قال رئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، اليوم، إن المفاوضات في الدوحة خلال الأسبوعين الماضيين "لم تفضِ إلى أي شيء حتى الآن، لوجود فجوة جوهرية بين الطرفين"، مؤكدًا أن تصعيد إسرائيل لعدوانها على غزة "سلوك عدواني يؤدي إلى تقويض جهود السلام".
وأضاف رئيس الوزراء ووزير الخارجية في افتتاح منتدى قطر الاقتصادي في الدوحة، أنه "عندما أطلقت حماس سراح الجندي الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر، ظننا أن تلك اللحظة ستفتح بابًا لوقف هذه المأساة، إلا أن الرد كان بموجة قصف أشد عنفًا".
وأكد أن "غزة تتعرض للحصار ونسمع تصريحات غير مسؤولة بشأن الوضع الإنساني هناك"، موضحًا أنه "رغم كل محاولات الابتزاز والاتهامات ماضون في تحقيق الاستقرار وإحلال السلام".
وانطلقت خلال الأسبوعين الماضيين مفاوضات بشأن تبادل المحتجزين لدى إسرائيل وحركة حماس في الدوحة.
وأمس، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إصراره على مواصلة القتال في غزة، قائلًا في تسجيل مصور بثه على تليجرام "سنحتل جميع أراضي قطاع غزة، هذا ما سنفعله".
ويضغط الوسطاء في أمريكا ومصر وقطر في سبيل إقرار اتفاق بهدنة لمدة تتراوح بين 45 إلى 60 يومًا يجري خلالها تبادل المحتجزين لدى الجانبين، وإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة ووقف العمليات العسكرية بشكل كامل داخل القطاع.
ويهدد نتنياهو بسحب وفد التفاوض من الدوحة وسط جمود المحادثات وتعثرها، في وقت اتهمته حماس باستخدام سياسة التجويع سلاح إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وعاود جيش الاحتلال الإسرائيلي العدوان على قطاع غزة في 18 مارس/آذار الماضي، مستأنفًا حربًا بدأها على القطاع في 7 أكتوبر 2023، بعد أن رفض استكمال اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، كان من المقرر أن ينتهي بتبادل جميع المحتجزين لدى حماس وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة لكن دولة الاحتلال لم تفعل.
ومطلع مارس الماضي، منعت إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة "حتى إشعار آخر" بعد ساعات من انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار، وقال مكتب نتنياهو وقتها إن "تل أبيب لن تسمح بوقف إطلاق النار من دون الإفراج عن محتجزينا، وإذا استمرت حماس في رفضها فسوف تكون هناك عواقب أخرى"، ثم بدأت عدوانًا جديدًا خلال نفس الشهر على القطاع.
ومن المنتظر أن تسمح إسرائيل اليوم بدخول شاحنات المساعدات، إذ قرّر المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي الأحد الماضي استئناف دخول شاحنات المساعدات إلى غزة وبإشراف منظمات الأمم المتحدة وجهات إنسانية أخرى، بعد شهرين ونصف من التجويع.
لكن رئيس جمعية شركات الشحن والنقل في غزة ناهض شحيبر قال لـ المنصة صباح اليوم إن الاحتلال لم يسمح بمرور أي من شاحنات المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم، وسمح فقط بتحميل 4 شاحنات تحمل مكملات غذائية للأطفال، حيث نُقلت الحمولة إلى الشاحنات الفلسطينية داخل المعبر، دون أن يسمح الاحتلال بدخولها إلى القطاع بشكل فعلي.