أعلنت جماعة الحوثي في اليمن، مساء أمس، مسؤوليتها عن إغراق سفينة الشحن إترنيتي سي/ETERNITY C التي ترفع علم ليبيريا وتديرها شركة يونانية، وذلك أثناء إبحارها في البحر الأحمر باتجاه ميناء إيلات الإسرائيلي، في ثاني هجوم من نوعه خلال أقل من أسبوع.
وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع، في بيان، إن قوات البحرية اليمنية استهدفت السفينة بزورق مسيّر وستة صواريخ، ما أدى إلى غرقها، موضحًا أن العملية جاءت بعد رفض السفينة الاستجابة لتحذيرات القوات البحرية، مضيفًا أن الهجوم "يأتي دعمًا للشعب الفلسطيني وردًا على العدوان الإسرائيلي على غزة".
وأكد سريع أن عناصر الجماعة أنقذوا عددًا من أفراد طاقم السفينة، وقدموا لهم الرعاية الطبية قبل نقلهم إلى مكان آمن، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.
وفي بوست لاحق، نشر سريع عبر إكس مقطع فيديو لعملية استهداف وإغراق السفينة وقال إنها كانت متجهة إلى ميناء إيلات، دون مزيد من التفاصيل.
وتعد "إترنيتي سي" ثاني سفينة يتم إغراقها هذا الأسبوع من قبل الحوثيين، بعد أن استهدفت الجماعة يوم الأحد الماضي سفينة "ماجيك سيز" قبالة سواحل جنوب غرب اليمن بعدما اقتحمتها الجماعة وفجرتها وأغرقتها بدعوى أنها انتهكت الحظر على النقل البحري إلى المواني الإسرائيلية الذي فرضه الحوثيون منذ اندلاع حرب غزة.
ووفق رويترز، أسفر الهجوم عن مقتل أربعة من إجمالي 25 شخصًا كانوا على متن السفينة "إترنيتي سي"، كما انتشل رجال الإنقاذ ستة أحياء بينما لا يزال مصير 15 آخرين مجهولًا بعد أن أعلنت الجماعة المتحالفة مع إيران أن بعض بحارة السفينة موجودون لديها.
وقالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية/UKMTO، إن السفينة تعرضت على مدى ثلاثة أيام لقصف بمقذوفات صاروخية من زوارق صغيرة، وأكدت غرقها بالكامل، وأن جميع من عليها فلبينيون باستثناء شخص واحد.
من جهتها، اتهمت السفارة الأمريكية في اليمن الحوثيين باختطاف عدد من أفراد طاقم السفينة الناجين، بعد "قتل رفاقهم وإغراق السفينة"، مطالبةً بالإفراج عنهم فورًا ودون شروط، واصفة الجماعة بأنها "منظمة إرهابية".
وتأتي هذه التطورات وسط تحذيرات من تفاقم أزمة الشحن العالمي في البحر الأحمر، في ظل تعهدات الحوثيين بمواصلة الهجمات على السفن المرتبطة بإسرائيل حتى "يتوقف العدوان على غزة ويُرفع الحصار عنها".
وفي 20 مايو/أيار الماضي، أعلنت جماعة الحوثي فرض حظر بحري على ميناء حيفا ردًا على تصعيد جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، ودعت الشركات المتعاملة مع الميناء أو التي لديها سفن به إلى أخذ القرار اليمني بعين الاعتبار.
ومنذ 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 تطلق جماعة الحوثي صواريخها صوب منشآت في إسرائيل وأخرى تستهدف حركة الشحن في البحر الأحمر، ردًا على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ووقتها أعلنت الجماعة السفن الإسرائيلية هدفًا مشروعًا لها.
وأوقفت جماعة الحوثي عملياتها مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة دخل حيز التنفيذ في يناير/كانون الثاني الماضي، لكنها سرعان ما استأنفتها مع تجدد الحرب الإسرائيلية في غزة في مارس الماضي، وربطت الجماعة اليمنية وقف عملياتها بوقف الحرب وإدخال المساعدات إلى القطاع.
ومنذ 18 مارس/آذار الماضي، عاود جيش الاحتلال الإسرائيلي العدوان على قطاع غزة مستأنفًا حربًا بدأها على القطاع في 7 أكتوبر 2023، بعد أن رفض استكمال اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، كان من المقرر أن ينتهي بتبادل جميع المحتجزين لدى حماس وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة لكن دولة الاحتلال لم تفعل.