حساب بن سعيد على إكس
قصف إسرائيلي على جنوب سوريا، 26 فبراير 2025

الاحتلال يقصف ريف دمشق بعد ساعات من مطالبة الحوار الوطني السوري بانسحابه

قسم الأخبار
منشور الأربعاء 26 فبراير 2025

شن طيران الاحتلال الإسرائيلي، في وقت متأخر الليلة الماضية، غارات استهدفت عدة مواقع في منطقة الكسوة جنوب دمشق وفي ريف درعا في سوريا، ما أسفر عن وفاة 4 أشخاص، وذلك بعد ساعات من تنديد الحوار الوطني السوري بتوغل قوات الاحتلال في البلاد ودعوته لانسحابها، ومطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته في هذا الشأن. 

وخلال الحوار الوطني السوري، الذي عقد بقصر الشعب الرئاسي في دمشق أمس، وافق السوريون على تشكيل لجنة لصياغة دستور جديد يضمن العدالة والحرية والمساواة، ودعا البيان الختامي إلى "تعزيز الحرية كقيمة عالية في المجتمع باعتبارها مكسبًا غاليًا دفع الشعب السوري ثمنه من دمائه، وضمان حرية الرأي والتعبير".

كما دعا إلى "ترسيخ مبدأ المواطنة ونبذ كافة أشكال التمييز على أساس العرق أو الدين أو المذهب"، فيما لم يتطرق إلى دور الدين في الدولة بخلاف الإشارة إلى "تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بعيدًا عن المحاصصة العرقية والدينية"، وفق رويترز.

ودعت الأطراف المشاركة إلى الحفاظ على وحدة الأراضي السورية ونددت بالتوغل الإسرائيلي، وقالت إن العقوبات الغربية المفروضة على سوريا يتعين إلغاؤها.

ونقلت رويترز عن ثلاثة دبلوماسيين قولهم إن "المؤتمر حظي بمتابعة وثيقة من عواصم عربية وغربية علقت إقامة علاقات كاملة مع القيادة الجديدة في سوريا، مثل الإلغاء المحتمل للعقوبات، على شرط احتواء العملية السياسية لكل أطياف السكان المتنوعين عرقيًا ودينيًا".

ووفق رويترز ندد البيان الختامي بتوغل إسرائيل في جنوب البلاد، مطالبًا بانسحاب قواتها، لكن بعد ساعات شن جيش الاحتلال غارات جوية على عدة مواقع في منطقة الكسوة جنوب دمشق وفي ريف درعا، فيما أفادت الجزيرة بتوغل للقوات الإسرائيلية في مواقع جنوب البلاد.

ونقلت الجزيرة عن مصادر لم تسمها أن الغارات استهدفت موقعًا عسكريًا تابعًا لوزارة الدفاع السورية في تل الحارة بريف درعا الغربي وكذلك في منطقة الكسوة، مبينة أن قوات الاحتلال توغلت إلى الحدود الإدارية بين محافظتي درعا والقنيطرة جنوبي سوريا وإلى منطقة عين البيضا في ريف القنيطرة.

وحلقت الطائرات الحربية الإسرائيلية على ارتفاع منخفض في دمشق في وقت متأخر من مساء أمس، حسب رويترز.

وأوضحت الجزيرة أن التوغل الإسرائيلي في ريف درعا شمل دخول نحو 20 آلية عسكرية، بينها جرافات وسيارات دفع رباعي، وصلت إلى سرية عسكرية في المنطقة وقامت بتفتيشها، بالإضافة إلى تفتيش أطراف بعض القرى المجاورة، كما توغلت قوات الاحتلال في ريف القنيطرة، حيث نفذت عمليات تفتيش وبحث عن أسلحة.

وبحسب المرصد السوري، فإن هذه الغارات ترفع عدد الاستهدافات الإسرائيلية للأراضي السورية منذ مطلع عام 2025 إلى 15 عملية، 13 منها جوية واثنتين بريتين، مما أسفر عن تدمير 17 هدفًا.

وفي بيان لاحق ذكر جيش الاحتلال أنه هاجم أهدافًا عسكرية في جنوب سوريا منها مقرات قيادة ومواقع قال إنها "تحتوي على أسلحة".

وقال المتحدث باسم وزير الدفاع الإسرائيلي، في بيان، "سلاح الجو يهاجم بقوة في جنوب سوريا في إطار السياسة الجديدة التي حددناها لتهدئة جنوب سوريا، والرسالة واضحة: لن نسمح لجنوب سوريا أن يصبح جنوب لبنان".

وأضاف "أي محاولة لقوات النظام السوري والتنظيمات الإرهابية في البلاد للتمركز في المنطقة الآمنة جنوب سوريا سيتم الرد عليها بالنيران".

وشنت هيئة تحرير الشام، جبهة النصرة سابقًا، هجومًا مباغتًا ضد النظام السوري في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، انتهى إلى إسقاطه في غضون 10 أيام بانسحاب الجيش السوري وهروب بشار الأسد إلى روسيا لاجئًا.

وبعد سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي، اقتحمت قوات إسرائيلية المنطقة منزوعة السلاح التي أقيمت داخل الأراضي السورية بعد حرب عام 1973، للمرة الأولى منذ توقيع اتفاق فض الاشتباك عام 1974.

ووقتها وصفت إسرائيل توغلها بأنه "إجراء مؤقت لضمان أمن الحدود"، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال إن قواته ستبقى فوق جبل الشيخ طوال فترة الشتاء على الأقل، دون تحديد موعد لانسحابها.

والأسبوع الماضي، أقام جيش الاحتلال الإسرائيلي 7 مواقع عسكرية جديدة في المنطقة الحدودية مع سوريا الممتدة من جبل الشيخ في الشمال وصولًا إلى تل قودنة في الجنوب بالقرب من المثلث الحدودي بين تل أبيب وسوريا والأردن، وفق هآرتس الإسرائيلية اعتمادًا على صور أقمار اصطناعية.