لقطة من كلمة المتحدث باسم كتائب القسام أبو عبيدة
كلمة المتحدث باسم كتائب القسام أبو عبيدة، 7 يوليو 2024

مصدر في حماس: "القسام" وضعت مهلة زمنية للمحادثات الجارية

محمد خيال
منشور السبت 19 يوليو 2025

حددت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس بعد التشاور مع المكتب السياسي للحركة، مهلة لم تكشف عنها للتوصل إلى اتفاق يُفضي إلى وقف إطلاق النار في غزة خلال المفاوضات الجارية في الدوحة والقاهرة، ستعود بعدها للتمسك بالاتفاق الشامل لإنهاء الحرب، وفق قيادي في حماس مشارك في المحادثات.

وقال المصدر الذي تحدث لـ المنصة طالبًا عدم الكشف عن اسمه، إن "استمرار النهج الإسرائيلي الحالي سيعيد الأمور إلى نقطة البداية"، مشيرًا إلى حكومة الاحتلال تُصر على تعقيد الأمور وتراوغ في عملية الانسحاب من غزة وإدخال المساعدات إلى القطاع المُحاصر.

وأضاف "إذا استمر نهج إسرائيل حتى نهاية المُهلة، فلن يكون هناك حديث عن مفاوضات جزئية أو حلول متدرجة، وسيكون الملف كاملًا على الطاولة خصوصًا قضية الأسرى التي لن تُبحث إلا ضمن اتفاق شامل ينفّذ بالكامل دون تجزئة أو مماطلة".

وفي بيان أمس، قال أبو عبيدة المتحدث باسم القسام، إن حماس لن توافق على هدنة مؤقتة إذا لم يتم التوصل إليها خلال المفاوضات الجارية وربما تعود إلى الإصرار على اتفاق شامل لإنهاء الصراع.

وأضاف أبو عبيدة أن حماس عرضت مرارًا إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين في غزة والتوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار لكن إسرائيل رفضت.

وتستضيف الدوحة والقاهرة بدعم من الولايات المتحدة، محادثات منذ أكثر من 10 أيام لمناقشة مقترح أمريكي بإعلان هدنة مدتها 60 يومًا في الحرب التي دمرت قطاع غزة، وتتضمن الإفراج عن جثامين 9 محتجزين إسرائيليين و10 أحياء مقابل إطلاق سراح مُعتقلين فلسطينيين لدى الاحتلال، بالإضافة إلى إدخال المساعدات الإنسانية للقطاع وانسحاب القوات الإسرائيلية.

في السياق، قال قيادي آخر في حركة حماس، إن المفاوضات تمرّ بحالة من الجمود والتعثر، على عكس ما تروّج له الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية بشأن إحراز تقدم على مسار التهدئة.

وأوضح لـ المنصة، أن "ما يتم ترويجه حول تقدم في المحادثات، يهدف إلى ممارسة ضغوط سياسية وإعلامية على الحركة، لدفعها إلى القبول باتفاق لا يلبّي الحد الأدنى من مطالب غزة"، مضيفًا أن ذلك يخدم أهداف حكومة الاحتلال في "فرض وقائع ميدانية على طاولة التفاوض، بعد فشلها في تحقيقها عسكريًا".

وأكد القيادي أن "أي من الملفات المطروحة لم يُحسم بعد، بعكس الرواية الإسرائيلية"، مضيفًا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "يوظف أوامره ببقاء الوفد التفاوضي في الدوحة ضمن استراتيجية مراوغة ممنهجة، في ظل استمرار تشديد الحصار وتفاقم المجاعة في غزة، بهدف فرض تنازلات عبر الضغط الميداني".

وتأتي هذه التصريحات في أعقاب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن قرب الإفراج عن عشرة محتجزين إسرائيليين من قطاع غزة، معتبرًا ذلك مؤشرًا على تقدم المفاوضات.

وقال ترامب، خلال عشاء في البيت الأبيض مع أعضاء الكونجرس أمس، "استعدنا معظم الرهائن، وسيُفرج عن عشرة آخرين قريبًا جدًا، نأمل أن تنتهي هذه المسألة بسرعة".

وفي 18 مارس/آذار الماضي، رفضت إسرائيل استكمال المرحلة الثانية من هدنة أقرتها في يناير/كانون الثاني الماضي، كان من المقرر أن تمتد إلى نهاية العدوان الإسرائيلي على غزة، واستأنفت حربها في القطاع، ولم يتمكن الوسطاء حتى الآن من إتمام هدنة أخرى أو اتفاق شامل يُجبر إسرائيل على إنهاء الحرب.