كشف قيادي بارز في حركة حماس عن محاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتخريب المفاوضات التي جرت في العاصمة القطرية الدوحة، بوساطة قطر ومصر، وشهدت للمرة الثانية مفاوضات مباشرة بين ممثلين للإدارة الأمريكية وقيادة حماس.
وقال القيادي في حماس لـ المنصة إنه خلال الأيام الماضية كشفت تحقيقات ميدانية أجرتها المقاومة في غزة مع عدد من المتخابرين مع الاحتلال بعد توقيفهم عن الأهداف المكلفين بها، منها تكليفات واضحة بالتوصل لمعلومات حول موقع الجندي الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر، الذي أعلنت حماس أمس عزمها إطلاق سراحه خلال الأيام المقبلة.
ولا تزال حماس تحتجز 59 شخصًا في قطاع غزة، يقول جيش الاحتلال إن 35 منهم قُتلوا، وتعتقد الاستخبارات الإسرائيلية أن بينهم 22 ما زالوا على قيد الحياة، بينما وضع اثنين آخرين غير معروف. ومن بين المحتجزين خمسة أمريكيين.
وأضاف القيادي بالحركة، طالبًا عدم نشر اسمه، أن كل المؤشرات تقود لمحاولات الاحتلال الوصول إلى موقع الجندي الأمريكي المحتجز للتخلص منه وليس تحريره، في محاولة لقطع الطريق أمام التقدم الذي جرى خلال الأيام الماضية في مفاوضات وقف القتال في غزة، موضحًا أن ما نُقل للحركة عبر الوسطاء أن نتنياهو لم يرحب بالتواصل المباشر مع حماس ونائب مبعوث الرئيس الأمريكي ستيف وتيكوف في الدوحة.
وأوضح القيادي بالحركة أن القصف الإسرائيلي الذي استهدف الموقع الذي كانت تحتجز فيه كتائب القسام ألكسندر الشهر الماضي "ربما كان مقصودًا، خاصة أنه استهداف لنفق وليس وحدة سكنية "وهو ما يعني أن المؤشرات حول وجود أسرى في الموقع كانت مرتفعة".
وخدم عيدان ألكسندر، 20 عامًا، في لواء جولاني، قبل أن يتم أسره في السابع من أكتوبر خلال خدمته في موقع كيسوفيم العسكري.
وحسبما قال قيادي آخر في حماس لـ المنصة، شهدت الأيام الماضية تقدمًا إيجابيًا، حيث تراجع ممثلو الإدارة الأمريكية عن التمسك بنزع سلاح المقاومة، وكانوا أكثر تقبلًا للحديث عن آليات متعلقة بالرقابة على أسلحة المقاومة بما يضمن عدم استخدامها أو تمثيلها أي تهديد حال التوصل لاتفاق ينهي الحرب في غزة.
وأوضح القيادي بالحركة، طالبًا أيضًا عدم نشر اسمه، أن الجانب الأمريكي "أدرك أيضًا استحالة الحفاظ على أرواح الأسرى الذين بقوا على قيد الحياة، أو تحريرهم أحياء دون التوصل لاتفاق، وكذلك خطورة مواصلة النهج الذي تتبعه الحكومة الإسرائيلية بزيادة الضغط العسكري وتوسيع العمليات، خاصة في أعقاب الخسائر التي ألحقتها المقاومة ميدانيًا بجيش الاحتلال خلال الأيام القليلة الماضية".
وأعلن جيش الاحتلال، السبت، إصابة تسعة من جنوده جراء تفجير عبوة ناسفة تجاههم في حي الشجاعية بمدينة غزة شمال القطاع، كما أعلنت كتائب القسام الشهر الماضي عن إيقاع قوة من جيش الاحتلال الإسرائيلي في كمين مُركب، على أكثر من مرحلة، شرق مدينة غزة، وافق مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر (كابينت) على خطط لتوسيع العملية العسكرية في قطاع غزة.
ومن المقرر البدء في مفاوضات غير مباشرة بين قيادة حماس وحكومة الاحتلال برعاية الوسطاء في مصر وقطر والولايات المتحدة للتوصل لهدنة مبدئية تتراوح بين 3 أسابيع و4 أيام، يجري خلالها إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وحسب المصدر الثاني بالحركة فإن الهدنة وفقًا للمفاوضات التي جرت في الدوحة بين قيادة حركة حماس وممثل المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، سيتخللها إطلاق سراح 3 أسرى أحياء، و4 جثامين لمحتجزين يحملون الجنسية الأمريكية.
وقالت حماس في بيان نشرته عبْر تليجرام إنها أجرت خلال الأيام الماضية اتصالات مع الإدارة الأمريكية في إطار الجهود التي يبذلها الوسطاء في مصر وقطر بهدف الوصول إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقالت الحركة إنها "أبدت إيجابية عالية وسيتم إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي مزدوج الجنسية الأمريكية عيدان ألكسندر ضمن الخطوات المبذولة لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات".