واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف قطاع غزة، ولم يسمح بدخول شاحنات المساعدات رغم قرار استئناف دخول مواد الإغاثة إلى القطاع.
وقال رئيس جمعية شركات الشحن والنقل في غزة ناهض شحيبر لـ المنصة "كان من المفترض أن يدخل الاثنين 9 شاحنات على الأقل، لم يسمح الاحتلال بمرور أي منها عبر معبر كرم أبو سالم، سمح فقط بتحميل 4 شاحنات تحمل مكملات غذائية للأطفال، حيث نُقلت الحمولة إلى الشاحنات الفلسطينية داخل المعبر، دون أن يسمح الاحتلال بدخولها إلى القطاع بشكل فعلي"، حسب قوله.
وأضاف شحيبر "كان من المفترض وصول 100 شاحنة طحين من ميناء أسدود إلى كرم أبو سالم، والتحضير إلى نقلها لغزة، لكن الاحتلال أمر بإعادتها بالكامل إلى الميناء، بحجة أن هناك شاحنات تحمل مواد غذائية وطحينًا في الجانب المصري تنتظر منذ عدة أسابيع، لكنه لم يسمح بدخولها أيضًا".
وتوقع رئيس جمعية شركات الشحن والنقل أن "يسمح جيش الاحتلال بدخول الشاحنات الأربعة وربما شاحنات إضافية خلال اليوم الثلاثاء".
وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر إن إسرائيل سمحت لتسع شاحنات محملة بالمساعدات بالدخول، الاثنين، إلى غزة، عبر معبر كرم أبو سالم، وأضاف "لكن هذا لا يمثل سوى قطرة في محيط مما هو مطلوب بشكل عاجل، ويتعين السماح بدخول مزيد من المساعدات إلى غزة، بدءًا من صباح اليوم".
وكان المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي قرّر الأحد الماضي استئناف دخول شاحنات المساعدات إلى غزة وبإشراف منظمات الأمم المتحدة وجهات إنسانية أخرى، بعد شهرين ونصف من التجويع.
والقتل مستمر...
بالتزامن، لم يتوقف القصف الإسرائيلي على القطاع، إذ نفذ جيش الاحتلال فجر الثلاثاء 3 غارات على وسط وشمال القطاع، مرتكبًا "3 مجازر راح ضحيتها 40 شخصًا من 3 عائلات، غالبيتهم أطفال ونساء"، حسب مصدرين صحفيين لـ المنصة. سبق ذلك "4 مجازر مساء الاثنين في خانيونس راح ضحيتها 26 أغلبهم أطفال ونساء"، حسب مصدر طبي بمُجمع ناصر لـ المنصة.
وقصف جيش الاحتلال مدرسة موسى بن نصير، شرق غزة، التابعة لوكالة الأونروا، التي تحولت إلى مركز إيواء للنازحين.
وقال شاهد لـ المنصة إن طائرتين مسيرتين ظهرتا بشكل مفاجئ في السماء قبل أن يتم توجيههما نحو المدرسة.
ونقلت الإسعاف 13 ضحية و18 مصابًا، حسب مصدر في الدفاع المدني لـ المنصة، قائلًا "كنا بنرفع جثامين عبارة عن عظام متفحمة، ما قدرنا نميز الرجل من المرأة".
وقال مصدر طبي بمستشفى المعمداني لـ المنصة إن غالبية المصابين تعرضوا لحروق بدرجات مختلفة نتيجة النيران المشتعلة في الخيام جراء الانفجارات، موضحًا أن الضحايا الذين وصلوا المستشفى لم يستطع أحدٌ التعرف عليهم، سوى بعض من جيرانهم.
بالتزامن استهدفت طائرة حربية منزلًا بدير البلح ما أدى إلى مقتل 15 من عائلة واحدة وإصابة 3، حسب مصدر طبي بمستشفى شهداء الأقصى لـ المنصة.
واستهدف جيش الاحتلال عائلة أخرى غرب مخيم النصيرات وقتل منها 15، وأُصيب 12، حسب المصدر بمستشفى الأقصى.
ولم يتوقف القصف، حيث استهدف الاحتلال خيمة تؤوي نازحين في المواصي المصنفة كمنطقة إنسانية آمنة، وقتل أمًا وأطفالها الستة، وأصيب 6 من الخيام المجاورة.
وفي 18 مارس/آذار الماضي، عاود جيش الاحتلال الإسرائيلي العدوان على قطاع غزة مستأنفًا حربًا بدأها على القطاع في 7 أكتوبر 2023، بعد أن رفض استكمال اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، وكان من المقرر أن ينتهي بتبادل جميع المحتجزين لدى حماس وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة لكن دولة الاحتلال لم تفعل.