تصوير سالم الريس، المنصة
نازحون يبدأون العودة إلى منازلهم بعد وقف النار في غزة، 19 يناير 2025

دبلوماسيان: خطة مصر لوقف تهجير الفلسطينيين تبدأ بسرعة إعمار غزة

محمد الخولي
منشور الخميس 13 فبراير 2025

أمام تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتكررة عن تهجير سكان غزة بدأ الحديث عن خطة مصرية لمواجهة المقترح الأمريكي بطريقة عملية، وهو ما صرح به ملك الأردن عبد الله الثاني في لقائه مؤخرًا بترامب، وأعلنت القاهرة بعد اللقاء أنها "ستقدم رؤية شاملة" لإعادة إعمار غزة.

وحسب دبلوماسيين سابقين تحدثا لـ المنصة، تركز الرؤية المصرية على توفير حياة مؤقتة بشكل سريع للفلسطينيين في القطاع وتبدأ بعدها عملية لإعادة الإعمار.

وقال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير محمد حجازي لـ المنصة إن الخطة المصرية "تقوم على العمل الفوري لإعادة إعمار غزة في ضوء ما تعرض له القطاع من حجم هائل وغير مسبوق من الدمار الأمر الذي يتطلب تكاتف المجتمع الدولي لضمان نفاذ المساعدات الإنسانية العاجلة وبشكل فوري ومستدام".

وأضاف أن "مصر تسعى لتنفيذ خطة للتعافي المبكر وتلبية ما يحتاجه القطاع من غذاء ومأوى وصرف صحي ورعاية صحية للسكان وإعادة تأهيل البنية التحتية الأساسية بما في ذلك إصلاح الطرق وشبكات الكهرباء والمباني العامة والمياه، مع إعادة إحياء الاقتصاد المحلي لمساعدة قطاع غزة على التعافي، وتوفير مكانًا قابلًا للعيش بالحد الأدنى".

ويتفق معه مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير رخا أحمد حسن، لافتًا في حديث مع المنصة إلى أن "الخطة الأمريكية الإسرائيلية كانت قائمة بالأساس على تدمير قطاع غزة بشكل كامل بحيث لا يكون قابلًا للحياة، وبالتالي يجبر السكان على عدم العودة أو الهجرة طوعًا، لكن مشاهد عودة الفلسطينيين الأيام الماضية إلى مناطقهم المدمَّرة أفشلت هذا المخطط".

ويؤكد رخا أن ما يمنع تنفيذ المخطط الأمريكي الإسرائيلي "هو مساعدة الفلسطينيين بخيام ومساعدات غذائية حتى يعاد بناء بيوتهم ومنازلهم"، لافتًا إلى ضرورة "العمل من جانب الدول العربية على إعادة إعمار أدوات الإنتاج من مصانع ومزارع وورش ليجدوا فرص عمل تساعدهم على البقاء".

وتستضيف القاهرة قمة عربية طارئة يوم 27 فبراير/شباط الجاري بالتنسيق مع البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية والأمانة العامة لجامعة الدول العربية.

وكشفت مصادر لم تسمها العربية بعض تفاصيل الخطة المصرية لإعمار قطاع غزة، لافتة إلى أنها تعتمد على "تجهيز مناطق آمنة داخل القطاع، بعد أول ستة أشهر تنقل السكان إليها ثم توفير مساكن آمنة ووحدات سكنية خلال 18 شهرًا".

وأشارت المصادر إلى أن الخطة تتضمن كذلك رفع الركام من بعض مناطق القطاع في أول 6 أشهر ونشر مستشفيات ومدارس متحركة بها، وأن "مصر تخطط لجلب 24 شركة عالمية و18 مكتبًا استشاريًا لإنجاز مشروعات غزة بدعم عربي وأوروبي"، ثم بدء مرحلة إعادة الإعمار على الفور بعد مرحلة التعافي المبكر.

وأشار السفير محمد حجازي إلى الإعلان الشهر الماضي عن استعدادها لاستضافة مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة، لافتًا إلى أن هذه الدعوة تمكين أهل غزة من أرضهم، و"هي فرصة لمساندة الأسرة الدولية لغزة وتقديمها للتعهدات المالية والمادية المطلوبة للتنفيذ الفوري لإنقاذ أهالي القطاع من الكارثة التي يتعرضون لها وبما يمهد الطريق لإنجاح مرحلة التعافي المبكر ثم إعادة الإعمار وحتى لا تخذلهم مجددًا إنسانيًا بعدما خذلتهم سياسيًا". 

وأكد حجازي أن إسرائيل استخدمت سلاح التجويع والحصار للتهجير القسري بالمخالفة الفادحة للقانون الدولي الإنساني و"علينا كعرب أن نسعى بتقديم الخطط الكفيلة بتمكينهم من الأرض ومساعدتهم من عملية البناء في أسرع وقت ممكن".

وخلال الأيام الماضية، كرر ترامب أنه يخطط للسيطرة على قطاع غزة وإعادة توطين الفلسطينيين في دول مجاورة أخرى وتحويل القطاع إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، لكن دعوته قُوبلت بانتقادات دولية واسعة النطاق، كما نددت جماعات لحقوق الإنسان باقتراحه، ووصفته بأنه "تطهير عرقي".

وكانت مصر والأردن على جبهة الرافضين للمشروع الأمريكي، إذ قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن ترحيل وتهجير الشعب الفلسطيني "ظلم لا يمكن أن نشارك فيه"، كما قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن الأردن للأردنيين، وفلسطين للفلسطينيين.

لكن ترامب جدَّد دعوته في وقت لاحق، متجاهلًا الرفض المصري والأردني، وقال خلال لقاء مع الصحفيين في البيت الأبيض إن مصر والأردن "سيفعلان ذلك (...) نحن نقدم لهما الكثير، وسوف يفعلان ذلك".