أعلن المعارض السياسي أحمد الطنطاوي عن نية حزبه السياسي تيار الأمل (تحت التأسيس) خوض انتخابات مجلس النواب المقبلة، وذلك في أعقاب اجتماع عقدته اللجنة التأسيسية للحزب، أمس، تبنت خلاله 3 قرارات تخصُّ تلك الانتخابات.
وفي 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي أعلن الطنطاوي بدء إجراءات تأسيس حزب تيار الأمل؛ ليكون مظلةً قانونيةً له ولأعضاء حملته الانتخابية، معلقًا "باعتبار إننا اخترنا وأعلنا في كل وقت، وفي أصعب الأوقات تمسكنا بالمسار السلمي وبالنضال السياسي تحت سقف الدستور والقانون".
وقال الطنطاوي، في فيديو يظهر فيه جالسًا بين 13 من أعضاء الحزب، إن اللجنة التأسيسية للحزب قررت دعم ترشح أعضائه على المقاعد الفردية مستقلين في انتخابات مجلس النواب، وبدء تلقي طلبات الترشح من المؤسسين في الحزب وغيرهم "ممن يشاركونهم نفس الحلم ونفس السعي ونفس الهدف لبناء دولة قانون ومؤسسات، دولة تصون وتحترم حقوق مواطنيها وتحفظ حقوق الوطن".
ووفقًا للطنطاوي فإن قرار المشاركة في انتخابات مجلس النواب المقبلة، استند إلى استبيان عُرض على كل أعضاء الحزب، "وشارك فيه نسبة معقولة ومحترمة منهم"، موضحًا أن 63.1% من الأعضاء أيدوا بشدة قرار الترشح، كما أبدوا رغبتهم التطوع في الحملات الانتخابية لزملائهم ممن سيترشحون في الانتخابات.
وأضاف أن 15.1% من الأعضاء أيدوا قرار المشاركة في الانتخابات ولكن لديهم ملاحظات، فيما رفض 12.3% خوض الانتخابات.
وأكد أن الحزب سيعلن خلال الأيام المقبلة عن تشكيل اللجنة المسؤولة عن تلقي طلبات الترشح، كما سيعلن عن آلية التعامل مع تلك الطلبات وكيفية الاختيار بين المرشحين حال وجود أكثر من رغبة في الترشح على مقعد واحد.
وأضاف أنه جرى تكليفه بوصفه وكيل مؤسسي الحزب بالتواصل مع الأحزاب "اللي عايزة تخوض الانتخابات القادمة بإرادة مستقلة ومقدمة نفسها للناخب المصري كبديل للسلطة وليس كتابع لها"، مؤكدًا أن ذلك المعيار هو معيار الفرز بالنسبة لهم، وذلك بهدف "بناء تحالف انتخابي يكون عنوانه بديلًا مدنيًّا ديمقراطيًا يحترم أولًا حق الناخب في أن يكون أمامه اختيارات، ويقدم له أداءً مختلفًا عن اللي شافه على مدار السنين اللي فاتت على أمل إنه يرى أحلامه تتحقق على أرض الواقع".

الطنطاوي يعلن قرارات المشاركة في انتخابات مجلس النواب المقبلة، 13 يوليو 2025تغيير القواعد
اتصالًا ببناء ذلك التحالف، قال الطنطاوي لـ المنصة إن قرار مشاركتهم في انتخابات مجلس النواب المقبلة لا يستهدف "التكيّف مع القواعد الظالمة التي رسختها السلطة بشأن الانتخابات"، ولكن "للنضال من أجل تغييرها وتقديم بديل حقيقي للشعب المصري".
وبشأن كون الإعلان تاليًا على غلق باب الترشح في انتخابات مجلس الشيوخ أبدى الطنطاوي عدم اهتمام حزبه بمجلس الشيوخ، قائلًا إنها "لا تعد انتخابات أصلًا"، معللًا ذلك بأن المجلس "ثلثه بالتعيين المباشر، وثلثه بالقوائم المغلقة التي فازت فعليًا بالتزكية، وثلثه الأخير في دوائر فردية شاسعة".
وفي مايو/أيار الماضي وافق البرلمان على التعديلات التي تقدم بها زعيم الأغلبية عبد الهادي القصبي ومعه أكثر من عُشر أعضاء المجلس على قانوني مجلس النواب والشيوخ وتقسيم الدوائر، فيما رفض 5 نواب ذلك المقترح الذي يبقي على النظام الانتخابي القائم بالقائمة المغلقة والفردي.
وحسب الدستور، فإن موعد انتخابات مجلس النواب يجب أن يكون خلال الستين يومًا السابقة على انتهاء مدة المجلس الحالي، التي تنتهي رسميًا في يناير/كانون الثاني 2026، بالتالي يتوجب إجراء الانتخابات في نوفمبر/تشرين الثاني 2025 كحد أقصى.
وقال الطنطاوي "كل ما بتوسع الدوائر الانتخابية بتزيد درجة تأثير المال السياسي والتدخلات الأمنية، والامتيازات اللي بتقدمها الجهات والمؤسسات لصالح المرشحين اللي بيتقدموا على إنهم مرشحي السلطة".
وأكمل "مرشحي السلطة دول ضيف ليهم في السنوات الأخيرة ظاهرة غريبة جدًا، اللي هم مرشحي المعارضة الوظيفية، اللي هي مطلوب منها إنها تاخد شكل المعارضة لكن كل ما يجي استحقاق انتخابي هي بتأدي دور رديف للسلطة، تحت الطلب يعني".
وأغلقت الهيئة الوطنية للانتخابات، الأربعاء الماضي، باب الترشح لانتخابات مجلس الشيوخ، وقدّمت القائمة الوطنية من أجل مصر أوراق الترشح في أربع دوائر انتخابية وسط استحواذ واضح لحزب مستقبل وطن على النصيب الأكبر في القائمة بأكثر من 40 مرشحًا.
وردًا على سؤال المنصة عن المختلف في انتخابات مجلس النواب، قال الطنطاوي "في الحالة اللي إحنا عايشينها دي، أنت محتاج ناس تمارس العمل السياسي بروح نضالية"، مشددًا على أن ذلك النضال يتطلب "الاشتباك مع القواعد التي قررتها السلطة بشأن الانتخابات، وتقديم بديل للناس".
ولا يثق الطنطاوي في أن تسمح السلطة لأعضاء حزبه بمنافسة مرشحيها في الانتخابات، بقوله "هذا البديل مش أكيد هياخد حقه ولا هياخد فرصته".
وأضاف أنه رغم إدراكه لسيطرة السلطة على جزء كبير من المقاعد عبر القوائم والتدخلات، فإنه يتحدى السلطة، قائلًا "إذا كنتم واثقين من أنفسكم، فما الداعي للبطش بأي مرشح لا يأتي بتنسيق معكم؟ اتركوا للمعارضة الحقيقية مساحتها".
وكشف عن بدء استقبال طلبات الترشح من مؤسسي الحزب، معلنًا عن دعم 7 مرشحين مبدئيًا في 6 محافظات هي القاهرة، القليوبية، الدقهلية، البحيرة، أسيوط، والمنيا. وأكد أن الباب مفتوح لتكوين تحالف انتخابي أوسع مع الأحزاب والشخصيات التي تشاركهم الرؤية وترغب في خوض الانتخابات "بإرادة حرة ومستقلة، لا يُملى عليها ولا يُملى لها".
وقبل نهاية مايو/أيار الماضي، أفرجت مصلحة السجون بوزارة الداخلية عن الطنطاوي بعد انتهاء مدة العقوبة الموقعة عليه في قضية التوكيلات الشعبية، على خلفية سعيه للترشح في انتخابات الرئاسة نهاية العام الماضي.
وكان الطنطاوي عضوًا مؤسسًا بحزب الكرامة، وشغل عضوية مجلس النواب في الفترة من 2015 إلى 2020، وخسر مقعده في مجلس النواب عام 2020، وعاد إلى الواجهة في مارس/آذار 2023، حين أعلن نيته الترشح للانتخابات الرئاسية لعام 2024، قبل أن ينسحب لعدم تمكنه من جمع التوكيلات اللازمة لترشحه.