سلمت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مساء الاثنين، المحتجز الأمريكي الإسرائيلي عيدان ألكسندر، بعد 584 يومًا من الاحتجاز في قطاع غزة.
وجرت مراسم التسليم في شمال مدينة خانيونس، إذ تسلمه وفد من منظمة الصليب الأحمر الدولية.
وقال مصدر في المقاومة الفلسطينية لـ المنصة إن سيارة واحدة من كتائب القسام، وبإشراف من وحدة الظل التابعة للكتائب، عملت على تسليم المحتجز دون أي مظاهر احتفالية، حيث سيتولى فريق الصليب الأحمر نقله وتسليمه إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وكانت BBC أشارت في وقت سابق إلى أنه سينقل إلى معسكر "رعيم"، في غلاف غزة، قبل نقله جوًا إلى المستشفى لتلقي الفحوصات والعلاج اللازم في منشأة بالمعسكر، على أن يلتقي عائلته بحضور ممثلين أمريكيين.
كما نقلت عن عائلته قولها إنه سيتوجه لاحقًا إلى الدوحة، حيث من المقرر أن يلتقي بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يبدأ غدًا زيارة للشرق الأوسط، تشمل السعودية والإمارات وقطر.
وصباح اليوم، كشف قيادي بارز في حركة حماس لـ المنصة عن محاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتخريب المفاوضات التي جرت في العاصمة القطرية الدوحة، بوساطة قطر ومصر، وشهدت للمرة الثانية مفاوضات مباشرة بين ممثلين للإدارة الأمريكية وقيادة حماس، من خلال تصفية ألكسندر.
وقال القيادي في حماس إنه خلال الأيام الماضية كشفت تحقيقات ميدانية أجرتها المقاومة في غزة مع عدد من المتخابرين مع الاحتلال بعد توقيفهم عن الأهداف المكلفين بها، منها تكليفات واضحة بالتوصل لمعلومات حول موقع الجندي الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر.
وخدم عيدان ألكسندر، 20 عامًا، في لواء جولاني، قبل أن يتم أسره في السابع من أكتوبر خلال خدمته في موقع كيسوفيم العسكري.
وكانت حماس أعلنت، الأحد، على تليجرام، أن تسليمها ألكسندر تأتي كبادرة حُسن نية للولايات المتحدة، وضمن خطوات تهدف إلى وقف إطلاق النار وفتح المعابر لإدخال مساعدات إغاثية لسكان، وذلك بعد جلسات مباشرة بين الحركة ووفد أمريكي بوساطة مصرية قطرية في الدوحة خلال الأيام الماضية.
واليوم، أعلنت حماس على تلجرام أيضًا عن إطلاق سراحه "بعد الاتصالات مع الإدارة الأمريكية، في إطار الجهود التي يبذلها الوسطاء لوقف إطلاق النار، وفتح المعابر، وإدخال المساعدات والإغاثة لأهلنا وشعبنا في قطاع غزة".
وقالت إنّ تلك الخطوة تأتي "بعد اتصالات هامة أبدت فيها الحركة إيجابية ومرونة عالية"، مؤكدة أن "المفاوضات الجادة والمسؤولة تحقق نتائج في الإفراج عن الأسرى.. وأما مواصلة العدوان فإنه يطيل معاناتهم وقد يقتلهم".
وأشارت حماس إلى جهوزيتها في الشروع فورًا في مفاوضات للوصول إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار بشكل مستدام، وانسحاب جيش الاحتلال.
ولا تزال حماس تحتجز 58 شخصًا في قطاع غزة، يقول جيش الاحتلال إن 35 منهم قُتلوا، وتعتقد الاستخبارات الإسرائيلية أن بينهم 22 ما زالوا على قيد الحياة، بينما وضع اثنين آخرين غير معروف. ومن بين المحتجزين 4 أمريكيين.
وشهد قطاع غزة، هدنة مؤقتة منذ الساعة الثانية عشر ظهرًا وتمتد حتى ساعات منتصف الليلة، حيث توقفت حركة الطيران الإسرائيلي وتحركات جيش الاحتلال، حسب ما اشترطت المقاومة الفلسطينية لتنفيذ عملية تسليم المحتجز الأمريكي.
وبعد انتشار نبأ الهدنة المؤقتة، حاول غزيون العودة إلى مناطق سكنهم في مدينة رفح جنوب القطاع وشرق مدينة غزة إلى حي الشجاعية والتفاح حيث تتمركز قوات الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما واجهه الاحتلال بإطلاق نار وقنابل دخانية تجاه السكان، ما تسبب في إصابة أكثر من 10 مواطنين نقلوا على إثرها إلى المستشفيات، حسبما أفاد مصدر طبي بوزارة الصحة لـ المنصة، طالبًا عدم نشر اسمه.
وعاود جيش الاحتلال الإسرائيلي العدوان على قطاع غزة في 18 مارس/آذار الماضي، مستأنفًا حربًا بدأها على القطاع في 7 أكتوبر 2023، بعد أن رفض استكمال اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، كان من المقرر أن ينتهي بتبادل جميع المحتجزين لدى حماس وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة لكن دولة الاحتلال لم تفعل.
ومطلع مارس الماضي، منعت إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة "حتى إشعار آخر" بعد ساعات من انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار، وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقتها إن "تل أبيب لن تسمح بوقف إطلاق النار من دون الإفراج عن محتجزينا، وإذا استمرت حماس في رفضها فسوف تكون هناك عواقب أخرى"، ثم بدأت عدوانًا جديدًا خلال نفس الشهر على القطاع.