التلفزيون السعودي
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع خلال لقاء بالرياض، 13 مايو 2025

سلام مرتقب بين دمشق وتل أبيب.. وإسرائيل: لا تفاوض على الجولان

قسم الأخبار
منشور الاثنين 30 يونيو 2025

أكد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، الاثنين، اهتمام بلاده بإقامة علاقات دبلوماسية رسمية مع سوريا ولبنان، في وقت قال مصدر سوري مطلع، لم تسمه N12، أن المرحلة الأولى من تطبيع العلاقات بين دمشق وتل أبيب ستبدأ بتوقيع اتفاقية أمنية وعسكرية تتضمن التزامًا باحترام اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974، على أن تبدأ محادثات حول مستقبل مرتفعات الجولان في الخطوة الثانية "مع استعداد سوري واضح للمرونة".

حسب المصدر، يُظهر الرئيس الانتقالي السوري أحمد الشرع انفتاحًا استثنائيًا تجاه السلام مع إسرائيل "يسعى جاهدًا للتوصل إلى اتفاق، كما عبّر عن ذلك في لقاءاته مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمبعوث الأمريكي إلى سوريا توم باراك".

الشهر الماضي، حث ترامب الشرع على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وذلك خلال لقاء جمعهما بالرياض، فيما قال الشرع لاحقًا إن هناك محادثات غير مباشرة مع إسرائيل تهدف إلى تهدئة التوتر.

وأشار المصدر السوري إلى أن "اتفاقية السلام مع سوريا قد تُدخل إسرائيل مرحلة جديدة في علاقاتها مع دول المنطقة، لأن سوريا إحدى الدول المُحيطة بإسرائيل"، وأضاف "يفتح السلام مع دمشق الباب أمام اتفاقيات إضافية، ربما مع السعودية".

كانت السعودية انخرطت عبر الأمريكيين في محادثات مبدئية مع إسرائيل بهدف تطبيع العلاقات بين الدولتين، قبل أن تتعطّل كل هذه الجهود بسبب اندلاع الحرب في قطاع غزة، ما أدى إلى رفض الرياض أي بحث في التطبيع قبل أن تتوقف الحرب وتنسحب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية المحتلة وتقوم دولة فلسطينية.

"على الحكومة الإسرائيلية أن تدرك أهمية السلام مع سوريا، وأن تُظهر مرونة. فلا يمكن لأي اتفاق أن يستمر دون تنازلات من جميع الأطراف"، حسبما قال المصدر، موضحًا "سيكون لزامًا على إسرائيل الانسحاب من المناطق التي احتلتها بعد سقوط الأسد".

لم يستبعد وزير الخارجية الإسرائيلي توقيع الاتفاقية مع دمشق قبل نهاية العام الحالي، لكنه اشترط أن "تبقى الجولان معنا، سيكون ذلك إيجابيًا لمستقبل إسرائيل"، واليوم كرر ساعر نفس التصريحات، قائلًا في مؤتمر صحفي "لا تفاوض على مصير هضبة الجولان في أي اتفاق سلام".

وأعلنت الرئاسة السورية، الأربعاء الماضي، أن الشرع اجتمع مع وجهاء وأعيان محافظة القنيطرة والجولان، حيث ناقش معهم احتياجاتهم ومعاناتهم من التوغلات والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة.

وبعد سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي، اقتحمت قوات إسرائيلية المنطقة منزوعة السلاح التي أقيمت داخل الأراضي السورية بعد حرب عام 1973، للمرة الأولى منذ توقيع اتفاق فض الاشتباك. وقتها، أعلنت إسرائيل انهيار الاتفاقية، وقالت إن مجلس الوزراء قرر احتلال منطقة جبل الشيخ الحدودية السورية المحاذية للجولان المحتل.

وفي نهاية الشهر الماضي، قالت 5 مصادر مطلعة، لم تسمها رويترز، إن إسرائيل وسوريا على اتصال مباشر وأجرتا لقاءات وجهًا لوجه بهدف تهدئة التوتر والحيلولة دون اندلاع صراع في المنطقة الحدودية بين الجانبين.

وقال المصدر السوري للموقع العبري اليوم "سيُطلب من إسرائيل الانسحاب من جميع المناطق التي احتلتها بعد سقوط بشار الأسد، ووقف هجماتها على الأراضي السورية. إضافةً إلى ذلك، يجب الاعتراف بوحدة سوريا، وعدم التدخل في شؤون الدروز والعلويين والأكراد، وعدم تهديد حكم الشرع، الذي يحتاج، بحسب أنصاره، إلى وقت لتفكيك نفوذ الجماعات الإسلامية المسلحة".

وكان الحاخام الأمريكي أبراهام كوبر، الذي أجرى محادثات هذا الشهر مع الشرع، أشار في تصريح لهيئة البث الإسرائيلية إلى لقاء محتمل بين الشرع ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بمساعدة ترامب.

وقال كوبر عن الشرع "صحيح أنه إسلامي، لكنه يتحدث عن مستقبل لبلاده يشمل سوريا موحدة بجيش واحد وحقوق متساوية. إذا استطاع فعل ذلك، فسيغير قواعد اللعبة".

بدأ الشرع عمله المسلح بانضمامه إلى تنظيم القاعدة في العراق عام 2003، وتنقل بين التنظيمات الجهادية في العراق وسوريا، وألقت القوات الأمريكية القبض عليه وأودعته سجن أبو غريب وتنقل بعدها بين عدد من السجون من بينها سجن بوكا، ثم أطلق سراحه عام 2008، ليعاود نشاطه لكن هذه المرة ضمن صفوف داعش.

بعد اندلاع الثورة السورية، أجرى الجولاني تفاهمات مع البغدادي، واتفقا على أن يتولى فرع التنظيم في سوريا، وفي يناير/كانون الثاني 2012 أعلن الجولاني تشكيل جبهة النصرة لأهل الشام، داعيًا السوريين إلى "الجهاد لإسقاط النظام".

وسبق أن خصصت الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2017، 10 ملايين دولار لمن يدل بمعلومات تكشف عن مكانه، بعدما صنفته في 2013 إرهابيًا عالميًا.