
"لن نفوِّت الفرصة".. إسرائيل تستعد لإنشاء إدارة لتهجير سكان غزة بدعم أمريكي
أعلن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، مساء أمس، عن استعدادات جارية لإنشاء إدارة في وزارة الدفاع لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، حسب الجزيرة.
وقال سموتريتش الذي يتولى أيضًا منصب وزير دولة بوزارة الدفاع، خلال مؤتمر في الكنيست "نعمل على إنشاء إدارة للهجرة، ونستعد لذلك تحت قيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس".
وتابع الوزير الإسرائيلي "قال لي مسؤولون في الإدارة الأمريكية إنه لا يمكن السماح لمليوني شخص يكرهون إسرائيل بالبقاء على مسافة قريبة جدًا من حدودكم".
وأضاف "لكي ننجح في إخراج الجميع من غزة، سنحتاج إلى ترحيل 5 آلاف شخص يوميًا، 7 أيام في الأسبوع، لمدة عام كامل، أو 10 آلاف شخص يوميًا لمدة 6 أشهر"، مردفًا "الميزانية لن تكون عائقًا لكن اللوجستيات معقدة لأنك يجب أن تعرف من سيذهب وإلى أي بلد".
واعتبر سموتريتش أن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ للاستيلاء على قطاع غزة وترحيل أهله "فرصة تاريخية لن نسمح بإضاعتها"، وقال إن إسرائيل تعمل مع إدارة ترامب لتحديد الدول التي ستستقبل المهجرين من غزة.
كما أعلن سموتريتش عن تشكيل مجموعات ضغط برلمانية في إسرائيل والولايات المتحدة، للعمل على تنفيذ مخطط ترامب مع إجراء عملية توسيع ضخمة للاستيطان في الضفة الغربية، وفق الشرق الأوسط.
والشهر الماضي، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن وكالة خاصة من أجل "المغادرة الطوعية" لسكان غزة سيتم إنشاؤها، مع إبداء تل أبيب التزامها بمقترح ترامب.
وخلال نفس الجلسة بالكنيست أمس، قالت وزيرة الاستيطان والمهام القومية أوريت ستروك إن "التهديد الأمني من غزة لا يمكن القضاء عليه إلا عبر تنفيذ برنامج هجرة واسع لسكان القطاع"، وفق الشرق الأوسط.
بينما قال رئيس المجلس الاستيطاني بنيامين يسرائيل غانتس "لدينا رئيس أمريكي يشجعنا على التفكير خارج الصندوق. لسنا بحاجة إلى المزيد من المقترحات، بل علينا البدء بالتنفيذ، حان الوقت لتتخذ الحكومة خطوات فعلية لتطبيق رؤية ترامب".
ونهاية يناير/كانون الثاني الماضي، دعا ترامب كلًا من مصر والأردن لاستقبال عدد من سكان قطاع غزة، لكن هذه الدعوة قوبلت بالرفض القاطع من الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي قال وقتها إن ترحيل وتهجير الشعب الفلسطيني "ظلم لا يمكن أن نشارك فيه"، كما قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن الأردن للأردنيين، وفلسطين للفلسطينيين.
لكنه عاد وجدد الدعوة بإعلان نيته السيطرة على غزة وإعادة توطين الفلسطينيين في دول مجاورة أخرى وتحويل القطاع إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، وقوبلت دعوته بانتقادات دولية واسعة النطاق كما نددت جماعات لحقوق الإنسان باقتراحه نقل الفلسطينيين من القطاع بشكل دائم، ووصفت الأمر بأنه تطهير عرقي.
ولمواجهة هذه الخطة بدأت مصر والدول العربية تحركات للتأكيد على ضرورة إعمار قطاع غزة من دون تهجير الشعب الفلسطيني والسعي الجاد لحل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
والثلاثاء الماضي، اعتمدت قمة عربية طارئة بشأن فلسطين في القاهرة خطة لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين منها، على أن يستغرق تنفيذها 5 أعوام، وتبلغ تكلفتها نحو 53 مليار دولار، تتضمن تشكيل لجنة لإدارة شؤون القطاع في مرحلة انتقالية لمدة 6 أشهر تشمل رفع الأنقاض وتركيب المساكن المؤقتة في 7 مواقع تستوعب أكثر من 1.5 مليون شخص.
وبينما رحبت حركة حماس بالخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة، هاجمتها إسرائيل ورفضتها الولايات المتحدة مؤكدتان التمسك بمخطط ترامب.