الجاري، كما أدت أزمة وقود وتأخر في المعدات، فضلاً عن سوء الأحوال البحرية، إلى تعطيل جداول الإبحار.

وأوضح المنظمون في وقت سابق أنهم قلّصوا أعداد الركاب في بعض السفن المنطلقة من إيطاليا وتونس واليونان، تحسبًا لـ"ظروف تزداد عدائية"، مما دفع ستة أشخاص من الوفد الخليجي إلى الانسحاب.

وكان الوفد الخليجي أُعلن عنه في 21 يوليو/تموز، وضم 11 مشاركًا من البحرين وعُمان والكويت وقطر، لكن الكويتية دعاء الدريس، وهي مدربة تنمية بشرية أكدت أن أبناءها شجعوها على المشاركة، وأعلنت لاحقًا انسحابها، معربة عن فخرها بالمساهمة في الحركة وداعيةً بالسلامة لزملائها على متن السفن.

في المقابل، قال خليل أبو هزاع، المتحدث باسم الوفد الخليجي، لـ المنصة إن خمسة مشاركين من البحرين وعُمان تمكنوا من الصعود على متن سفن أخرى ضمن الأسطول، ليصبحوا أول خليجيين يشاركون في مهمة بهذا الحجم، ونجح الوفد في جمع أكثر من مائة ألف يورو خلال أسابيع قليلة لدعم مشاركتهم، في مؤشر على عمق التأييد الشعبي لهذه المبادرة.

في موازاة ذلك، أصدر وزراء خارجية 16 دولة بينها سلطنة عُمان، بيانًا مشتركًا دعوا فيه إسرائيل إلى الالتزام بالقانون الدولي وتجنب أي أعمال عنف ضد الأسطول، معربين عن "قلق بالغ" على سلامة المشاركين، محذرين من أن أي اعتداء على السفن في المياه الدولية أو احتجاز تعسفي سيؤدي إلى محاسبة.

وجاء البيان عقب تهديد وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، باعتقال جميع المشاركين ومنع القافلة من التقدم.

وفي يونيو/حزيران الماضي، أعلن تحالف أسطول الحرية اعتراض جيش الاحتلال الإسرائيلي السفينة مادلين أثناء محاولتها كسر الحصار عن قطاع غزة وإيصال مساعدات إنسانية لسكانه، بعد أن غادرت صقلية في إيطاليا، واعتقل الاحتلال النشطاء على متنها، ورحلهم. والمصير نفسه واجهته السفينة حنظلة.