تسبب القلق من تصاعد الحرب الإسرائيلية الإيرانية اليوم في تداعيات سلبية على الاقتصاد المصري، شملت ارتفاعًا قويًا في سعر صرف الدولار أمام الجنيه، بقفزة تجاوزت 85 قرشًا، كما انخفض مؤشر البورصة الرئيسي بنحو 7.6% في بداية الجلسة مدفوعًا بمبيعات المستثمرين الأجانب، قبل أن يعوّض جزءًا من خسائره ويغلق على انخفاض 4.6%.
وارتفع سعر صرف الدولار أمام الجنيه، اليوم الأحد، في البنك الأهلي إلى 50.68 جنيه مقابل 49.82 جنيه سجلها الخميس الماضي، وأرجع عضو مجلس إدارة البنك المصري الخليجي والخبير المصرفي محمد عبد العال ذلك لتخارج بعض الأجانب من السوق المصرية بسبب القلق من الوضع في المنطقة.
وشن جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية "الأسد الصاعد" التي وصفها بأنها "ضربة استباقية" على البرنامج النووي الإيراني وأهداف عسكرية أخرى، فجر الجمعة. وردَّت إيران مساء الجمعة باستهداف عشرات الأهداف والقواعد والبنى التحتية العسكرية، وقال الجيش الإيراني إنه نجح في قصف وزارة الدفاع الإسرائيلية رغم محاولات التشويش والاعتراض.
وتوقع عبد العال في تصريح لـ المنصة أن يظل تحرك الدولار في السوق المحلية محدودًا في الفترة المقبلة، ليتراوح سعر الصرف بين 51 و52 جنيهًا، معتمدًا على حجم التدفقات الأجنبية ومدى استمرار التوترات الجيوسياسية.
وزاد الإقبال على الذهب في السوق المصرية ملاذًا آمنًا، إذ ارتفع سعره بنحو 185 جنيهًا خلال يومين ليصل جرام الذهب عيار 21، الأكثر تداولًا بالسوق المحلية، اليوم الأحد، إلى 4900 جنيه، وفق سكرتير عام شعبة الذهب السابق بغرفة القاهرة التجارية نادي نجيب لـ المنصة.
وتوقع نجيب صعود المعدن الأصفر مجددًا حال استمرار التوترات السياسية بين إيران وإسرائيل مضيفًا "سنشهد وصول سعر جرام الذهب عيار 21 إلى 5 آلاف جنيه، أما في حالة هدوء الحرب الحالية بين البلدين ستعاود أسعار الذهب التراجع مرة إلى مستويات 4700 جنيه لذات العيار.
وعلى صعيد القطاع السياحي، تأثرت حركة الطيران الإقليمي بقرارات شركة مصر للطيران إلغاء رحلاتها إلى عدد من المدن العربية (مطارات بيروت وعمّان وبغداد وأربيل)، وأوضح عضو مجلس إدارة بشعبة النقل الدولي بغرفة القاهرة التجارية لـ المنصة أن "مصر للطيران" تحاول تجنب مسار مرور الصواريخ الإيرانية والإسرائيلية.
وأضاف المصدر أن الأمر قد يمتد ليشمل دولًا أخرى حال اتساع دائرة الحرب الإسرائيلية، لكنه أشار إلى أن تأثير الحرب على حركة السياحة لا يزال محدودًا.
وأعلنت الحكومة أمس إرجاء افتتاح المتحف المصري الكبير الذي كان مقررًا في الثالث من يوليو/تموز المقبل إلى الربع الأخير من العام الجاري في موعد يتحدد لاحقًا، نظرًا "لتطورات الأحداث الإقليمية" في إشارة للحرب بين إسرائيل وإيران.
أما النشاط الإنتاجي فلم يقتصر تضرره على وقف ضخ الغاز للصناعات كثيفة الاستهلاك كما تم الإعلان الجمعة الماضي بسبب توقف الغاز الإسرائيلي، لكن حسب "الشرق بلومبرج" اليوم اضطرت الحكومة لتعليق ضخ المازوت إلى المصانع مؤقتًا لتوفير الطاقة لمحطات الكهرباء.
وقررت شركة أبو قير للأسمدة والصناعات الكيماوية بدء تنفيذ خطة صيانة مكثفة لمصانع الشركة على مدار الساعة لحين تحسين ظروف التشغيل، وذلك نتيجة تداعيات الحرب بالشرق الأوسط وتأثر إمدادات الغاز الطبيعي للمصانع، حسب إفصاح الشركة للبورصة اليوم.
كم شهرًا من احتياطي السلع؟
منذ بدء تصاعد الحرب بين الجانبين الإسرائيلي والإيراني، تكررت تصريحات الحكومة المصرية حول كفاية الاحتياطي الاستراتيجي من السلع لمواجهة أي تعطل لمسار سلسلة التوريد.
وعن حجم الاحتياطي الحالي، أوضح متحدث وزارة التموين أحمد كمال لـ المنصة أن احتياطي السكر يكفي احتياجات المواطنين فترة تصل إلى 14.1 شهر والزيت 4 أشهر والدواجن المجمدة 6.1 شهر واللحوم الطازجة 5.5 شهر.
وأضاف كمال أن الاحتياطي الاستراتيجي من القمح يصل إلى 6.3 شهر، مع استمرار الوزارة في استلام محصول القمح المحلي من المزارعين خلال موسم التوريد الجاري.