تصوير أحمد مصطفى، بإذن لـ المنصة
مئات الغزيين الباحثين عن المساعدات يتجمعون على شارع الرشيد، فجر 15 يونيو 2025

الاتصالات تعود لغزة.. والاحتلال يواصل استهداف المدنيين قرب مراكز المساعدات

سالم الريس
منشور الأحد 15 يونيو 2025

عادت مساء السبت شبكات الإنترنت والاتصالات للعمل في قطاع غزة بعد انقطاع دام ثلاثة أيام متواصلة، وذلك عقب السماح لطواقم شركة الاتصالات الفلسطينية بالعمل على إصلاح الأعطال التي أصابت الخطوط الرئيسية قبل أيام شرق مدينتي غزة وخانيونس نتيجة القصف الإسرائيلي.

وقال مصدر في الاتصالات الفلسطينية لـ المنصة، طالبًا عدم نشر اسمه، إن الشركة حاولت إجراء تنسيق عن طريق منظمات دولية مع جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ اللحظات الأولى لانقطاع شبكات الاتصال والإنترنت عن غزة، إلا أن الاحتلال رفض طلباتها خلال الأيام الماضية، حتى وافق صباح السبت.

وأوضح أن طواقمهم الفنية رغم خطورة المناطق عسكريًا توجهوا إلى نقاط تضرر الشبكات وعملوا على إصلاحها للمرة التاسعة منذ بدء حرب الإبادة الجماعية، حيث نجحت الطواقم في ظل شُح الإمكانات من إصلاح الأضرار.

وتزامن انقطاع شبكات الاتصال والإنترنت مع نشوب حرب بين إسرائيل وإيران، ما لم يمنع جيش الاحتلال من مواصلة عدوانه على غزة، حيث قتل أكثر من 170 ضحية وأصيب أكثر من 700، إضافة إلى المفقودين حتى الآن، حسبما قال مصدر طبي بوزارة الصحة لـ المنصة.

وقال المصدر الطبي إن أكثر من 70 من الضحايا وصلوا إلى مختلف المستشفيات في القطاع، خلال السبت، راحوا نتيجة ارتكاب جيش الاحتلال عدة مجازر بحق المدنيين في منطقة المواصي، وفي منطقة نتساريم خلال انتظارهم الحصول على طرد غذائي من مؤسسة غزة الإنسانية.

وقال شاهد لـ المنصة إن المئات من المواطنين ذهبوا فجر السبت إلى منطقة نتساريم للحصول على المساعدات الإنسانية، إلا أن جيش الاحتلال هاجمهم بالقذائف المدفعية وإطلاق النار من الطائرات المروحية والمُسيرات.

وأوضح أن عددًا من الضحايا لا تزال جثامينهم ملقاة على الأرض دون أن يتمكن المواطنون أو طواقم الإنقاذ من انتشالهم.

وبدأت مؤسسة غزة الإنسانية نهاية مايو/أيار الماضي توزيع المساعدات الإغاثية على القطاع بعد حصار فرضه جيش الاحتلال الإسرائيلي استمر قرابة ثلاثة أشهر منع خلاله دخول المساعدات ضمن خطة تجويع السكان، لكن توزيع المساعدات شهد فوضى عارمة، إذ قتل جيش الاحتلال العشرات منهم خلال عمليات تسلم المواد الإغاثية المحدودة بعد استهدافهم بشكل مباشر قرب مراكز توزيع المساعدات.

في السياق، انتشرت عدد من المناشدات والبلاغات من قبل العائلات في غزة، للتبليغ عن فقدان أبنائهم خلال الأيام الأخيرة، بعد توجههم للحصول على المساعدات من نقاط التوزيع وسط وجنوب القطاع.

وقال المصور الصحفي أحمد الدنف لـ المنصة إنه فقد شقيقه فادي البالغ من العمر 23 عامًا منذ مساء الأربعاء الماضي، مضيفًا "أخويا طلع مع صاحبه للحصول على المساعدات، ومرت 3 أيام متواصلة بدون ما يوصلنا أي خبر عنه، حاولنا نبحث في المستشفيات بكل مناطق القطاع يمكن وصلهم مصاب أو شهيد مجهول الهوية لكن ما وصلنا لأي نتيجة".

وأصيب فجر الأحد عشرات المواطنين في 4 مناطق تجمع فيها آلاف الغزيين للحصول على الطحين أو طرد غذائي، وذلك نتيجة إطلاق جيش الاحتلال القذائف المدفعية من قبل الدبابات والبوارج البحرية على مناطق تجمعهم.

وتركزت نقاط تجمع المواطنين في مناطق شمال غرب مدينة غزة، وجنوب غرب المدينة على شارع نتساريم، حيث أصيب مواطنون في قصف من البوارج الحربية حسبما أفاد شاهد عيان لـ المنصة. كما أصيب عدد آخر في تجمع ثالث على شارع صلاح الدين منطقة نتساريم وسط القطاع، حسبما أكد مصدر صحفي لـ المنصة.

وأفاد مصدر صحفي آخر لـ المنصة بإصابة ومقتل عدد من المواطنين خلال تجمعهم شمال غرب مدينة رفح جنوب القطاع، دون أن تتمكن طواقم الإسعاف من الوصول لهم وانتشالهم.

وفي 18 مارس/آذار الماضي، عاود جيش الاحتلال الإسرائيلي العدوان على قطاع غزة مستأنفًا حربًا بدأها على القطاع في 7 أكتوبر 2023، بعد أن رفض استكمال اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، كان من المقرر أن ينتهي بتبادل جميع المحتجزين لدى حماس وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة.