قناة حركة حماس على تليجرام
الدفعة الثالثة من تبادل المحتجزين مع إسرائيل، 30 يناير 2025

مقترح أمريكي لهدنة 3 أسابيع في غزة.. وبيان مصري قطري: جهود بث الفرقة لن تنجح

محمد خيال
منشور الأربعاء 7 مايو 2025

كشفت مصادر قيادية بحركة حماس وأخرى مصرية مطلعة على جهود الوساطة بين المقاومة الفلسطينية وحكومة الاحتلال إسرائيلي لـ المنصة عن مقترح أمريكي جديد لوقف الحرب في قطاع غزة جرى تقديمه إلى الوسطاء في مصر وقطر، وذلك قبيل زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في المنطقة الأسبوع المقبل.

كانت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت أعلنت نهاية أبريل/نيسان الماضي، أن ترامب سيزور الشرق الأوسط الشهر الحالي، وأضافت أن الزيارة ستشمل السعودية وقطر والإمارات.

وقال المصدر المصري، طالبًا عدم نشر اسمه، إن المقترح الجديد يتضمن هدنة لمدة ثلاثة أسابيع، يتم خلالها تبادل المحتجزين لدى الطرفين، إذ "تطلق حماس سراح 6 أسرى أحياءً بينهم الجندي الأمريكي الإسرائيلي عيدان ألكسندر و6 جثامين"، في مقابل إفراج سلطات الاحتلال عن معتقلين فلسطينيين لم يتم تحديد عددهم بعد.

وأشار المصدر إلى أن المقترح الجديد يهدف إلى تهيئة الأجواء للحديث حول وقف دائم لإطلاق النار في غزة، والسماح بعبور المساعدات وإدخالها إلى القطاع في أسرع وقت ممكن.

وفيما قال المصدر بحركة حماس إن الحركة لم تتلق المقترح حتى الآن، أكد المصدر المصري أن الإشارات الواردة من الجانب الإسرائيلي تشير إلى موافقة مبدئية عليه.

وأشار المصدر المصري لوجود مشاورات مصرية قطرية أمريكية جارية منذ نحو أسبوع على مستوى الفرق الفنية من أجل التوصل إلى صيغة تمكن إدخال المساعدات إلى القطاع والتوصل لهدنة إنسانية.

وشدد على أن هناك مساعي جادة من جانب مصر وقطر من أجل التوصل للهدنة قبل وصول ترامب للمنطقة، على أمل التوصل للتوصل لاتفاق شامل خلال محادثاته في قطر ضمن جولته.

وكشف المصدر أن المسؤولين في مصر وجهوا الدعوة للوفد المفاوض في حركة حماس لزيارة القاهرة مجددًا من أجل مناقشة التصور المطروح، ما أكده القيادي بحماس بقوله إن اتصالات أجريت مع الوسطاء في مصر وقطر والذين أكدوا أنهم تلقو تصورًا من الجانب الأمريكي لكنهم لم يتطرقوا إلى تفاصيله حتى الآن مع الحركة.

وتابع القيادي بحماس بأن الحركة لم تغير موقفها بشأن "التمسك بحل شامل واستعدادها لإطلاق سراح المحتجزين لديها دفعة واحدة شريطة اتفاق يقضي بإنهاء الحرب وانسحاب إسرائيل بشكل كامل من القطاع".

وبشأن موافقة مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي على توسيع العملية العسكرية في غزة والسعي نحو احتلال كامل القطاع، قال القيادي بالحركة إن مقاتلي المقاومة "على استعداد كامل"، مضيفًا "الجميع شاهد وتابع الخسائر التي أوقعتها المقاومة بجيش الاحتلال مجرد البدء في الدخول إلى المدن".

وأوضح أن محتجزي الاحتلال يعانون الجوع ونقص الأدوية والمستلزمات الطبية مثلهم مثل سكان القطاع، مشددًا على أن السياسة الجديدة التي أعلنها جيش الاحتلال لن تقود إلا لمزيد من القتلى بين المحتجزين الإسرائيليين.

وكشف عن تعرض بعضهم إلى إصابات خلال عمليات قصف إسرائيلية طالت الأماكن التي يتواجدون بها، مضيفًا أن فرق القسام تعمل على تقديم ما توفر لديها من إمكانيات ومساعدة للمصابين رغم صعوبة الموقف وخطور علاجهم في أماكن مجهزة.

يأتي هذا في وقت فجر فيه الرئيس الأمريكي جدلًا واسعًا في المجتمع الإسرائيلي عقب تصريحات أدلى بها للصحفيين مساء أمس، أكد خلالها أن عدد المحتجزين الإسرائليين لدى المقاومة في غزة تناقص من 24 إلى 21، بعد مقتل ثلاثة منهم أخيرًا.

من ناحيته، قال زعيم المعارضة يائير لابيد "هل هناك في إسرائيل من يخبرهم بهذه الأرقام؟ آمل ألا يكون ذلك صادرًا عن الحكومة في محاولة لتقليل عدد الأسرى الأحياء".

ولا تزال حماس تحتجز 59 شخصًا في قطاع غزة، يقول جيش الاحتلال إن 35 منهم قتلوا، وتعتقد الاستخبارات الإسرائيلية أن بينهم 22 ما زالوا على قيد الحياة، بينما وضع اثنين آخرين غير معروف. ومن بين المحتجزين خمسة أمريكيين.

في سياق آخر، أصدرت مصر وقطر بيانًا مشتركًا بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، وأكدتا أن جهودهما في ملف الوساطة مستمرة ومتسقة، وتستند إلى رؤية موحدة تهدف إلى إنهاء الأزمة الإنسانية غير المسبوقة في قطاع غزة، وتخفيف معاناة المدنيين عبر تهيئة الظروف الملائمة للوصول إلى تهدئة شاملة.

وشددت الدولتان على أن محاولات بث الفرقة بين الأشقاء عبر التشكيك أو التحريف أو التصعيد الإعلامي لن تنجح، ولن تثنيهما عن مواصلة العمل المشترك لإنهاء هذه الحرب والكارثة الإنسانية التي خلفتها.

وتؤكد قطر ومصر أنهما لن تنجرا إلى أي سياقات داخلية أو حسابات جانبية لا تخدم مصلحة الشعب الفلسطيني الشقيق، وتجدّدان التزامهما الكامل بالعمل في إطار واضح يركّز على رفع المعاناة وتثبيت التهدئة وصولاً إلى حل دائم.

كما تؤكد الدولتان أن جهودهما تنسق عن كثب مع الولايات المتحدة الأمريكية، في سبيل التوصل إلى اتفاق يضع حداً للمأساة الإنسانية ويضمن حماية المدنيين.

وخلال الفترة الأخيرة تصاعدت التوترات الدبلوماسية بين إسرائيل وقطر على خلفية الدور الذي تلعبه الدوحة كوسيط في المفاوضات، واتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قطر بـ"اللعب على الجانبين" في محاولة للوساطة بين طرفي الحرب.

وقال نتنياهو، عبر إكس، "لقد حان الوقت لأن تتوقف قطر عن التلاعب بالجانبين بخطاباتها المزدوجة"، وطالبها باتخاذ قرار حاسم، إما بالوقوف إلى جانب إسرائيل التي وصفها بـ"الحضارة"، أو الانحياز إلى "همجية حماس" حسب تعبيره.

وفي وقت سابق، استنكر رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني التقارير عن قضية قطر جيت، التي تتعلق باتهامات بتورط مستشاري رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تلقي أموال من الدوحة للترويج لها داخل إسرائيل.

وقال خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي هاكان فيدان، "لا نعلم سوى فضيحة ووتر جيت، وتلك البروباجندا الصحفية والمسميات التي يطلقونها لأغراض سياسية ليس لها أساس من الصحة".

ويواجه اثنان من مساعدي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتهامات في "تلقي أموال من مسؤولين قطريين لإضعاف الدور المصري في الوساطة بين إسرائيل وحماس، وتعزيز نفوذ الدوحة كوسيط رئيسي في القضايا الإقليمية".

وعاود جيش الاحتلال الإسرائيلي العدوان على قطاع غزة في 18 مارس/آذار الماضي، مستأنفًا حربًا بدأها على القطاع في 7 أكتوبر 2023، بعد أن رفض استكمال اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، كان من المقرر أن ينتهي بتبادل جميع المحتجزين لدى حماس وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة لكن دولة الاحتلال لم تفعل.