أصيب حوالي 130 جنديًا في قاعدة حرس الحدود في إسرائيل بأعراض حادة مشابهة لتسمم غذائي خلال الأيام الماضية، حسب يديعوت أحرونوت.
وقال الموقع العبري إن الأزمة بدأت عندما أُصيب 30 جنديًا بأعراض حادة من بينها الإسهال والقيء، ما دفع المسؤولين إلى إغلاق مطبخ القاعدة مؤقتًا وتوفير طعام بديل.
وأضافت "مع ذلك، تفاقمت الأزمة بعد نقل نحو 100 جندي إلى قاعدة همجشيوت، حيث ظهرت عليهم أيضًا أعراض تسمم غذائي مماثلة"، مشيرة إلى إرسال بعض الجنود إلى منازلهم، فيما تمت إراحة آخرين داخل القاعدة لتلقي الرعاية.
وذكر هآرتس في تحقيق مطوّل نشره أمس الأول، نقلًا عن شهود وموظفين عسكريين، أن الصدمات النفسية الناتجة عن الحرب في قطاع غزة "تفتك" بقوات جيش الاحتلال، وأن "آلاف الجنود تركوا الخدمة أو أُعفوا عنها منذ اندلاع العمليات"، مبينًا أن الأرقام الرسمية تبدو ناقصة ولا تعكس كامل حجم الأزمة.
وقال الموقع العبري إن التحقيق استغرق أشهرًا وجمع شهادات لجنود ومصادر في إدارة الموارد البشرية وأجهزة الصحة النفسية، وبينت الأدلة تناقضًا مع مزاعم القيادة العسكرية بشأن السيطرة على تبعات الحرب على الجنود.
وروى عدد من الجنود، الذين قدمتهم هآرتس بأسماء مستعارة، تجارب عن "الضغط النفسي الهائل" الذي عاشوه أثناء العمليات في مناطق مأهولة. من بينهم الجندي "يوني" من لواء ناحال، الذي يقول إنه في أحد الأيام أطلق وابلًا من الرصاص تجاه أفراد ظنّ زميله أنهم من كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، لكنه "تبين أنه يطلق النار على امرأة وطفليها البالغين من ثمانِ إلى عشر سنوات"، مضيفًا "كان الدم يملأ المكان"، مردفًا "رد الضباط كان باردًا، وقالوا: لقد دخلوا المنطقة المحرمة. إنه خطؤهم. هكذا هي الحرب".
ونقل هآرتس عن مصادر قال إنها في إدارة الموارد البشرية، اعترافًا بأن "آلاف الجنود سرّحوا من الخدمة النظامية أو أُعفوا بسبب تدهور صحتهم العقلية"، في حين يرى ضباط آخرون أن من يعاني اضطرابات نفسية أكثر بكثير مما تعلنه المؤسسة العسكرية.
والشهر الماضي، أشارت دراسة للجامعة العبرية إلى تزايد حالة السخط بين جنود الاحتياط من توسيع العملية العسكرية في غزة، وأظهرت أن نحو 26% ممن يخدمون حاليًا، قالوا إن دوافعهم انخفضت بشكل كبير، وقال 10% آخرون إن دوافعهم انخفضت قليلًا، فيما عبر 47% عن مشاعر سلبية تجاه الحكومة وطريقة إدارة الصراع والملف المتعلق بالمحتجزين لدى حماس.
وفي سياق إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس أنه بدأ هجومًا بريًا على قطاع غزة، قال موقع يديعوت أحرونوت، اليوم، إن قيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي ألغت قرارات الإعفاء من الخدمة العسكرية الصادرة خلال 10 سنوات التي سبقت 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأضاف الموقع العبري "الخطوة تهدف إلى تغطية النقص الحاد في الموارد البشرية مع توسيع الجيش الإسرائيلي عملياته في غزة والتي يتوقع أن تستمر حتى عام 2026".
وأشار إلى أن جيش الاحتلال ضاعف عدد إشعارات الاستدعاء ليصل إلى 27 ألف إشعار "مع توقعات بارتفاع إضافي خلال الأيام المقبلة"، لافتًا إلى أن 18 ألف جندي استجابوا حتى الآن لأوامر العودة إلى الخدمة وتم توزيعهم على وحدات مختلفة.
كما أوضح أن نحو 40% من المستدعين قدموا طعونًا على قرارات الاستدعاء لأسباب شخصية أو صحية أو عائلية، غير أن قيادة الاحتلال رفضت هذه الطعون وأوعزت بضمهم قسرًا إلى صفوف الخدمة.
وذكر الموقع العبري أن قرارات التعبئة الاستثنائية جميع الجنود الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا، مشيرة إلى أن قرارات الاستدعاء بررتها القيادة الإسرائيلية بـ"ضرورة تغطية النقص الحاد في القوة البشرية، لا سيما في تخصصات دقيقة مثل الأطباء ومشغلي المعدات الهندسية العاملين في مناطق القتال".
ومنذ 7 أكتوبر 2023، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي هجومه على قطاع غزة، ما أسفر، وفق بيانات وزارة الصحة الفلسطينية، عن مقتل نحو 65 ألف شخص وإصابة أكثر من 164 ألفًا آخرين، إضافة إلى وفاة 413 مدنيًا، بينهم 143 طفلًا، جراء المجاعة الناتجة عن الحصار الشديد على المساعدات.
وأمس بدأ جيش الاحتلال تنفيذ خطة للسيطرة على مدينة غزة والقضاء على حركة حماس، وأكد أنه نفذ هجومًا بريًا للسيطرة على قلب المدينة تحت غطاء القصف الجوي والمدفعي لإجبار الفلسطينيين على النزوح جنوبًا، في خطوة وُصفت بأنها نقطة تحوّل في الحرب المستمرة منذ قرابة عامين.