تصوير طارق وجيه، المنصة
قوافل مساعدات في طريقها لمعبر رفح البري من الجانب المصري قبل دخولها إلى غزة، 12 نوفمبر 2023

شاحنات المساعدات تدخل غزة من مصر بعد اتفاق أوروبي مع إسرائيل

سالم الريس محمد خيال
منشور الخميس 24 يوليو 2025

دخلت 166 شاحنة مساعدات إغاثية إلى قطاع غزة من معبري زكيم وكرم أبو سالم، منذ صباح أمس الأربعاء وحتى فجر اليوم الخميس، حسبما نقلت القاهرة الإخبارية عن مصادر لم تسمها، مؤكدة أن "مصر تكثف جهودها بالتنسيق مع الأطراف الدولية لتأمين تدفق المساعدات إلى القطاع المُحاصر".

وحسب القناة تحمل الشاحنات مواد إغاثية أساسية، من بينها كميات كبيرة من الدقيق، ومواد غذائية متنوعة، ومستلزمات طبية، في وقتٍ يُنتظر فيه دخول قافلة إضافية قوامها 180 شاحنة، يُفترض أن تعبر إلى غزة خلال الساعات المقبلة، بينها 137 شاحنة محمّلة بالدقيق.

وذكرت القاهرة الإخبارية أن الهلال الأحمر المصري رفع مستوى استعداده اللوجستي استعدادًا لهذه الدفعة الجديدة، في إطار التنسيق مع منظمات دولية وأممية، لتخفيف تداعيات الحصار المتواصل والوضع الإنساني الحرج في القطاع، الذي يشهد دمارًا واسعًا في البنية التحتية وتدهورًا في الخدمات الأساسية.

وفي تصريح خاص لـ المنصة، قال مصدر في الهلال الأحمر الفلسطيني، إن القافلة المنتظرة يجري التحضير لدخولها من معبر رفح البري، و إنها ستدخل عبر منافذ متعددة بهدف تسريع وتوسيع نطاق التوزيع.

وأوضح المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه، أن الهلال الأحمر المصري يتولى تجهيز المساعدات بالكامل وإرسالها، بينما يتم توزيعها مباشرة على المواطنين داخل غزة دون تخزينها لدى منظمات دولية، بسبب غياب الإمكانيات اللوجستية والمستودعات داخل القطاع، خصوصًا بعد تدمير العديد من منشآت الإغاثة خلال الحرب المستمرة.

وخلال الأيام الماضية، وصلت إلى غزة قرابة 70 شاحنة على دفعات، من بينها شحنات دخلت عبر منطقة التحلية جنوب شرق خانيونس، ومنطقتي زيكيم شمال غرب غزة ونتساريم وسط القطاع، حيث تم توزيعها بشكل مباشر على المواطنين، ما يعكس تزايد الاعتماد على التوزيع الذاتي بسبب تعثر آليات التنسيق التقليدية مع الهيئات الدولية.

وقال مصدر مصري مطلع على ملف إدخال المساعدات، لـ المنصة، إن دخول الشاحنات جاء ضمن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الاتحاد الأوروبي والحكومة الإسرائيلية في العاشر من يوليو/تموز الجاري؛ بهدف تخفيف حدة الأوضاع الإنسانية المتردية في غزة والحد من المجاعة.

ووقتها، قالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس، إن الاتحاد الأوروبي توصل إلى اتفاق مع إسرائيل لتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة، بما يشمل زيادة عدد شاحنات المساعدات وفتح المعابر وإعادة فتح طرق المساعدات.

وفي أعقاب الاتفاق، زار وفد إسرائيلي القاهرة مطلع الأسبوع الماضي، لمدة يومين، لبحث آليات تنفيذ اتفاق إدخال المساعدات عبر معبر رفح.

ويواجه الفلسطينيون في غزة إلى جانب المجاعة التي تفرضها إسرائيل في القطاع، قصفًا شبه يومي من جيش الاحتلال عند نقاط توزيع المساعدات سواء بإطلاق الرصاص المباشر أو القصف الجوي أو إصدار أوامر للشاحنات بدهس النازحين الباحثين عن كرتونة مساعدات، ما أسفر عن مقتل المئات.

وفي 18 مارس/آذار الماضي، رفضت إسرائيل استكمال المرحلة الثانية من هدنة أقرتها في يناير/كانون الثاني الماضي، كان من المقرر أن تمتد إلى نهاية العدوان الإسرائيلي على غزة، واستأنفت حربها في القطاع التي بدأتها منذ السابع من أكتوبر 2023.

ولا يزال الوسطاء، مصر وقطر والولايات المتحدة، يتفاوضون على اتفاق لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، إذ تستضيف الدوحة والقاهرة بدعم من الولايات المتحدة، محادثات لمناقشة مقترح أمريكي بإعلان هدنة مدتها 60 يومًا دون نتيجة إيجابية حتى الآن.