اتهم المفوض العام لوكالة الأونروا فيليب لازاريني إسرائيل باستخدام المساعدات الإنسانية سلاحًا، من خلال حصارها للبضائع وقطع الكهرباء عن غزة، وحذر من تجدد أزمة الجوع إذا لم تُستأنف إمدادات المساعدات.
وبداية الشهر الحالي، أعلنت إسرائيل وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة "حتى إشعار آخر" وذلك بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار، ما اعتبرته حماس حينها "ابتزازًا رخيصًا، وجريمة حرب وانقلابًا سافرًا على الاتفاق".
وقطعت إسرائيل الكهرباء بشكل كامل عن قطاع غزة، أول أمس، ما عدته حركة حماس أيضًا "ابتزازًا رخيصًا ومرفوضًا" في سياق من الضغوط المتنامية على الحركة للإفراج عن المحتجزين لديها.
وأوضح في مؤتمر صحفي من مقر الأمم المتحدة في جنيف، مساء الاثنين، أن البديل الوحيد القابل للتطبيق للوكالة هو "مؤسسات فلسطينية قادرة، في دولة فلسطينية"، مؤكدًا أن الأونروا مستمرة في عملها في غزة والضفة الغربية، لكنه أوضح أيضًا أن الحظر الإسرائيلي جعلها تواجه "تحديات تشغيلية خطيرة".
ووصف لازاريني الوضع المالي للوكالة بأنه "حرج وخطير".
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، أمرت إسرائيل الأونروا بإخلاء جميع مبانيها في القدس الشرقية المحتلة ووقف عملياتها فيها، تلك الوكالة التي تعمل في فلسطين منذ عام 1950.
وسبق أن أكد المفوض العام لوكالة الأونروا، على إكس في 31 ديسمبر/كانون الأول الماضي، مقتل 258 موظفًا في الأونروا إضافة إلى "ما لا يقل عن 745 شخصًا في ملاجئنا أثناء سعيهم للحصول على حماية الأمم المتحدة، وأُصيب أكثر من 2200 آخرين"، مشيرًا إلى تسجيل نحو 650 حادثة استهدفت مباني ومنشآت الوكالة الأممية.
واتهم جيش الدفاع الإسرائيلي الأونروا، في يناير 2024، بمشاركة بعض موظفيهم في عملية طوفان الأقصى، ثم أعلنت الأمم المتحدة، 5 أغسطس/آب الماضي، نتائج تحقيق مكتب خدمات الرقابة الداخلية بشأن 15 موظفًا، وخلص إلى أن هناك 9 موظفين "ربما شاركوا" في العملية.
وبدأ تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، بعد وساطة مصرية قطرية أمريكية، نتج عنها وقف مؤقت لإطلاق النار وانسحاب إسرائيلي تدريجي من مناطق وسط قطاع غزة إلى المناطق الحدودية الجنوبية والشرقية والشمالية، والسماح بعودة النازحين من جنوب القطاع إلى شماله بعد تفتيش مركباتهم من قبل مراقبين دوليين، إلى جانب عمليات تبادل المحتجزين بين الجانبين.
وانتهت بداية الشهر الحالي المرحلة الأولى رسميًا في اليوم الـ42 من الاتفاق. وحسب الخطة الأصلية، كان من المفترض أن تبدأ إسرائيل الانسحاب من محور فيلادلفيا وقتها بالتوازي مع المحادثات بشأن تنفيذ المرحلة الثانية.
لكن إسرائيل لم تنسحب من فيلادلفيا ولم تبدأ في محادثات المرحلة الثانية، وطالبت بتمديد المرحلة الأولى واعتمدت مقترح مبعوث الرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف لوقف إطلاق النار في قطاع غزة خلال شهر رمضان وعيد الفصح، في وقت رفضت حركة حماس المقترح، مطالبة بتطبيق المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار.