حساب وكالة الأونروا على إكس
نازحون غزيون في مخيم تابع لوكالة الأونروا، 4 فبراير 2024

تحذير أممي: أكثر من 300 ألف طفل في غزة معرضون لخطر شديد

قسم الأخبار
منشور الثلاثاء 12 آب/أغسطس 2025

دعا مسؤولون إنسانيون بالأمم المتحدة، الاثنين، إلى تحرك عاجل بعد أن أعلنت السلطات الصحية في غزة وفاة أكثر من 100 طفل جراء سوء التغذية منذ بداية العدوان الإسرائيلي في أكتوبر 2023.

وحذرت منظمة الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية/أوتشا من استمرار قتل وإصابة المواطنين في قطاع غزة نتيجة القصف وأثناء محاولتهم الحصول على الغذاء، وفي إحاطةٍ قدّمها مؤخرًا لمجلس الأمن حذّر مدير التنسيق في أوتشا راميش راجاسينغهام من أن "الأوضاع الإنسانية في غزة كارثية".

واعتبرت أوتشا في بيانها أن وفاة أكثر من 100 طفل جراء سوء التغذية "حدث مدمر يخجل العالم ويتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة طال انتظارها".

وكما أشار برنامج الغذاء العالمي أواخر الأسبوع الماضي، فإن أكثر من ثلث السكان يعانون من نقص الغذاء لأيام متواصلة، ويتفاقم سوء التغذية الحاد، مع تعرض أكثر من 300 ألف طفل لخطر شديد.

إضافةً إلى ذلك، حذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة/الفاو الأسبوع الماضي من أن 1.5% فقط من الأراضي الزراعية في غزة يمكن الوصول إليها وغير متضررة، مما يشير إلى انهيار شبه كامل للنظام الغذائي المحلي.

وحسب البيان لا يزال نحو 2.1 مليون فلسطيني يعانون من هجمات جوية وبرية متواصلة، مشيرًا إلى قصف القوات الإسرائيلية خيمةً أمام مستشفى الشفاء ما أسفر عن مقتل ستة صحفيين داخلها. وقال "منذ أكتوبر 2023 قُتل أكثر من 240 صحفيًا".

وقالت أوتشا "يحتاج الناس إلى شريان حياة دائم لا إلى شحّ في المساعدات حتى لا يشعروا بالحاجة إلى اتخاذ تدابير يائسة للبقاء على قيد الحياة. ويشير برنامج الأغذية العالمي إلى أن تلبية احتياجاتهم الأساسية من المساعدات الغذائية الإنسانية تتطلب أكثر من 62 ألف طن متري شهريًا. وحتى الآن، لم يُسمح للمنظمات الإنسانية بإدخال إمدادات كافية لدعم بقاء سكان غزة".

وأكدت أن السلطات الإسرائيلية تسمح في المتوسط بدخول حوالي 150 ألف لتر من الوقود يوميًا "إلا أن هذا لا يزال أقل بكثير من الحد الأدنى اللازم لاستمرار عمليات الإنقاذ. فعلى سبيل المثال، حذر الدفاع المدني الفلسطيني مؤخرًا من توقف أكثر من نصف سيارات الإسعاف التابعة له عن العمل في جميع أنحاء غزة، بسبب نقص الوقود وقطع الغيار".

وتشهد حركة إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه قوات الاحتلال إسرائيلي تراجعًا ملحوظًا، ما يفاقم معاناة أكثر من مليوني فلسطيني تحت عدوان مستمر وحصار مشدد على كافة المعابر.

ووفق بيانات حصلت عليها المنصة، دخلت 1474 شاحنة فقط خلال الفترة بين 27 يوليو/تموز الماضي و7 أغسطس/آب الجاري، أي بمعدل يقل كثيرًا عن الاحتياج اليومي المقدر بنحو 600 شاحنة.

وتسيطر إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح منذ السابع من مايو/أيار 2024، وتمنع إدخال المساعدات إلى المواطنين في غزة في حصار كامل على القطاع الذي يواجه أيضًا قصفًا يوميًا يقتل ويصيب العشرات فضلًا عن هدم المباني والبنية الأساسية منذ السابع من أكتوبر 2023. 

ووفق سائقي شاحنات التقتهم المنصة في وقت سابق، كثيرًا ما ترفض سلطات الاحتلال السماح بتفريغ الشحنات عند معبر كرم أبوسالم، الذي تسيطر عليه، بدعوى وجود "عيوب" في التغليف أو "الاستخدام المزدوج" لبعض المواد، مثل أنابيب الأكسجين والأجهزة الطبية والحواسيب المحمولة، ما يؤدي إلى إعادتها إلى المخازن في العريش، كما يمنع السائقون من إدخال أنابيب الغاز التي يستخدمونها للطهي خلال فترات الانتظار الطويلة.

وطالبت المنظمة الأممية السلطات الإسرائيلية بالسماح بدخول المساعدات عبر جميع المعابر ومن خلال جميع الممرات المتاحة حتى يتمكن العاملون في المجال الإنساني من إيصالها على نطاق واسع وبطريقة آمنة وكريمة إلى الفئات الأكثر ضعفًا، بما في ذلك النساء والأطفال وكبار السن.

وقالت إن وقف إطلاق النار ضروريٌّ للغاية لإنقاذ الأرواح. فهذا من شأنه أن يُسهّل ويُسرّع إيصال الغذاء للجوعى، والخدمات الصحية للمرضى والجرحى، ومواد الإيواء للنازحين الذين اضطروا للفرار مرارًا وتكرارًا منذ اندلاع الأعمال العدائية.

وبداية من 24 يوليو الماضي، سمحت إسرائيل بإدخال عدد من الشاحنات بعد ضغوط من الاتحاد الأوروبي بهدف تخفيف حدة الأوضاع الإنسانية المتردية في غزة والحد من المجاعة، لكن هذه الأعداد تتناقص يومًا تلو الآخر ما يزيد معاناة الفلسطينيين في غزة.

وتظهر البيانات التي حصلت عليها المنصة، أن أعلى معدل دخول كان في 3 أغسطس بواقع 210 شاحنات من أصل 336 معدة للعبور، بينما شهدت أيام أخرى انخفاضًا كبيرًا، مثل 31 يوليو حيث دخلت 83 شاحنة فقط، وتوقفت الحركة بالكامل في يومي العطلة الأسبوعية (1 و2 أغسطس).

ونهاية يوليو الماضي، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن حاجة القطاع للمساعدات تُقدر بـ600 إلى 700 شاحنة يوميًا.

وفي 18 مارس الماضي، رفضت إسرائيل استكمال المرحلة الثانية من هدنة أقرتها في يناير/كانون الثاني الماضي، كان من المقرر أن تمتد إلى نهاية العدوان الإسرائيلي على غزة، واستأنفت حربها في القطاع التي بدأتها منذ السابع من أكتوبر 2023.