تصوير: سالم الريس- المنصة
قصف منزل بجوار مستشفى شهداء الأقصى وفي منطقة مكتظة بالنازحين، ونقل عشرات الجرحى والإصابات إلى المستشفى، 8 يونيو 2024

الجوع يفتك بغزة.. تسجيل 45 حالة شلل في شهربن ودهس 45 شخصًا بشاحنات الإغاثة

سالم الريس
منشور الأربعاء 23 يوليو 2025

أعلنت وزارة الصحة في غزة، مساء أمس الثلاثاء، تسجيل 45 حالة شلل رخو حاد خلال شهري يونيو/حزيران ويوليو/تموز 2025، في ما وصفته بارتفاع "غير مسبوق"، وسط تحذيرات من احتمال أن تكون هذه الحالات ناجمة عن شلل الأطفال أو متلازمة "غيلان باريه"، في ظل غياب القدرة على التشخيص الدقيق بسبب تدهور النظام الصحي.

وأرجعت الوزارة هذه الزيادة إلى الأوضاع الصحية والبيئية الكارثية التي يعيشها سكان القطاع، بما في ذلك تلوث المياه، وانهيار أنظمة الصرف الصحي، وتراكم النفايات، وانتشار الأمراض المعدية، إلى جانب تفشي سوء التغذية وضعف المناعة نتيجة سياسة التجويع التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي.

وقالت الوزارة إن 15 شخصًا بينهم أربعة أطفال توفوا خلال 24 ساعة فقط بسبب المجاعة وسوء التغذية، ما رفع إجمالي ضحايا الجوع إلى 101 حالة، من بينهم 80 طفلًا، منذ بدء الحرب.

وفي تطور خطير، أعلنت وزارة الصحة توقف العمل في ستة مراكز صحية شمال القطاع، بينها "مستشفى الخدمة العامة" و"عيادة الشاطئ"، بسبب منع الاحتلال دخول الوقود اللازم لتشغيل المولدات، ومنع منظمة الصحة العالمية من نقل الوقود من جنوب القطاع إلى شماله، مؤكدة أن ما تبقى من مستشفيات، مثل الشفاء والمعمداني، مهددة بالإغلاق خلال 48 ساعة إذا استمر منع الوقود.

من ناحية أخرى، استقبلت مستشفيات غزة أكثر من 140 ضحية خلال الساعات الماضية، بينهم 45 قُتلوا أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات غذائية من شاحنات الإغاثة، خاصة في مناطق زيكيم والسودانية، وأفاد شهود عيان لـ المنصة بأن العديد من الضحايا قُتلوا دهسًا بعد تزاحم الأهالي حول الشاحنات التي أمر جيش الاحتلال سائقيها بعدم التوقف تحت طائلة التهديد بالقصف.

وقال سائق إحدى الشاحنات لـ المنصة، طالبًا عدم نشر اسمه، إن جيش الاحتلال وبعد تحميل الطحين على الشاحنات، أمرهم بقيادة الشاحنات دون توقف لأي سبب كان، حتى الوصول إلى منطقة مسجد الخالدي  شمال غرب مدينة غزة، والذي يبعد عن زيكيم قرابة خمسة كيلومترات.

وأضاف "الجيش هددنا بالقصف المباشر لأي شاحنة إذا توقفت في الطريق قبل وصول الموقع المحدد، وإحنا صرخنا على الناس وأطلقنا الزمور لكن دون استجابة من المواطنين".

وبالتزامن، نفذ جيش الاحتلال، مساء أمس، أربع مجازر متفرقة في مدينة غزة، أسفرت عن مقتل نحو 40 شخصًا وإصابة أكثر من 70 آخرين، بينهم 20 في حالة حرجة، حسبما أفاد مصدر طبي بمستشفى الشفاء لـ المنصة.

في الشأن ذاته، حذرت أكثر من 100 منظمة غير حكومية اليوم، من خطر تفشّي "مجاعة جماعية" في قطاع غزة، وسط ضغوط دولية متزايدة على إسرائيل بسبب الوضع الإنساني المروّع في القطاع الفلسطيني المحاصر والمدمّر جراء العدوان المستمر.

وفي دير البلح، تمكنت طواقم الإسعاف في مستشفى شهداء الأقصى من انتشال جثامين 8 أشخاص، وذلك عقب انسحاب آليات جيش الاحتلال وتراجعها من منطقة الحكر وإم ظهير والمطاحن، إلى المنطقة الشرقية بعد توغل دام ثلاثة أيام.

في المقابل، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، استهداف دبابة إسرائيلية وناقلة جند بقذائف محلية الصنع جنوب شرق دير البلح، فيما واصلت الآليات الإسرائيلية توغلها فجرًا في جنوب المدينة، تحت غطاء ناري كثيف، أجبر العائلات على الاحتماء داخل منازلها، حسبما أفاد شاهدا عيان لـ المنصة

من جانب آخر، أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، فقدان الاتصال بالمجموعة المسؤولة عن احتجاز الجندي الإسرائيلي روم بريسلافسكي، وسط أنباء عن محاصرة جيش الاحتلال لمناطق تواجدهم، وقالت في بيان على تليجرام "حتى اللحظة، لا نعلم مصيرهم".

وتحتفظ المقاومة الفلسطينية بنحو 20 محتجزًا إسرائيليًا أحياء و38 جثمانًا، من بين عشرات تمكنت من احتجازهم خلال هجوم طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023، الذي كان بداية عدوان إسرائيلي متواصل على القطاع حتى الآن.

وفي 18 مارس/آذار الماضي، رفضت إسرائيل استكمال المرحلة الثانية من هدنة أقرتها في يناير/كانون الثاني الماضي، كان من المقرر أن تمتد إلى نهاية العدوان الإسرائيلي على غزة، واستأنفت حربها في القطاع، ولم يتمكن الوسطاء حتى الآن من إتمام هدنة أخرى أو اتفاق شامل يُجبر إسرائيل على إنهاء الحرب.

ولا يزال الوسطاء، مصر وقطر والولايات المتحدة، يتفاوضون على اتفاق لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، إذ تستضيف الدوحة والقاهرة بدعم من الولايات المتحدة، محادثات لمناقشة مقترح أمريكي بإعلان هدنة مدتها 60 يومًا دون نتيجة إيجابية حتى الآن.