حساب رئاسة الحكومة الإسرائيلية على إكس
السيسي يلتقي نتنياهو في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، 18 سبتمبر 2017

اتهمها بتحويل غزة لـ"سجن مفتوح".. مصر ترد على نتنياهو: تصريحاته تضليل مرفوض

قسم الأخبار
منشور الاثنين 10 فبراير 2025

استنكرت وزارة الخارجية تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي زعم فيها أن مصر تمنع الفلسطينيين من مغادرة غزة، وقالت في بيان، مساء الأحد إن تصريحاته "تتضمن ادعاءات وتضليلًا متعمدًا ومرفوضًا".

وكان نتنياهو زعم أن مصر هي التي تمنع مغادرة الفلسطينيين من القطاع المدمر، كما اتهمها بتحويل غزة إلى سجن مفتوح، قائلًا "حان الوقت لتمنحهم فرصة المغادرة"، وأكد خلال مقابلة مع فوكس نيوز على وجوب العثور على مكان بديل لسكان غزة يذهبون إليه، زاعمًا أن إسرائيل ستسمح للفلسطينيين "الذين يتبرأون من الإرهاب بالعودة إلى غزة بعد إعادة إعمارها"، وأشاد بخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير الفلسطينيين.

وردًا على نتنياهو، أعربت مصر عن استهجانها لتصريحاته "التي تتضمن ادعاءات وتضليلًا متعمدًا ومرفوضًا يتنافى مع الجهود التي بذلتها وتبذلها مصر منذ بدء العدوان على غزة وقيامها بإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة للشعب الفلسطيني، وآخرها أكثر من 5000 شاحنة من مصر منذ وقف إطلاق النار وتسهيل عبور الجرحى والمصابين ومزدوجي الجنسية".

وأكدت مصر، في بيان صادر عن وزارة الخارجية، أن تلك التصريحات تستهدف "التغطية وتشتيت الانتباه عن الانتهاكات الصارخة التي ارتكبتها إسرائيل ضد المدنيين وتدمير المنشآت الحيوية الفلسطينية من مستشفيات ومؤسسات تعليمية ومحطات كهرباء ومياه الشرب، فضلًا عن استخدام الحصار والتجويع كسلاح ضد المدنيين".

كما أعربت مصر عن رفضها التام لأية تصريحات تستهدف تهجير الشعب الفلسطيني إلى مصر أو الأردن أو السعودية، وأكدت تضامنها مع "أبناء غزة البواسل الذين يتمسكون بأرضهم رغم كل ما يتعرضون له من أهوال للدفاع عن قضيتهم العادلة والمشروعة، كما تؤكد التمسك بالثوابت المصرية والعربية الراسخة والمرتكزة على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته على حدود الرابع من يونيو/حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".

وكانت أسوشيتد برس نقلت الخميس الماضي عن مسؤولين مصريين لم تسمهم قولهم إن القاهرة أبلغت الإدارة الأمريكية وإسرائيل ودولًا أوروبية أن المُضي قدمًا في مخطط تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة سيعرض معاهدة السلام مع إسرائيل للخطر، وأنها ستقاوم أي اقتراح من هذا القبيل.

وتزامن تقرير الوكالة الأمريكية مع بيان أصدرته الخارجية المصرية حذرت فيه من "تداعيات تصريحات عدد من أعضاء الحكومة الإسرائيلية حول بدء تنفيذ مخطط تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه"، واعتبرتها "خرقًا صارخًا وسافرًا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني ولأبسط حقوق المواطن الفلسطيني"، مؤكدة أنها "تستدعي المحاسبة".

والثلاثاء الماضي، قال ترامب إن الولايات المتحدة تخطط للسيطرة على غزة وإعادة توطين الفلسطينيين في دول مجاورة أخرى وتحويل القطاع إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، لكن دعوته قوبلت بانتقادات دولية واسعة النطاق كما نددت جماعات لحقوق الإنسان باقتراحه نقل الفلسطينيين من القطاع بشكل دائم، ووصفت الأمر بأنه "تطهير عرقي".

وسبق ذلك دعوة الرئيس الأمريكي كلًا من مصر والأردن، نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، لاستقبال عدد من سكان قطاع غزة. لكن هذه الدعوة قوبلت بالرفض القاطع، وقال وقتها الرئيس عبد الفتاح السيسي إن ترحيل وتهجير الشعب الفلسطيني "ظلم لا يمكن أن نشارك فيه"، كما قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن الأردن للأردنيين، وفلسطين للفلسطينيين.

لكن الرئيس الأمريكي جدَّد دعوته في وقت لاحق، متجاهلًا الرفض المصري والأردني، وقال، خلال لقاء مع الصحفيين في البيت الأبيض، إن مصر والأردن "سيفعلان ذلك (...) نحن نقدم لهما الكثير، وسوف يفعلان ذلك".

ولم تسلم السعودية من تلك التصريحات، إذ دعا نتنياهو إلى إقامة دولة فلسطينية في السعودية، خلال مقابلة مع القناة 14 الإسرائيلية، الجمعة، قائلًا "يُمكن للسعوديين إنشاء دولة فلسطينية في المملكة فلديهم الكثير من الأراضي هناك"، مضيفًا "السعودية لديها ما يكفى من الأراضي لإقامة دولة للفلسطينيين فيها".

وهو ما أعلنت الرياض أمس رفضه، وأكدت وزارة الخارجية السعودية، في بيان، أن "هذه العقلية المتطرفة المحتلة لا تستوعب ما تعنيه الأرض الفلسطينية لشعب فلسطين".

ونجحت الوساطة المصرية القطرية الأمريكية في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، بعد 15 شهرًا من بدء الحرب في أعقاب طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023.