تصوير: سالم الريس
وصول أحد الإصابات من شرق غزة إلى مجمع الشفاء الطبي وسط المدينة في 13 سبتمبر 2023، إثر تفجير عبوة بالقرب من الحدود الشرقية.

مقتل مصور صحفي و3 مسعفين بقصف إسرائيلي خلال محاولات إنقاذ شرق غزة

سالم الريس
منشور الثلاثاء 10 يونيو 2025

قُتل ثلاثة مسعفين ومصور صحفي، مساء أمس، إثر استهدافهم المباشر بقذيفة مدفعية إسرائيلية خلال عملية إنقاذ لضحايا قصف سابق استهدف مبنى سكنيًا في شارع يافا بحي التفاح شرق مدينة غزة.

وقال مصدر في طواقم الإسعاف لـ المنصة إن إشارة استغاثة وردت إليهم بقصف جيش الاحتلال شقة سكنية ما استدعى تحرك الإسعاف إلى الموقع، وأثناء عملهم برفقة مصور صحفي، استهدفت مدفعية الاحتلال المكان مجددًا، ما أدى إلى مقتل المسعفين رائد العطار وحسين محيسن وبراء عفانة، بالإضافة إلى المصور الصحفي مؤمن أبو العوف.

وأشار المصدر إلى أن القصف المتكرر واستمرار تحليق المُسيّرات حال دون انتشال الضحايا لعدة ساعات، إذ بقيت الفرق محاصرة في المنطقة لأكثر من ثلاث ساعات قبل أن تتمكن من الانسحاب فجرًا.

وأكد مصدر صحفي لـ المنصة أن المُسيّرات الإسرائيلية أطلقت النار على كل من حاول الاقتراب من موقع القصف، ما أعاق عمليات الإنقاذ حتى فجر اليوم.

وكان المصور مؤمن أبو العوف يعمل مع مؤسسات إعلامية محلية تزوّد القنوات الفضائية بتقارير عن مجريات الحرب في غزة، وبمقتله ارتفعت حصيلة الصحفيين القتلى إلى 227 صحفيًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في السابع من أكتوبر 2023.

وفي جباليا شمال قطاع غزة، استهدفت طائرات الاحتلال فجر اليوم، سبعة منازل في منطقة شارع غزة القديمة، ووفق مصدر صحفي لـ المنصة، تمكنت فرق الإسعاف من انتشال عدد من الضحايا، في حين لا يزال آخرون تحت الأنقاض.

ووصف شاهد عيان المشهد في جباليا لـ المنصة بأنه "خطير جدًا، فالمنطقة مصنفة عسكرية، والقصف متواصل، والمُسيّرات تطلق النار على المارة، ما يصعب حركة طواقم الإنقاذ".

من جهته، أفاد مصدر طبي آخر في مستشفى الشفاء بوصول 7 جثامين، معظمها مجهولة الهوية، جراء القصف على جباليا.

وفي خانيونس جنوب القطاع، قصفت طائرات الاحتلال خيمتين للنازحين فجرًا، واحدة جنوب غرب المدينة والأخرى في منطقة المواصي غربًا، ما أسفر عن مقتل امرأتين وإصابة أكثر من 10 أشخاص آخرين، بينهم طفلة نُقلت إلى مجمع ناصر الطبي، وفق مصادر طبية لـ المنصة.

وفي حادث منفصل، استهدف جيش الاحتلال تجمعًا لمئات المدنيين فجر الثلاثاء في شارع صلاح الدين بمنطقة نتساريم، أثناء انتظارهم عند نقطة توزيع مساعدات تديرها مؤسسة "غزة الإنسانية"، قبل فتح أبوابها في السادسة صباحًا.

وقال شاهد عيان لـ المنصة إن القصف المدفعي وقنابل المُسيّرات استهدفت التجمعات المدنية، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات، وأفاد مصدر طبي في مستشفى العودة باستقبال أكثر من 35 إصابة و3 قتلى.

وأضاف الشاهد أن المواطنين توافدوا إلى نقطة التوزيع قبل علمها بساعات في محاولة للحصول على مساعدات غذائية في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة، منوهًا بأن "غزة الإنسانية" توزع كميات ضئيلة على السكان في ظل الحاجة الماسة للحصول على المواد الغذائية الأساسية.

وفي 18 مارس/آذار الماضي، عاود جيش الاحتلال الإسرائيلي العدوان على قطاع غزة مستأنفًا حربًا بدأها على القطاع في 7 أكتوبر 2023، بعد أن رفض استكمال اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، كان من المقرر أن ينتهي بتبادل جميع المحتجزين لدى حماس وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة.

واتهم المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، في بيان مساء أمس، مؤسسة "غزة الإنسانية" بالتسبب في مقتل 130 مدنيًا وإصابة ألف آخرين منذ بدء عملها في أربع نقاط توزيع، ثلاث في رفح وواحدة في نتساريم.

ووصف المؤسسة، بأنها "ذراع للاحتلال الإسرائيلي الذي يتعمد قتل المدنيين الجائعين خلال محاولتهم الحصول على مساعدات إنسانية"، مضيفًا أن الاحتلال هو المسؤول الأول عن الأزمة الإنسانية، بمنعه دخول أكثر من 55 ألف شاحنة مساعدات خلال 100 يوم وإغلاق المعابر أمام الإغاثة الدولية.

في تطور آخر، سيطر مئات المواطنين شمال قطاع غزة على أكثر من 50 شاحنة محملة بالطحين أثناء مرورها عبر محور نتساريم باتجاه شارع الرشيد، وقال شاهد عيان لـ المنصة إن المواطنين اضطروا للحصول على الطحين بأنفسهم في ظل بيعه بأسعار باهظة في السوق السوداء تصل إلى 90 شيكلًا للكيلو الواحد، أي نحو 25 دولارًا.

وأوضح الشاهد أن الوضع الإنساني المتردي دفع الناس إلى اتخاذ هذه الخطوة بعد عجزهم عن شراء الطحين أو الحصول عليه من المنظمات الدولية.

وبدأت مؤسسة غزة الإنسانية نهاية مايو/أيار الماضي، توزيع المساعدات الإغاثية على القطاع بعد حصار فرضه جيش الاحتلال الإسرائيلي استمر قرابة ثلاثة أشهر منع خلاله دخول المساعدات ضمن خطة تجويع السكان.

وتعرضت المؤسسة لانتقادات شديدة من قبل المنظمات الإنسانية، بما في ذلك الأمم المتحدة، بسبب ما تردد عن افتقارها للحيادية في توزيع المساعدات، وسط تحذيرات من أن معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة معرضون لخطر المجاعة.