أعلنت المسيرة العالمية إلى غزة أن أفرادًا تابعين للشرطة المصرية ألقوا القبض على 3 من المشاركين فيها عصر أمس الاثنين قبل أن يطلق سراح اثنين منهم اليوم الثلاثاء ويرحلا إلى بلديهما، مع استمرار احتجاز الثالث، مطالبة السلطات المصرية، في بيان لها اطلعت عليه المنصة، بـ"وقف أساليبها غير القانونية والمسيئة بحق المدافعين السلميين عن هذه القضية".
وأوضحت المسيرة في بيانها أنه في نحو الساعة 4:30 مساء أمس "اختطفت الشرطة السرية ثلاثة أشخاص كانوا يجلسون في مقهى بالقاهرة، هم يوناس سيلهي (النرويج)، وحذيفة أبو سرية (النرويج)، وسيف أبو كشك (إسبانيا)".
وأشارت إلى أنه سمح ليوناس بإجراء مكالمة هاتفية قصيرة من مقر احتجازه، وأبلغ من تحدث معه أنه "تم تعصيب أعينهم وتكبيلهم وتعرضهم للاستجواب والضرب المبرح. وأنهم خضعوا لاستجواب عنيف، بينما تعرّض سيف، وهو مواطن إسباني من أصل فلسطيني، لمعاملة قاسية على نحو خاص" وفق البيان.
وحسب البيان، لا يزال مكان أبو كشك مجهولًا حتى هذه اللحظة، بينما "نقل يوناس وحذيفة إلى مركز احتجاز مطار القاهرة، دون توجيه أي تهم رسمية"، ولاحقًا جرى ترحيلهما.
وكان من المقرر أن تبدأ المسيرة، التي جذبت مشاركين من أكثر من 50 دولة، رحلتها البرية نحو معبر رفح الجمعة الماضي، لتنتهي باعتصام سلمي على مشارف قطاع غزة للمطالبة بإدخال المساعدات وإنهاء الحصار، إلا أن السلطات المصرية منعت مرور المتضامنين عند نقاط تفتيش على طريق القاهرة - الإسماعيلية صباح الجمعة الماضي، وصادرت جوازات سفرهم.
وانتشرت مقاطع مصوّرة توثق اقتياد عدد من المشاركين في المسيرة من بيت شباب الإسماعيلية، وإجبارهم على صعود حافلات استعدادًا لترحيلهم.
وأعربت المسيرة اليوم عن "قلقها العميق إزاء التصعيد المستمر في عمليات الاحتجاز غير القانوني التي تستهدف أفرادًا مرتبطين بمهمتنا السلمية، على الرغم من تنسيقنا مع السلطات المصرية، واحترامنا للقوانين المحلية والإقليمية، وإعلاننا رسميًا وقف جميع أنشطتنا في مصر".
وأعلن المنظمون أمس أنهم في الوقت الراهن لا يخططون لأي تحركات إضافية داخل مصر.
وأكد قادة المسيرة والمشاركون التزامهم بالامتثال للقوانين المصرية حتى موعد مغادرتهم البلاد "وبناءً عليه، نطالب السلطات المصرية بوقف التصعيد فورًا، والإفراج عن جميع المحتجزين، والسماح لكافة المشاركين في المسيرة بالعودة الآمنة إلى بلدانهم".
ودعت المسيرة شعوب العالم إلى التحرك من خلال الاتصال بالسفارات المصرية في بلدانهم اليوم، والمطالبة بالإفراج عن المحتجزين من المشاركين في المسيرة العالمية إلى غزة "وتأمين مغادرة آمنة لأولئك الذين يسعون للخروج من البلاد بشكل سلمي".
وكانت إسرائيل طالبت السلطات المصرية بمنع الناشطين المؤيدين للفلسطينيين من الوصول إلى المنطقة الحدودية المحاذية لغزة ومحاولة الدخول إلى القطاع الفلسطيني المحاصر.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في بيان "أتوقع من السلطات المصرية أن تمنع وصول المحتجين الجهاديين إلى الحدود المصرية الإسرائيلية وألا تسمح لهم بالقيام باستفزازات أو محاولة دخول غزة، وهي خطوة من شأنها أن تعرض سلامة الجنود (الإسرائيليين) للخطر ولن يُسمح بها".
وأغلقت مصر معبر رفح منذ مايو/أيار 2024، إثر التوغل الإسرائيلي في مدينة رفح الفلسطينية والسيطرة على المعبر من الجانب الآخر ورفع العلم الإسرائيلي عليه. وأعلنت القاهرة آنذاك رفضها إجراء أي تنسيق مع جيش الاحتلال بخصوصه، مطالبة بانسحاب جيش الاحتلال منه.