أعلن البيت الأبيض أن جماعة الحوثي استهدفت السفن الأمريكية العسكرية والتجارية أكثر من 300 مرة منذ عام 2023، مشيرًا في بيان السبت، إلى استهداف السفن العسكرية 174 مرة والتجارية 145 مرة.
وحسب البيان، أثرت هجمات الحوثيين على الشحن البحري بشكل سلبي منذ 2023، وقال "قبل هجماتهم، كان عدد السفن التجارية التي تعبر البحر الأحمر سنويًا يبلغ 25 ألف سفينة. أما العدد الحالي، فقد انخفض إلى حوالي 10 آلاف سفينة سنويًا.
وتابع البيان "في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، استولى الحوثيون على السفينة جالاكسي ليدر وبدأوا بمهاجمة السفن التجارية بالصواريخ المضادة للسفن والمركبات المسيرة".
وحسب البيان "تسببت هجمات الحوثيين في تحويل حوالي 75% من السفن التابعة للولايات المتحدة والمملكة المتحدة مساراتها حول إفريقيا بدلًا من عبور البحر الأحمر. يستغرق السفر حول إفريقيا عشرة أيام أطول في المتوسط من الإبحار عبر البحر الأحمر. وتزيد تكاليف الوقود الإضافية بحوالي مليون دولار لكل رحلة حول إفريقيا".
"ومن المرجح أن تؤدي أسعار الشحن المرتفعة الناجمة عن هجمات الحوثيين إلى زيادة التضخم العالمي للسلع الاستهلاكية بنسبة تتراوح بين 0.6 و0.7% في عام 2024"، وفق بيان البيت الأبيض، مؤكدًا أن هجمات الحوثيين تسببت "في إعادة توجيه حوالي 60% من السفن التابعة للاتحاد الأوروبي حول إفريقيا بدلًا من عبور البحر الأحمر".
وأمس، نفذت القيادة المركزية التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية سلسلة عمليات عسكرية داخل الأراضي اليمنية، السبت، في وقت حذر الرئيس الأمريكي الحوثيين من مغبة عدم توقف هجماتهم، قائلًا "إن لم تفعلوا فستشهدون جحيمًا لم تروا مثله من قبل"، فيما قال مسؤول أمريكي إن الهجوم بداية لسلسلة من العمليات الأمريكية ضد جماعة الحوثي.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية في بيان إنها عملياتها "شملت ضربات دقيقة ضد أهداف الحوثيين المدعومين من إيران في مختلف أنحاء اليمن، للدفاع عن المصالح الأمريكية، وردع الأعداء، واستعادة حرية الملاحة".
وأكدت مصادر طبية، قالت سكاي نيوز إنها مقربة من جماعة الحوثي، صباح الأحد، أن القصف الأمريكي خلَّف 31 قتيلًا مدنيًا و101 جريح، معظمهم أطفال ونساء، فيما أكد المتحدث باسم وزارة الصحة التابعة للحوثيين أنيس الأصبحي أن "الحصيلة لا تزال أولية، وما زال البحث جاريًا عن الضحايا".
والأسبوع الماضي، أعلنت جماعة الحوثي استئناف هجماتها على السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر ما دام جيش الاحتلال يمنع وصول المساعدات إلى غزة، وذلك بعدما أملهت إسرائيل أربعة أيام لفتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بعد منعها مطلع الشهر الجاري.
وجاء التصعيد الحوثي بعدما أعادت الولايات المتحدة في 23 يناير/كانون الثاني الماضي، تصنيف الجماعة اليمنية منظمة إرهابية أجنبية، وفرضت عقوبات على سبعة من كبار قادتها.
وأوقف الحوثيون هجماتهم على السفن التابعة لإسرائيل وأمريكا في البحر الأحمر، عقب دخول اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي.
ومطلع مارس/آذار الجاري، منعت إسرائيل دخول شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة مع تصاعد الخلاف حول استمرار الهدنة ومفاوضات استكمال المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار.
وتعمل الولايات المتحدة الأمريكية بمعاونة بريطانيا على التصدي لهجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر، بداية من 12 يناير 2024، ونفذتا وقتها 73 غارة على اليمن، واستمرت الهجمات المتبادلة حتى وقف إطلاق النار في غزة.