تشهد حركة إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه قوات الاحتلال إسرائيلي تراجعًا ملحوظًا، ما يفاقم معاناة أكثر من مليوني فلسطيني تحت عدوان مستمر وحصار مشدد على كافة المعابر.
ووفق بيانات حصلت عليها المنصة، دخلت 1474 شاحنة فقط خلال الفترة بين 27 يوليو/تموز الماضي و7 أغسطس/آب الجاري، أي بمعدل يقل كثيرًا عن الاحتياج اليومي المقدر بنحو 600 شاحنة.
وتسيطر إسرائيل على معبر كرم أبو سالم وهو الجهة المقابلة لمعبر رفح من ناحية الأراضي الفلسطينية منذ السابع من مايو/أيار 2024، وتعتمد عليه لمنع إدخال المساعدات إلى المواطنين في غزة لتطبيق حصار كامل على القطاع الذي يواجه أيضًا قصفًا يوميًا يقتل ويصيب العشرات فضلًا عن هدم المباني والبنية الأساسية منذ السابع من أكتوبر 2023.
ووفق سائقي شاحنات التقتهم المنصة، تنطلق الشاحنات من مخازن لوجستية في شمال سيناء، بينها سبعة تابعة للهلال الأحمر المصري قرب مطار العريش، وأخرى لشركات خاصة أو مخازن مستأجرة، وتتحرك وفق تعليمات الهلال الأحمر لمسافة تقارب 60 كيلومترًا حتى "الساحة الترابية" قرب معبر رفح، قبل توجيهها إلى كرم أبو سالم جنوبًا، حيث تخضع لفحص إسرائيلي مشدد.
وحسب السائقين، كثيرًا ما ترفض سلطات الاحتلال السماح بتفريغ الشحنات بدعوى وجود "عيوب" في التغليف أو "الاستخدام المزدوج" لبعض المواد، مثل أنابيب الأكسجين والأجهزة الطبية والحواسيب المحمولة، ما يؤدي إلى إعادتها إلى مخازن العريش، كما يمنع السائقون من إدخال أنابيب الغاز التي يستخدمونها للطهي خلال فترات الانتظار الطويلة.
وبداية من 24 يوليو الماضي، سمحت إسرائيل بإدخال عدد من الشاحنات بعد ضغوط من الاتحاد الأوروبي بهدف تخفيف حدة الأوضاع الإنسانية المتردية في غزة والحد من المجاعة، لكن هذه الأعداد تتناقص يومًا تلو الآخر ما يزيد معاناة الفلسطينيين في غزة.
وتظهر البيانات التي حصلت عليها المنصة، أن أعلى معدل دخول كان في 3 أغسطس بواقع 210 شاحنات من أصل 336 معدة للعبور، بينما شهدت أيام أخرى انخفاضًا كبيرًا، مثل 31 يوليو حيث دخلت 83 شاحنة فقط، وتوقفت الحركة بالكامل في يومي العطلة الأسبوعية (1 و2 أغسطس).
ومنذ استئناف إدخال المساعدات عبر كرم أبو سالم في 24 يوليو، تتوزع الشحنات بين الهلال الأحمر المصري والأمم المتحدة وقطر والإمارات، إضافة إلى تحالفات إغاثية أخرى.
ومع ذلك، يظل الإجمالي بعيدًا عن تلبية الاحتياجات، خاصة مقارنة بفترة ما بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول وحتى 17 مارس/آذار الماضيين، حين دخل عبر رفح 37,412 شاحنة، و28,584 طنًا من الغاز، وأكثر من 60 ألف طن من السولار، و1,266 طنًا من البنزين.
وسجلت مستشفيات قطاع غزة، خلال الساعات 24 الماضية، 11 حالة وفاة نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 212 حالة وفاة، من ضمنهم 98 طفلًا، وفق وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
ونهاية يوليو الماضي، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن حاجة القطاع للمساعدات تُقدر بـ600 إلى 700 شاحنة يوميًا.
وفي 18 مارس الماضي، رفضت إسرائيل استكمال المرحلة الثانية من هدنة أقرتها في يناير/كانون الثاني الماضي، كان من المقرر أن تمتد إلى نهاية العدوان الإسرائيلي على غزة، واستأنفت حربها في القطاع التي بدأتها منذ السابع من أكتوبر 2023.
ولا يزال الوسطاء، مصر وقطر والولايات المتحدة، يحاولون التوصل إلى اتفاق لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وإقرار هدنة مدتها 60 يومًا تشمل إطلاق سراح 28 محتجزًا إسرائيليًا، بينهم 10 أحياء و18 قتيلًا، بالتزامن مع إدخال مساعدات إنسانية عاجلة إلى غزة، مع انسحاب جزئي للقوات الإسرائيلية والإفراج عن مُعتقلين في سجون الاحتلال.