تصاعدت الخلافات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول الحرب المستمرة في غزة و"العدوان الإيراني"، حسب NBC NEWS.
وأشار الموقع الأمريكي إلى التفاهم الوثيق بين الزعيمين عندما تولى ترامب منصبه في يناير/كانون الثاني الماضي، إذ رفع ترامب الحظر الذي فرضته إدارة بايدن على إرسال قنابل ضخمة إلى إسرائيل، وشجّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، واتفق مع نتنياهو على مواجهة إيران ووكلائها في المنطقة "لكن في الأسابيع الأخيرة أصبحت العلاقة بينهما متوترة" وفق مسؤولين أمريكيين اثنين ودبلوماسيين من الشرق الأوسط وشخصين آخرين على دراية بالتوترات لم تسمهم NBC NEWS.
وبينما يرى نتنياهو فرصةً للقضاء نهائيًا على المنشآت النووية الإيرانية، يرى ترامب فرصةً لإزالة خطر امتلاك إيران لسلاح نووي من خلال إبرام صفقة. وبينما تشن إسرائيل هجومًا عسكريًا جديدًا على غزة، يدفع ترامب باتجاه وقف إطلاق النار، ويسعى إلى تنفيذ خطته لما بعد الحرب لإعادة بناء المنطقة لتصبح "ريفييرا الشرق الأوسط". وبعد أن أوقف ترامب الحملة العسكرية الأمريكية ضد جماعة الحوثي، قال نتنياهو إن إسرائيل ستدافع عن نفسها حينها.
ومنذ نهاية يناير الماضي، دعا ترامب أكثر من مرة لتهجير سكان قطاع غزة وتحويل القطاع إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" حسب تعبيره، لكن دعوته قوبلت بالرفض العربي والعالمي، وخاصة مصر التي قدمت اقتراحًا مقابلًا لإعادة الإعمار.
وقال المسؤولان الأمريكيان والدبلوماسيان الشرق أوسطيان وشخصان آخران مطلعان على التوترات لـNBC NEWS إن ترامب أدلى بتعليقات علنية أثارت استياء نتنياهو مرتين في الأسبوع الماضي وحده.
وقال المسؤولان الأمريكيان إن نتنياهو شعر بانزعاج بالغ عندما قال ترامب الأربعاء الماضي إنه لم يقرر بعد ما إذا كان سيسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم بموجب الاتفاق النووي الجديد الذي تتفاوض عليه إدارته.
من جانبه، يشعر ترامب بالإحباط إزاء قرار نتنياهو ببدء هجوم عسكري جديد في غزة، الذي يرى ترامب أنه يتعارض مع خطته لإعادة الإعمار هناك، وفقًا لأحد المسؤولين الأمريكيين وأحد الأشخاص المطلعين على التوترات بين الزعيمين.
وردًا على تلك التوترات، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جيمس هيويت "لم يكن لإسرائيل في تاريخها صديق أفضل من الرئيس ترامب. نواصل العمل الوثيق مع حليفتنا إسرائيل لضمان إطلاق سراح المحتجزين المتبقين في غزة، ومنع إيران من امتلاك سلاح نووي، وتعزيز الأمن الإقليمي في الشرق الأوسط".
ولم تكن NBC NEWS وحدها من أشارت إلى هذه التوترات، إذ قالت واشنطن بوست إن نتنياهو لن يحظى بزيارة ترامب إلى إسرائيل خلال جولته في الشرق الأوسط هذا الأسبوع "وهو أمر لن يُرضيه على الصعيد المحلي، حيث يُصوّر نفسه جسرًا أساسيًا للولايات المتحدة".
وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض، لم تسمه واشنطن بوست، إنه لا داعٍ للقاء الزعيمين "نتنياهو زار واشنطن 700 مرة منذ تنصيب ترامب"، وهو تعليق اعتبرته الصحيفة الأمريكية يعكس بعض الملل الذي انتاب البيت الأبيض من الزعيم الإسرائيلي "في الواقع، زار نتنياهو واشنطن مرتين فقط".
ومن المقرر أن يزور ترامب السعودية الثلاثاء المقبل، تلك الزيارة التي تشمل أيضًا قطر والإمارات، ما وصفه البيت الأبيض بـ"عودة تاريخية إلى الشرق الأوسط"، متحدثًا عن جهود تعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة وهذه الدول.
