تصوير سالم الريس، المنصة
احتفالات في محيط مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح للاتفاق بين حماس وإسرائيل على وقف النار في غزة، 15 يناير 2025

مصادر في حماس: تلقينا "تطمينات" من القاهرة والدوحة بعودة المفاوضات

محمد خيال
منشور السبت 26 يوليو 2025 - آخر تحديث السبت 26 يوليو 2025

قال مصدر في حركة حماس على اطلاع مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، إن الحركة تلقت تطمينات من الوسطاء في مصر وقطر بأن المفاوضات "لم تنهَر"، على الرغم من تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومبعوثه للشرق الأوسط ستيف ويتكوف التي حملت إشارات سلبية بفشل جولة المحادثات الأخيرة التي استمرّت 19 يومًا في الدوحة. 

وأكد المصدر القيادي لـ المنصة، أن رسائل الوسطاء رجَّحت أن يعود الوفد الأمريكي المشارك في الوساطة إلى الدوحة قبل نهاية الأسبوع، عقب انتهاء مشاوراته مع المسؤولين في الإدارة الأمريكية.

وغادر الوفدان الإسرائيلي والأمريكي الدوحة الخميس، بعد تلقي رد حماس على مقترح وقف إطلاق النار. وأمس الجمعة؛ صعَّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من لهجته في تصريحات للصحفيين قائلًا إن "كان الأمر سيئًا للغاية، فحماس لم تكن فعلاً ترغب في إبرام اتفاق، أعتقد أنهم يريدون الموت"، مضيفًا "وصلنا إلى نقطة يجب فيها إنهاء المهمة"، في إشارة إلى العمليات العسكرية الإسرائيلية.

واعتبر الرئيس الأمريكي أن فرص التوصل إلى اتفاق تراجعت، مردفًا "أعتقد أن ما سيحدث الآن هو أنهم سيتعرضون (قادة حماس) للملاحقة، ويجب القضاء عليهم، هم يدركون ما سيترتب على هذا الملف لذلك لا يريدون إنهاءه".

وتضمن رد حماس الذي سلمته للوسطاء في القاهرة والدوحة، المطالبة بفتح معبر رفح من الجانب الفلسطيني بشكل دائم لإدخال المساعدات، وانسحاب القوات الإسرائيلية وفق رؤية مختلفة عما تقترحه إسرائيل، وذلك بعدما كانت المفاوضات قطعت شوطًا كبيرًا ووصلت إلى الأمتار الأخيرة وفق ما نشرته المنصة الأربعاء الماضي.

وفي سياق متصل، كشف قيادي آخر بالحركة لـ المنصة أن كتائب القسام، الذراع العسكري للحركة، أصدرت تعليمات صارمة لوحدة الظل المسؤولة عن تأمين المحتجزين الإسرائيليين، بتفعيل بروتوكول "التخلص الفوري"، الذي يقضي بتفخيخ مواقع الاحتجاز من أجل تفجيرها في حال اقتراب القوات الإسرائيلية منها.

وقال إن هذه التعليمات تعني أن أفراد وحدة الظل يعتبرون "استشهاديين"، مستطردًا "إذا كان نتنياهو يظن أنه بإمكانه تحرير أسير واحد حي من غزة فهو واهم... لا يخرج أحد حيًا، والتفجير يشمل الموقع ومن فيه".

ولفت المصدر إلى أن تفخيخ مواقع الاحتجاز يزيد من خطورة الوضع، خاصة مع احتمالات تعرضها للقصف الجوي الإسرائيلي، أو تأثرها بقصف محيط قريب، في ظل الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، ما قد يؤدي إلى تفجير تلقائي في مواقع الأسرى.

كانت منصة "الحارس" عبر تليجرام، التي تعرف نفسها بأنها "منصة أمن المقاومة"، نقلت عن ضابط أمني في غزة أن المقاومة رفعت الجهوزية لدى وحدات تأمين الأسرى، وفعّلت العمل ببروتوكول "التخلص الفوري"، وسط تقديرات بإمكانية تنفيذ عمليات إسرائيلية خاصة لتحرير أسرى.

ودعا الضابط المواطنين في غزة إلى الإبلاغ عن أي سلوك مريب أو مركبات مشبوهة قد تكون على صلة بمحاولات إسرائيلية اختراقية.

ويأتي ذلك ردًا على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، بأنه يدرس مع الولايات المتحدة خيارات بديلة لإعادة المحتجزين من غزة وإنهاء حكم حماس في القطاع و"ضمان السلام الدائم لإسرائيل"، في إشارة إلى استهداف قادة حماس المتبقين.

من جهته، قال محمد الحاج موسى، المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي، لـ المنصة، إن الفصائل الفلسطينية لا تزال منفتحة على مسار المفاوضات، لكنها ترفض الخضوع للضغوط السياسية أو التهديدات.

وأوضح الحاج أن "الاحتلال وحليفه الأمريكي لن يحققا على طاولة التفاوض ما عجزا عن تحقيقه ميدانيًا"، مشيرًا إلى أن المقاومة قدمت "أقصى ما يمكن من التسهيلات" للتوصل إلى اتفاق يخفف المعاناة عن سكان القطاع.

وكشف أن مشاورات تجرى منذ مساء أمس، بين قيادات الفصائل للتوافق على خطوات المرحلة المقبلة، ووضع سيناريوهات متعددة للتعامل مع أي تطورات مفاجئة.

وكانت المسودة الأخيرة تشمل الهدنة المقترحة إطلاق سراح 28 محتجزًا إسرائيليًا، بينهم 10 أحياء و18 قتيلًا، على مدى 60 يومًا، بالتزامن مع إدخال مساعدات إنسانية عاجلة إلى غزة تحت إشراف الأمم المتحدة والهلال الأحمر.

وتتضمن المبادرة خرائط جديدة قدمتها إسرائيل تتعلق بإعادة رسم محور موراج وتغيير مواقع تمركز جيش الاحتلال داخل القطاع، وتنص البنود على انسحاب تدريجي لقوات الاحتلال، يبدأ بعد الإفراج عن أول دفعة من المحتجزين.

كما يُلزم الاتفاق حماس في اليوم العاشر من الهدنة بتقديم معلومات عن بقية المحتجزين، مقابل تقديم إسرائيل بيانات عن أكثر من ألفي معتقل فلسطيني تحتجزهم إداريًا منذ بداية الحرب، مع التزامها بالإفراج عنهم في إطار الاتفاق النهائي.

وحسب الوثيقة، ستوقف إسرائيل كل عملياتها العسكرية فور بدء تنفيذ الهدنة، كما ستتوقف حركة الطيران العسكري لنحو 10 إلى 12 ساعة يوميًا خلال أيام تبادل المحتجزين.