حساب Mahmoud Gabal على فيسبوك
مظاهرات عقب صلاة عيد الفطر للتضامن مع فلسطين، 31 مارس 2025

مظاهرات موحدة في المحافظات تضامنًا مع غزة.. وقيادي بـ"مستقبل وطن": ده شغل مصر

صفاء عصام الدين قسم الأخبار
منشور الاثنين 31 مارس 2025

شهدت محافظات عدّةٌ مظاهرات متزامنة تلت صلاة الفطر صباح اليوم تضامنًا مع فلسطين، لم توجه أي جهة الدعوة لها في وقت سابق، لكنَّ نوابًا وسياسيين موالين للسلطة شاركوا بها، ورفعت جميعها لافتات موحدة تؤكد رفض مخطط تهجير سكان غزة وتدعم "القيادة"، وتدينُ تجددَ العدوان الإسرائيلي على القطاع.

وقالت الهيئة العامة للاستعلامات إن "الحشود ركزت على عدة رسائل سياسية مباشرة لا تحتمل اللبس"، فيما أحصت القاهرة الإخبارية أعداد المتظاهرين بالملايين، وقالت "نظم ملايين المصريين وقفات تضامنية عقب صلاة عيد الفطر في المحافظات للتعبير عن رفضهم لمخططات تهجير الفلسطينيين من أرضهم ولدعم قرارات الرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن القضية الفلسطينية".

ورفع المتظاهرون لافتات حملت بعضها عبارات "فلسطين في القلب دومًا وليس يومًا، ولا للتهجير، وعيدنا فلسطيني".

ولم تعلن أي جهة سياسية خلال الأيام الماضية تنظيم أي فعاليات تضامنية مع فلسطين في أول أيام العيد، لكنَّ المظاهرات تزامنت في عدة محافظات من بينها القاهرة والإسكندرية والغربية وأسيوط والأقصر وبورسعيد والفيوم، ووحَّدت لافتاتها، وموعدها.

وتقدم المظاهرات عدد من أعضاء مجلس النواب عن حزب مستقبل وطن وحماة الوطن وتنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين وحزب الشعب الجمهوري.

وردًا على سؤال المنصة بشأن دور حزب مستقبل وطن في تنظيم مظاهرات اليوم، قال مصدر قيادي في الحزب، طلب عدم نشر اسمه، "ده مش شغل الحزب ده شغل شعبي، ده شغل مصر".  

أما الهيئة العامة للاستعلامات، فذكرت في بيان أن "ملايين المصريين احتشدوا في مئات الساحات والمساجد والمراكز الإسلامية، بكل المناطق بمحافظات مصر كافة. وشملت هذه الحشود الغالبية الكبيرة من الساحات المخصصة لتلك الصلاة، وعددها على مستوى الجمهورية 6240 ساحة بجميع المحافظات".

وأوضحت "هذه الحشود ركزت على عدة رسائل سياسية مباشرة لا تحتمل اللبس؛ الدعم الكامل للقيادة السياسية المصرية، والرفض الكامل والمستمر من الشعب المصري لمخططات تهجير الأشقاء الفلسطينيين من أراضيهم، والإدانة التامة لحرب الإبادة على قطاع غزة".

واعتبرت أن هذه المظاهرات "تعيد التأكيد على أصالة وصلابة الموقف المصري الشعبي تجاه القضية الفلسطينية والثابت منذ نحو ثمانية عقود، وتناغمه الكامل مع المواقف الحاسمة التي تبنتها وأعلنتها قيادته السياسية منذ بدء العدوان على غزة، وأن مصر بهذا تتحرك ككيان واحد، شعبًا وقيادة".

ولم يختلف المشهد اليوم عما شهدته محافظات مصر من مظاهرات حاشدة، في أكتوبر/تشرين الأول 2023، تلبية لنداء السيسي برفض تهجير الفلسطينيين وتأكيد ضرورة وقف العدوان على قطاع غزة.

لكن وقتها انتشرت قائمة للأماكن المقرر التظاهر فيها قبل يوم من موعد الوقفات، وتجمعت عشرات الأوتوبيسات وفرها حزب مستقبل وطن، حسبما أوضح مشاركون تحدثوا آنذاك لـ المنصة.

إلا أن الأمور وقتها خرجت عن السيطرة، خصوصًا في المظاهرات التي شهدها الجامع الأزهر. وبهتافات من بينها "تسقط تسقط إسرائيل، عيش حرية عدالة اجتماعية، مظاهرات بجد مش تفويض لحد، يا حكومات عربية جبانة، يا إما مقاومة يا إما خيانة"، قرر المشاركون التوجه نحو ميدان التحرير، الذي شهد يومها لأول مرة منذ سنوات وقفات احتجاجية.

ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ألقي القبض على أعداد من المشاركين لا يزال بعضهم في السجون، من بينهم القيادي العمالي شادي محمد الذي ألقي القبض عليه و5 شباب آخرين على خلفية تعليقهم "بانر" أعلى أحد الكباري بالإسكندرية تعبيرًا عن تضامنهم مع فلسطين.

وحسب درج فإن عدد المعتقلين على خلفية دعم غزة بلغ "أكثر من 100 مواطن"، من بينهم "طفلان يبلغان من العمر 17 عامًا، كتبا عبارات لدعم غزة على كوبري دار السلام، ومنهم كذلك مريض بسرطان الدم يحتاج إلى المتابعة الصحية".

ولم يسمح الأمن منذ بدء العدوان على غزة إلا بعدد محدود من المظاهرات التضامنية، والشهر الماضي، ألغت محكمة جنوب القاهرة طلبًا للحركة المدنية الديمقراطية بالتظاهر أمام السفارة الأمريكية بالقاهرة للتضامن مع فلسطين.

لكنها سمحت في الوقت نفسه لعدد من الأحزاب، بعضها مقرب من السلطة بالتظاهر أمام معبر رفح للتعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني، ورفض محاولات تهجيره أو النيل من حقوقه المشروعة.

مخطط ترامب

الأسبوع الماضي، وافق مجلس الوزراء السياسي الأمني الإسرائيلي ​​على اقتراح جيش الاحتلال بإنشاء وكالة عبور طوعي لسكان غزة "الذين يعربون عن اهتمامهم بالخروج إلى دول ثالثة، مع مراعاة أحكام القانون الإسرائيلي والدولي ووفقًا لرؤية ترامب"، وفق القناة 12 الإسرائيلية. 

يومها قال وزير الدفاع يسرائيل كاتس "سنسمح لأي مواطن في غزة يرغب في الانتقال طوعًا إلى دولة ثالثة أن يفعل ذلك".

ونهاية يناير/كانون الثاني الماضي، دعا ترامب كلًا من مصر والأردن لاستقبال عدد من سكان قطاع غزة، لكن هذه الدعوة قُوبلت بالرفض القاطع من الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي قال وقتها إن ترحيل وتهجير الشعب الفلسطيني "ظلم لا يمكن أن نشارك فيه"، كما قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن الأردن للأردنيين، وفلسطين للفلسطينيين.

لكنه عاد وجدد الدعوة بإعلان نيته السيطرة على غزة وإعادة توطين الفلسطينيين في دول مجاورة أخرى وتحويل القطاع إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، وقُوبلت دعوته بانتقادات دولية واسعة النطاق كما نددت جماعات لحقوق الإنسان باقتراحه نقل الفلسطينيين من القطاع بشكل دائم، ووصفت الأمر بأنه تطهير عرقي.

ولمواجهة هذه الخطة بدأت مصر والدول العربية تحركات للتأكيد على ضرورة إعمار قطاع غزة من دون تهجير الشعب الفلسطيني والسعي الجاد لحل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.

ومؤخرًا، اعتمدت قمة عربية طارئة بشأن فلسطين في القاهرة خطة لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين منها، على أن يستغرق تنفيذها 5 أعوام، وتبلغ تكلفتها نحو 53 مليار دولار، تتضمن تشكيل لجنة لإدارة شؤون القطاع في مرحلة انتقالية لمدة 6 أشهر تشمل رفع الأنقاض وتركيب المساكن المؤقتة في 7 مواقع تستوعب أكثر من 1.5 مليون شخص.

وبينما رحبت حركة حماس بالخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة، هاجمتها إسرائيل ورفضتها الولايات المتحدة، مؤكدتان التمسك بمخطط ترامب.