تصوير نورا يونس، المنصة
بلطجية بالجلاليب يعتدون على المشاركين في المسيرة العالمية إلى غزة بهدف كسر الحصار الإسرائيلي بعد تطويقها عند بوابات الإسماعيلية. 13 يونيو 2025

بعد القمع والاعتقالات.. المسيرة العالمية لغزة تفقد الأمل في التحرك داخل مصر

قسم الأخبار
منشور الاثنين 16 يونيو 2025

استنكرت المسيرة العالمية إلى غزة ما تعرضت له في القاهرة من "قمع السلطات المصرية"، على حد تعبيرها. وأكدت في بيان مساء اليوم اطلعت عليه المنصة أنه رغم أشهر من التنسيق والحشد العالمي ومحاولات الحوار مع الجهات الحكومية المختصة "جاء رد السلطات المصرية ليؤكد أن المسيرة العالمية إلى غزة لا يمكن أن تمضي قدمًا بأمان في هذا التوقيت".

وأشارت إلى ما واجهه المئات من المنظمين والمشاركين، بمن فيهم أعضاء من اللجنة التنسيقية الدولية، من احتجاز وترحيل "دون السماح لهم بالتواصل مع فرقهم القانونية أو أحبائهم"، مؤكدة "التزامها بالقوانين المصرية".

وقالت إن تركيزهم في الوقت الحالي "ينصب على حماية سلامة ورفاهية المشاركين الذين ما زالوا داخل مصر".

ومنعت قوات الأمن المصرية مرور المتضامنين الدوليين المتجهين إلى غزة عند نقاط تفتيش على طريق القاهرة- الإسماعيلية صباح الجمعة الماضي، وصادرت جوازات سفرهم.

وانتشرت مقاطع مصوّرة توثق اقتياد عدد من المشاركين في المسيرة من بيت شباب الإسماعيلية، وإجبارهم على صعود حافلات استعدادًا لترحيلهم.

وسبق وقال متحدث باسم المسيرة لفرانس برس إن أفراد شرطة مصريين بلباس مدني دخلوا الفنادق يحملون قائمة بأسماء بعض الأجانب "وحققوا معهم، وعلى أثر التحقيق أوقفوا البعض وتركوا البعض الآخر".

وصباح اليوم، أطلقت السلطات المصرية سراح اثنين من المنسقين الدوليين في المسيرة العالمية إلى غزة بعد احتجازهما نهاية الأسبوع الماضي في القاهرة.

"رغم هذا التعطيل، فإن عزمنا أقوى من أي وقت مضى"، شدد بيان منظمي المسيرة العالمية، وقالوا "وصلنا إلى مصر كتحالف سلمي يضم أكثر من 4000 مشارك من أكثر من 80 دولة، متحدين في المطالبة بإنهاء الإبادة الجماعية في غزة وفتح ممر إنساني مستدام عبر رفح". 

وقال المنسق المشارك للجنة التنسيقية سيف أبو كشك، في البيان، "يجب استكشاف كل السبل الممكنة لوقف هذه الإبادة الجماعية، بما في ذلك السبل التي قد تبدو شديدة الصعوبة. ونظرًا لتصريحات الحكومة المصرية بأن الأفعال السلمية قد تكون مقبولة، لم نرَ في هذه المسيرة أمرًا مستحيلًا، بل صعبًا، وبالتالي يستحق المحاولة".

من جهتها، قالت المنسقة المشاركة والمحامية الألمانية ميلاني شويتسر إن "الإجراءات التي اتخذها منظمو المسيرة والسلطات المصرية دفعت السفارات حول العالم لمواجهة الواجب السياسي والأخلاقي الذي يشعر به مواطنوها تجاه إنهاء الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين".

"كانت القاهرة جزءًا واحدًا من هذه القصة"، حسب شويتسر، مشيرة إلى "إطلاق المسيرة العالمية إلى غزة أكثر من 50 فعالية منسقة حول العالم، من المكسيك إلى قبرص، حشدت ملايين المتضامنين عالميًا لدعم فلسطين".

لكنها أوضحت أيضًا أنهم في الوقت الراهن لا يخططون لأي تحركات إضافية داخل مصر "لكننا بصدد تنظيم الخطوات التالية للعمل، سواء بشكل جماعي أو من خلال الوفود الوطنية والإقليمية"، وأكد البيان أن المسيرة العالمية إلى غزة "لم تنتهِ، بل بدأت الآن".

وكانت إسرائيل طالبت الأربعاء الماضي السلطات المصرية بمنع الناشطين المؤيدين للفلسطينيين من الوصول إلى المنطقة الحدودية المحاذية لغزة ومحاولة الدخول إلى القطاع الفلسطيني المحاصر.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في بيان "أتوقع من السلطات المصرية أن تمنع وصول المحتجين الجهاديين إلى الحدود المصرية الإسرائيلية وألا تسمح لهم بالقيام باستفزازات أو محاولة دخول غزة، وهي خطوة من شأنها أن تعرض سلامة الجنود (الإسرائيليين) للخطر ولن يُسمح بها".

ومطلع مارس/آذار الماضي، منعت إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق نار هش لم يكتمل بعدما استأنف جيش الاحتلال عدوانه على القطاع خلال نفس الشهر.

وأغلقت مصر معبر رفح منذ مايو/أيار 2024، إثر التوغل الإسرائيلي في مدينة رفح الفلسطينية والسيطرة على المعبر من الجانب الآخر ورفع العلم الإسرائيلي عليه.

وأعلنت القاهرة آنذاك رفضها إجراء أي تنسيق مع جيش الاحتلال بخصوصه، مطالبة بانسحاب جيش الاحتلال منه. قبل أن تتفق القاهرة مع واشنطن على إدخال المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم "بصورة مؤقتة"، وهو ما تماطل فيه إسرائيل حتى الآن.