صفحة الحركة المدنية الديمقراطية على فيسبوك
جانب من فعاليات اليوم التضامني للحركة المدنية مع معتقلي الرأي والدكتورة ليلى سويف، 13 فبراير 2025

في يوم تضامني للحركة المدنية.. ليلى سويف تعلن تمسكها بإضرابها

محمد نابليون
منشور الجمعة 14 فبراير 2025

نظمت الحركة المدنية الديمقراطية داخل مقرها بوسط القاهرة، مساء أمس، يومًا تضامنيًا مع معتقلي الرأي والدكتورة ليلى سويف، تزامنًا مع نهاية يومها الـ 137 في إضرابها عن الطعام؛ للمطالبة بالإفراج عن ابنها الناشط السياسي والسجين علاء عبد الفتاح، الذي ترفض السلطات إطلاق سراحه رغم قضائه مدة العقوبة المحكوم عليه بها.

وإلى جانب مداخلات سياسية وقانونية، تضمنت فعاليات اليوم كلمات لأسر وزوجات عدد من السجناء؛ من بينهم رفيدة حمدي، زوجة المتحدث الرسمي السابق لحركة شباب 6 أبريل محمد عادل، وندى مغيث زوجة الزميل أشرف عمر، رسام الكاريكاتير بالمنصة.

اعتقال مقنن

بدأت الفعاليات بمداخلة للقيادي بالحركة المدنية مدحت الزاهد، أكد خلالها أن المطالبة بالإفراج عن السجناء السياسيين وسجناء الرأي دائمًا ما مثلت جزءًا من صميم عمل الحركة المدنية الديمقراطية منذ تأسيسها بأن سعت إلى ذلك مرات كثيرة جدًا، كانت آخرها مخاطبة النائب العام لمطالبته لأن يمارس سلطاته في للإفراج عن المحبوسين احتياطيًا على ذمة قضايا، "ده شعورنا تجاه كل السجناء، نحن لا نميز علاء عبد الفتاح عنهم".

وأكد تلقي الحركة خطابات تزعم تبنيها الدفاع عن علاء عبد الفتاح منفردًا بسبب شهرته، نافيًا الأمر بقوله "إحنا الجميع عندنا واحد"، مدللًا على ذلك بسابقة مخاطبة النائب العام للإفراج عن المحبوسين في قضية تنظيم الأمل "وكان فيه عندنا 5 رؤساء أحزاب مستعدين للإدلاء بشهادتهم عما جرى".

لا يرى الزاهد مبررًا لاستمرار الحبس الاحتياطي لسجناء الرأي، بوصفه إجراءًا احترازيًا يمارَس خشية تهديد المتهم للمجتمع أو تجنبًا لتأثيره أو عبثه بالأدلة وأقوال الشهود، معلقًا "وهو ما لا يمكن تصوره في قضايا الرأي، لأن المتهم فيها يكون متهمًا برأي جهر به، وبيروح التحقيق يقوله ويعتز بيه، وهو لا يملك تغيير شهادة الشهود اللي هما الضباط اللي بيقوموا فيه المحاضر، ولا يمكن إنه يتلاعب بالدليل لأنه اتنشر".

وفضلًا عن المحبوسين احتياطيًا، طالبت الحركة، حسب الزاهد، بالإفراج عن السجناء ممن قضوا عقوبتهم "يتقدمهم طبعًا حد زي علاء عبد الفتاح ومحمد عادل وأسماء أخرى ممن تعرضوا لسنوات طويلة من الحبس وتقييد حريتهم وفي نفس الوقت حوكموا وأمضوا العقوبة وتم تدويرهم وأدرجوا على قوائم الإرهاب".

بشتري حياة أولادي

وفيما يعتبر إعلانًا عن تمسكها بمواصلة إضرابها عن الطعام، قالت ليلى سويف في مقطع فيديو سجلته قبل أسبوع في إنجلترا، وجرى بثه مساء أمس خلال الفعاليات "أنا لما أقدمت على الإضراب ده كنت عارفة إني بخاطر بحياتي، وعارفة إن أنا دلوقتي قربت أكتر من منطقة الخطر اللي ممكن يبقى فيها مخاطرة أكبر بحياتي ومفيهاش رجوع.. بس أنا ما أقدرش أتراجع لأنه في الآخر أنا بشتري حياة ولادي".

وتابعت الأستاذة الجامعية المضربة عن الطعام لمدة 137 يومًا وبحسرة واضحة " لازم تبقوا متفهمين كلكم إن أنا واحدة عندي 68 سنة وعشت حياة غنية جدًا في كل حاجة .. في شغلي وفي حياتي الزوجية وفي حياتي العامة، لكن ولادي حياتهم واقفة بقالها أكتر من 10 سنين .. يعني علاء حياته واقفة تمامًا قاعد في السجن يعد أيام، وسناء موقفة حياتها علشان تجري ورا أخوها ودفعت أتمان كتيرة قوية في ده، ومنى يدوبك راجعة تلم حياتها بعد توقف وما تستحملش بقى توقفات تانية".

مداخلة ليلى سويف المسجلة بالفيديو خلال فعاليات اليوم التضامني، 13 فبراير 2025

وأكملت " الوضع اللي فيه أولادي ده لازم يخلص، حتى ولو كان تمنه حياتي"، نافية رغبتها في أن تصل الأمور لهذا "أنا عايزة أستمتع بيهم ويستمتعوا بيا مع بعض ومع أحفادي لفترة من الوقت وده اللي نفسي فيه ودا حلمي، لكن لو ده مش هو الحاجة المتاحة، فتبقى الحاجة المتاحة إن هما يكملوا حياتهم أو يبنوا حياة، ودي بقى أنا مطمنة إنها هتحصل.. مطمنة إن علاء هيطلع من السجن وإنه هيستكمل حياته مع خالد وإن أولادي التلاتة هيستكملوا حياتهم".

ولا يمتد اطمئنان ليلي سويف لتوقيتات حدوث ذلك "مش مطمنه إني هقدر أشاركهم، لكن مطمنه إنهم هيقدروا يستكملوا حياتهم"، معقبة " تسألوني الاطمئنان ده جاي منين .. أقولكم من التضامن الضخم اللي أن لاقيته من كل ناحية في العالم، سواء في انجلترا من نواب برلمان وإعلام وناس عادي ومنظمات"، مضيفةً "ومن الحاجات اللي دفت قلبي جدًا إنه أمهات من غزة وسوريا يبعتولي رسايل تضامن .. يعني ناس في كرب أكبر بكتير قوي من أي كرب أنا شوفته يبعتولي رسايل التضامن".

ومع ذلك، تشعر ليلي سويف بقيمة التضامن القادم إليها من مصر "أكبر حاجة مدياني اطمئنان من الأصدقاء والأمهات وناس ما أعرفهمش والشباب وزملائي في العمل وأسرتي بكل امتداداتها، مؤكدة " أكتر حاجتين أثروا فيا وحسسوني إنه أنا مش مفروض أقلق على علاء وعلى أولادي، حتى لو لا قدر الله حصلي حاجة الرسالة اللي مضوا عليها مئات من الأمهات اللي بتطلب من زوجة الرئيس التدخل لإنقاذ حياتي، بالإضافة إلى المشهد اللي كان في بيتي لأصدقاء ورفاق سياسيين مجتمعين في بيتي علشان يعلنوا مناشدتهم للإفراج عن علاء وإنقاذ حياتي".

وفي النهاية أكدت " أنا مطمّنة لأن أنا سايبة ولادي أمانة في رقبتهم وعارفة إني حتى لو لا قدر الله جرالي حاجة حتى لو في أسوأ الفروض أنا مُت، ولادي أمانة في رقبتكم وأنتم مش هتسيبوهم لحد ما علاء يطلع من السجن ويبقى مع ابنه، وتطمنوا عليهم كلهم".

رسائل تضامن

وفي أعقاب كلمة ليلى سويف، تولت كل من المحامية الحقوقية ماهينور المصري والصحفية هدير المهدوي، عرض عدد من رسائل التضامن التي وردت لأسرة علاء عبد الفتاح ولوالدته المضربة عن الطعام، وكانت أولها من مصر من الشاعر أمين حداد الذي تمنى لليلى سويف أن تفرح بخروج ابنها "قبل انهيار مفزع للجميع"، داعيًا " يارب حنن قلوبهم إن شاء الله".

فيما تلت هدير المهدوي رسالة تضامن أرسلها لعائلة علاء من سوريا الكاتب عبد الله الكفري الذي أثنى على ليلى سويف "إصرارها على المواجهة حتى آخر نفَس" متسائلًا "كيف يمكن مجابهة القدر بأكثر الأشياء سلمية ووضوحًا؟ كيف يمكن الإصرار على المبادئ دون مواربة؟"، مؤكدًا أنها تخوض معركة لحماية الحق والمنطق والإرادة.

ومن غزة، أرسل الشاعر والباحث يوسف القدرة رسالة تلتها ماهينور المصري، وناشد فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي للتدخل العاجل والنظر بعين العطف والتفهم في الإفراج عن علاء عبد الفتاح، واصفًا إياه بـ "المطلب البسيط الذي ينقلب لصالح الإنسانية جمعاء".

معاناة أهالي السجناء

وفي أعقاب ذلك جاءت فقرة مداخلات أهالي السجناء، التي بدأتها رفيدة حمدي، بالتأكيد على المعاناة الشديدة التي يواجهونها كأهالي سجناء خاصة المرأة سواء أم أو أخت أو زوجة "الحقيقة المرأة شايلة حمل كبير جدًا مش ممكن يتحمله أي إنسان طبيعي"، موضحة أن من بين هؤلاء النساء من تجري على زوجها المسجون ولديها 3 أطفال مصابين بالسكر الوراثي، وأخرى تزوجت لبضعة أشهر ووضعت مولودها الأول وزوجها في السجن وبتصطحب طفلتها على مدار 10 سنوات لحد دلوقتي علشان الطفلة تشوف أبوها".

ونقلت رفيدة عن زوجة أحد السجناء تناول أطفالها ممن لم يتعدى سنهم  15 سنة لأدوية نفسية بسبب وجود آبائهم في السجن "بتهم واهية الحقيقة".

وحول هذه التهم، قالت رفيدة "إحنا هنا دلوقتي مش بصدد إننا نتكلم في إن اللي في السجن مذنبين ولا لأ، لكن حتى لو هم مذنبين فمستحيل تهم زي نشر أخبار كاذبة أو الانضمام لجماعة محظورة ما نعرفش إيه هي، تقعد واحد زي محمد عادل في السجن أكتر من 11 سنة".

وتطرقت رفيدة للحديث عن أزمة زوجها التي تتشابه إلى حد كبير في تفاصيلها مع أزمة علاء عبد الفتاح، بسبب رفض السلطات الإفراج عنه رغم قضائه مدة العقوبة المحكوم به عليها، لعدم احتساب فترة الحبس الاحتياطي التي تجاوزت الخمس سنوات ضمن فترة عقوبته، على نحو أدى لتلاشي أحلام كثيرة كانت تدخرها رفيدة لحياتهما كزوجين من بينها حلم الأمومة الذي بات مهدد جدًا "لأن أنا عندي 34 سنة ولو فضل الوضع بهذا الشكل ممكن أُحرم من الحلم ده".

ضرب سكاكين

أما ندى مغيث فقالت إنها منذ القبض عليها في يناير/كانون الثاني الماضي وهي صامتة ولم تعلِّق حتى على تلك الواقعة "حاولت أسكت يمكن يخرجوه .. إحنا واصلين لهذه المرحلة!".

وتابعت "مفيش قانون ومفيش مسارات نمشيها، فاللي هو مش عايزينا حتى نتكلم كمان، يعني إحنا بننضرب بسكاكين ومش عايزينا نقول أي حتى، فقولت طب هسكت يمكن يخرج.. وما بيخرجش".

وأرجعت ندى صمتها من جانب آخر لـ "حالة غثيان وقرف شديد، لأنه النيابة اللي المفروض بتحميني وأنا باتكلم عن جوزي وأتكلم عن انتهاكات قانونية حصلت لنا، هي اللي بتأمر بالقبض عليا أنا كمان وتتهمني نفس اتهامات أشرف إني منضمة لجماعة أنا كمان وإني بانشر أخبار كاذبة".

ندى مغيث أثناء مداخلتها في اليوم التضامن للحركة المدنية مع أسر السجناء، 13 فبراير 2025

وتمسكت ندى مغيث بكل ما سبق وقالته بشأن تلك الاتهامات، مؤكدة أنها لم تتراجع عنها سواء في التحقيق أو الآن، مضيفة " أنا مبقاش عندي طاقة وما بتحداش حد أنا عايزة أرجع لحياتي الطبيعية، فأنا مش عايزة حاجة تانية غير إن أشرف يخرج".

وأبدت ندى تعجبها الشديد من حبس أشرف وتوجيه تهم الإرهاب له على خلفية نقد تبناه من خلال رسم الكاريكاتير، قائلة "لو هي دي التهمة، ما تخلينا نتكلم إحنا لينا حق في البلد دي زي اللي حاكمينها، خلينا نتكلم بصراحة.. الممثل مثلًا لما بيحط نفسه في المجال العام بيتقبل النقد.. ما هو أنت حطيت نفسك في المجال العام .. فما بالك بالسياسي اللي كل قراراتك واللي بتعمله بتأثر علينا بشكل يومي .. ما نوسع صدرنا شوية للنقد". 

وأنهت ندى مغيث كلمتها بقولها " إحنا ما علمناش حاجة ماحدش هدد حد أو عمل عنف، كلها كلمة .. رسمة .. رأي، فكفاية حقيقي كفاية كلنا تعبنا، واللي بيحصل بقى أكبر بكتير قوي من خصومة سياسية بقى انتهاك إنساني يومي، وما ينفعش يحصل فينا كل ده وما يبقاش حتى عندنا القدرة نقول إحنا تعبنا".

وفي غضون ذلك، استمرت فعاليات اليوم التي كان معلن عنها من قبل بأن عرضت كلًا من الفنانة سامية جاهين والكاتبة أهداف سويف مقتطفات من كتاب علاء عبد الفتاح "شبح الربيع"، وبعدها شهدت الفعاليات مداخلات قانونية وسياسية من كلًا من المحامي الحقوقي هيثم محمدين ورئيسة حزب الدستور جميلة إسماعيل.

وفي نهاية اليوم، أصدرت الحركة المدنية بيانًا جددت خلاله مطالبتها الدائمة بالإفراج عن المحبوسين احتياطيا والمحكومين في قضايا السياسية، باعتبار أن الحرية هي حق انساني أصيل ولا يجوز أن يحرم منه أي مواطن مصري بسبب معارضته أو تعبيره عن رأيه.

وطالبت الحركة بضرورة احترام القانون وأحكام القضاء بالإفراج عن المحكومين المنتهية مدد أحكامهم مثل علاء عبد الفتاح ومحمد عادل وغيرهم ممن أنهوا مدد أحكامهم واستمر حبسهم دون سند قانوني، مؤكدة تضامنها مع ليلى سويف في إضرابها عن الطعام دفاعًا عن حرية ابنها.