أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، عن فتح "مسار انتقال مؤقت" عبر شارع صلاح الدين، لإتاحة نزوح الفلسطينيين من مدينة غزة باتجاه الجنوب، تزامنًا مع توسيع عمليته العسكرية التي "تستهدف السيطرة على المدينة والقضاء على حركة حماس".
ونشر المتحدث باسم جيش الاحتلال للإعلام العربي أفيخاي أدرعي عبر إكس، بيانًا جاء فيه "من أجل تسهيل الانتقال جنوبًا، يتم فتح مسار انتقال مؤقت عبر شارع صلاح الدين"؛ مشيرًا إلى أنه سيتاح الانتقال عبره لمدة 48 ساعة بدءًا من ظهر الأربعاء وحتى ظهر الجمعة.
وكان شارع الرشيد الساحلي (المعروف بشارع البحر) هو الممر الوحيد الذي حدده الجيش سابقًا للنازحين، غير أن الازدحام الكبير تسبب في توقف الحركة لساعات طويلة.
ويأتي الإعلان في وقت كثف فيه جيش الاحتلال هجومه البري والجوي على مدينة غزة، ومناطق أخرى في القطاع. وتعرضت أحياء النصر وتل الهوى، مساء الثلاثاء، وحتى فجر الأربعاء، لقصف أدى إلى تدمير خمس بنايات سكنية، إلى جانب استهداف منازل ومدرستين، وتفجير عبوات فوق سطح مستشفى الرنتيسي للأطفال، حسب مصدر صحفي لـ المنصة.
وقصف جيش الاحتلال سيارة كانت تُقل أسرة في طريقها للنزوح جنوبًا بثلاثة صواريخ ما تسبب في مقتل خمسة مواطنين بينهم طفل، حسب ما أفاد المصدر.
وأضاف المصدر أن آليات الاحتلال تمركزت قرب الكلية الجامعية في شارع 8 جنوب غزة، وحاصرت نازحين داخل منازلهم تحت نيران كثيفة، بينما فجّر الاحتلال عدة روبوتات محملة بالمتفجرات في المنطقة ومحيط متنزه برشلونة بتل الهوى.
وأفاد شاهد عيان لـ المنصة، بوجود عشرات الجثامين في شوارع حي الزيتون والصبرة خلال محاولتهم النزوح من مناطق سكنهم، بعدما استهدفهم جيش الاحتلال بالرصاص والروبوتات المتفجرة خلال تحركهم في الشارع، مشيرًا إلى عدم قدرة طواقم الإنقاذ انتشالهم بسبب خطورة المنطقة.
وأفاد مصدر صحفي آخر لـ المنصة، بإطلاق طائرات مُسيرة الرصاص، فجر الأربعاء، على المنازل المأهولة بالسكان في شارع المغربي بحي الصبرة ومنطقة الرمال الجنوبي، ما عرضّ حياة المواطنين لخطر الإصابة أو القتل، الأمر الذي تسبب في تخويف وترهيب العائلات والأطفال، وذلك في إطار دفعهم نحو النزوح وترك مناطق سكنهم.
وقصفت طائرة مروحية إسرائيلية بصاروخ واحد، شقة سكنية في شارع عايدية بمخيم الشاطئ للاجئين غرب غزة، ووصل جثمان أم وطفلها وأكثر من ٧ جرحى آخرين إلى مستشفى الشفاء، حسب ما أفاد مصدر طبي في قسم الطوارئ لـ المنصة.
وفي شمال غرب غزة، أكد شهود عيان تقدم آليات الاحتلال باتجاه المنطقة القريبة من "المدينة السكنية المصرية" التي أُنشئت في إطار إعادة إعمار 2021، مشيرين إلى تفجير روبوتات قرب المخابرات وأبراج المقوسي، تساقطت شظاياها على أحياء النصر والمناطق المجاورة.
أما في جنوب القطاع، فقد قُتلت عائلة كاملة مكونة من خمسة أفراد بينهم ثلاثة أطفال، وأصيب 6 آخرين، جراء قصف خيمتهم في مخيم القادسية غرب خانيونس، وفق مصدر صحفي بمجمع ناصر الطبي لـ المنصة، كما قتل الاحتلال مواطنين في استهداف منفصل لمنزلهم، وأصاب ثمانية بجروح.
وفي وسط القطاع، تعرض برج رقم 9 في أبراج عين جالوت شرق النصيرات للقصف بصاروخين بعد إخلاء السكان تحت تهديد مباشر عبر اتصال من ضابط مخابرات إسرائيلي. وأفاد شهود بأن السكان أُجبروا على مغادرة منازلهم خلال دقائق معدودة وهم في حالة هلع، قبل أن يتعرض البرج لتدمير جزئي وأصيب ثلاثة أشخاص بشظايا تطايرت لمسافات بعيدة.
ومنذ السابع من أكتوبر 2023 يتواصل العدوان الإسرائيلي على غزة، الذي ارتكب خلاله جيش الاحتلال مئات المجازر التي أسفرت عن مقتل نحو 65 ألف فلسطيني، وإصابة أكثر من 164 ألفًا آخرين، وفق البيانات الرسمية لوزارة الصحة الفلسطينية، كما مارس الاحتلال سياسة التجويع بفرض حصار شديد على إدخال المساعدات ما أسفر عن وفاة 413 شخصًا بينهم 143 طفلًا نتيجة المجاعة.
وفجر الثامن من أغسطس/آب الماضي، أقر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية/الكابينت خطةً، اقترحها نتنياهو "للسيطرة العسكرية الكاملة" على مدينة غزة، ووقتها أعلن جيش الاحتلال أنه سيزود الفلسطينيين في قطاع غزة بخيام ومعدات إيواء استعدادًا لنقلهم من مناطق القتال إلى جنوب القطاع "حفاظًا على أمنهم".