صفحة المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية على فيسبوك
الرئيس عبد الفتاح السيسي والأمير محمد بن سلمان ولي عهد السعودية، 26 نوفمبر 2018

مصر تدين دعوة نتنياهو إقامة دولة فلسطينية في السعودية: أمن المملكة خط أحمر

قسم الأخبار
منشور السبت 8 فبراير 2025

أدانت مصر اليوم السبت، "التصريحات الإسرائيلية المنفلتة" التي دعا فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إقامة دولة فلسطينية في السعودية، وأكدت في بيان صادر عن وزارة الخارجية أن أمن المملكة وسيادتها "خط أحمر لن تسمح مصر بالمساس به". 

كان نتنياهو أطلق هذا الاقتراح خلال مقابلة مع القناة 14 الإسرائيلية أمس، قائلًا "يُمكن للسعوديين إنشاء دولة فلسطينية فى المملكة فلديهم الكثير من الأراضى هناك"، مضيفًا "السعودية لديها ما يكفى من الأراضى لإقامة دولة للفلسطينيين فيها".

وفي بيانها، أكدت الخارجية رفض مصر هذه التصريحات "غير المسؤولة والمرفوضة جملة وتفصيلاً الصادرة عن الجانب الإسرائيلي والتي تحرض ضد السعودية، في مساس مباشر بالسيادة السعودية وخرق فاضح لقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة".

وأكد البيان "على أن أمن السعودية واحترام سيادتها هو خط أحمر لن تسمح مصر بالمساس به، كما أن استقرارها وأمنها القومي من صميم أمن واستقرار مصر والدول العربية ولا تهاون فيه".

وشددت على أن هذه "التصريحات المنفلتة تجاه السعودية تعد تجاوزًا مستهجنًا وتعديًا على كل الأعراف الدبلوماسية المستقرة وافتئاتًا على سيادة المملكة وعلى حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وغير القابلة للتصرف في إقامة دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية وفقًا لخطوط الرابع من يونيو 1967".

وأكدت مصر وقوفها إلى جانب السعودية بشكل كامل ضد هذه التصريحات المستهترة، ودعت المجتمع الدولي إلى إدانتها وشجبها بشكل كامل.

وسبق تصريحات نتنياهو، إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء الماضي، نيته السيطرة على غزة وإعادة توطين الفلسطينيين في دول مجاورة أخرى وتحويل القطاع إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، لكن دعوته قوبلت بانتقادات دولية واسعة النطاق كما نددت جماعات لحقوق الإنسان باقتراحه نقل الفلسطينيين من القطاع بشكل دائم، ووصفت الأمر بأنه تطهير عرقي.

وسبق إعلان الثلاثاء، دعوة الرئيس الأمريكي كل من مصر والأردن نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، لاستقبال عدد من سكان قطاع غزة. لكن هذه الدعوة قوبلت بالرفض القاطع من الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي قال إن ترحيل وتهجير الشعب الفلسطيني "ظلم لا يمكن أن نشارك فيه"، كما قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن الأردن للأردنيين، وفلسطين للفلسطينيين.

لكن الرئيس الأمريكي جدَّد دعوته في وقت لاحق، متجاهلًا الرفض المصري والأردني، وقال، خلال لقاء مع الصحفيين في البيت الأبيض، إن مصر والأردن "سيفعلان ذلك (...) نحن نقدم لهما الكثير، وسوف يفعلان ذلك".

على إثره أصدر وزراء خارجية مصر والأردن والإمارات والسعودية وقطر، بياني رفض لمقترح ترامب ولكافّة أشكال التهجير سواءً من خلال الأنشطة الاستيطانية، أو الطرد وهدم المنازل، مؤكدين على أحقية الشعب الفلسطيني بأرضه، أحدهما تم توجيهه إلى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو.

وخلال مؤتمر الثلاثاء، لفت الرئيس الأمريكي إلى أنه تحدث إلى زعماء آخرين في الشرق الأوسط بشأن اقتراحه نقل الفلسطينيين من غزة، وأشار إلى أن الزعماء الآخرين "راقت لهم الفكرة"، مشيرًا إلى أنه يخطط لزيارة غزة وإسرائيل والسعودية خلال رحلة مستقبلية، لكنه لم يذكر موعدها.

وقال ترامب إن "السعودية تريد السلام، ولا تطالب بدولة فلسطينية في المقابل".

لكن الموقف السعودي جاء واضحًا في بيان أعقب مؤتمر ترامب ونتنياهو، مؤكدًا رفض أي تغيير لموقف المملكة من القضية الفلسطينية، إذ أكدت وزارة الخارجية السعودية أن موقف المملكة "ثابت وراسخ"، وأنها لن تتراجع عن دعم إقامة دولة فلسطينية.

وأكدت السعودية أن موقفها "ليس محل تفاوض أو مزايدات، والسلام الدائم والعادل لا يمكن تحقيقه من دون حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وفقًا لقرارات الشرعية الدولية".