تصوير محمد الخطيب، المنصة
آلاف الفلسطينيين يحصلون على مساعدات إغاثية بعد ثلاثة أشهر من الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة، 27 مايو 2025

"غزة تحت النار والجوع".. الاحتلال يقتل ثلاثة فلسطينيين أثناء تسلم المساعدات

سالم الريس
منشور الأربعاء 28 مايو 2025

اندفع آلاف الفلسطينيين، مساء أمس، نحو نقاط توزيع المساعدات الإغاثية في اليوم الأول لعمل "مؤسسة غزة الإنسانية" بعد حصار فرضه جيش الاحتلال الإسرائيلي على القطاع استمر قرابة ثلاثة أشهر منع خلاله دخول المساعدات ضمن خطة تجويع لسكانه، فيما قُتل ثلاثة أشخاص وأصيب العشرات جراء إطلاق جيش الاحتلال النار خلال عمليات التسليم.

كانت "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من أمريكا أعلنت أمس الأول، بدء توزيع المساعدات الغذائية في القطاع، وقالت إن العملية ستعتمد على أربعة مراكز توزيع رئيسية ستفحص خلالها العائلات للتأكد من عدم وجود أي صلة لهم مع حركة حماس، وربما تستخدم تقنية التعرف على الوجوه لهذا الغرض.

وتدفق النازحون والمواطنون إلى مناطق غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة التي يسيطر عليها جيش الاحتلال الإسرائيلي، للحصول على طرد غذائي، وقال محمود عبد الكريم أحد النازحين في منطقة المواصي غرب خانيونس لـ المنصة، إنه هرع إلى غرب رفح رفقة مجموعة من جيرانه في خيام النزوح للحصول على المساعدات.

وأضاف عبد الكريم "طلعنا ومشينا حوالي 6 كيلومترات، وسط لوحات على جانب الطريق مكتوبة بالعربية طالبتنا بالمشي للأمام وعدم النزول إلى الشاطئ أو الاقتراب من المنازل على الجهة المقابلة للشاطئ، حتى وصلنا إلى بوابات تبعد عن الحدود المصرية أقل من كيلو متر واحد، حيث وجد جنود أمريكان مسلحين، بعضهم يتحدثون العربية البدوية".

وتابع "لم نخضع لتفتيشات ولم يُطلب منا أي إثبات شخصية، فقط كانت هناك كاميرات مراقبة على جدار حديدي، وطلبوا منا أن نقف في طابور للحصول على الكرتونة الغذائية".

وجاءت عملية توزيع المساعدات من المؤسسة بعدما فرض الاحتلال حصارًا منذ بداية مارس/آذار الماضي، أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية المحدودة في الأسواق بأكثر من 20 ضعفًا، كما انتشرت المجاعة وحالات سوء التغذية.

آلاف الفلسطينيين يحصلون على مساعدات إغاثية بعد ثلاثة أشهر من الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة، 27 مايو 2025

وأشار فايق شريم وهو نازح حاول الحصول على طرد غذائي لـ المنصة، إلى أنه وبسبب الأعداد الكبيرة من مختلف الفئات والأعمار، انهارت الجدران الحديدية ما تسبب في تدافع النازحين وانتشار الفوضى، موضحًا "الأمريكان مجرد ما انهارت الجدران الحديد، انسحبوا من المكان مباشرة، وصارت الناس تحمل من الكراتين الموجودة وترجع".

وهو ما أكدته المؤسسة بقولها إن عدد طالبي المساعدات في موقع توزيعها كان في لحظة ما كبير جدًا أمس، مما اضطر فريقها إلى التراجع للسماح للناس "بالحصول على المساعدات بأمان وتوزيعها" وتجنب الإصابات.

وأضافت المؤسسة "سكان غزة واجهوا تأخيرًا لعدة ساعات في الوصول إلى الموقع بسبب الحصار الذي تفرضه حركة حماس"، مبينة أنها وزعت حتى الآن نحو 8 آلاف كرتونة بإجمالي 462 ألف وجبة.

وأفاد شريم بأن "جنود الاحتلال الإسرائيلي كانوا يتمركزون في مناطق قريبة من أماكن التوزيع ومع التدافع والفوضى أطلقوا النار على المواطنين بواسطة مُسيرات ما تسبب في إصابة ومقتل عدد من النازحين".

في السياق، اتهم المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، في بيان عبر واتساب، جيش الاحتلال بارتكاب مجزرة بحق المدنيين الجوعى نتيجة إطلاق النار عليهم داخل مراكز توزيع المساعدات في المناطق العازلة، ما أدى إلى مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة 46 وفقدان 7 آخرين.

وقال المكتب الإعلامي إن ما جرى في رفح "مجزرة حقيقية وجريمة حرب متكاملة الأركان ارتُكبت بدم بارد ضد مدنيين أنهكهم الحصار والتجويع المتواصل منذ أكثر من 90 يومًا على إغلاق المعابر وحوالي 20 شهرًا على الإبادة الجماعية وعلى الانقطاع الكامل للغذاء والدواء عن القطاع، وذلك ضمن مخطط إسرائيلي واضح للإبادة الجماعية والتهجير القسري".

من ناحيته، نفى جيش الاحتلال إطلاق النار من الجو نحو مراكز توزيع المساعدات الإنسانية برفح، زاعمًا أن "قوة عسكرية أطلقت النار بهدف الإبعاد في المنطقة التي تقع خارج المجمع".

وأشار المتحدث باسم جيش الاحتلال للإعلام العربي أفيخاي أدرعي، عبر إكس، إلى أن القوات الإسرائيلية تمكنت من السيطرة على حالة الفوضى التي انتشرت عقبّ تدافع النازحين "دون أن تشكل تهديد لهم"، متوقعًا مواصلة واستئناف عملية توزيع المساعدات دون تأخير أو تعطيل.

وفي 18 مارس الماضي، عاود جيش الاحتلال الإسرائيلي العدوان على قطاع غزة مستأنفًا حربًا بدأها على القطاع في 7 أكتوبر 2023، بعد أن رفض استكمال اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، وكان من المقرر أن ينتهي بتبادل جميع المحتجزين لدى حماس وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة لكن دولة الاحتلال لم تفعل.