رئاسة الجمهورية، فيسبوك
السيسي وترامب في المكتب البيضاوي. 3 أبريل 2017

رسائل مصرية لأمريكا وإسرائيل: خطة التهجير تعرِّض معاهدة السلام للخطر

قسم الأخبار
منشور السبت 8 فبراير 2025

نقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤولين مصريين يوم الخميس الماضي، قولهم إن القاهرة أبلغت الإدارة الأمريكية وإسرائيل ودولًا أوروبية أن المُضي قدمًا في مخطط تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة سيعرض معاهدة السلام مع إسرائيل للخطر، وأنها ستقاوم أي اقتراح من هذا القبيل.

وتزامن تقرير الوكالة الأمريكية مع بيان أصدرته الخارجية المصرية، حذرت فيه من "تداعيات تصريحات عدد من أعضاء الحكومة الإسرائيلية حول بدء تنفيذ مخطط تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه"، واعتبرتها "خرقًا صارخًا وسافرًا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني ولأبسط حقوق المواطن الفلسطيني"، مؤكدة أنها "تستدعي المحاسبة".

ونقلت أسوشيتد برس عن أحد المسؤولين قوله، إن الرسالة تم تسليمها إلى البنتاجون ووزارة الخارجية الأمريكية وأعضاء الكونجرس، فيما أكد مسؤول ثانٍ نقل الرسالة إلى إسرائيل وحلفائها في أوروبا الغربية، بما في ذلك بريطانيا وفرنسا وألمانيا.

كما تحدثت الوكالة إلى دبلوماسي غربي في القاهرة لم تسمه، قال إنه تلقى عبر قنوات متعددة، رسالة معارضة مصرية واضحة لخطة التهجير، وأكد أن مصر جادة للغاية في موقفها وترى في المقترح تهديدًا لأمنها القومي.

وأشار الدبلوماسي إلى رفض مصر لمقترحات مماثلة سبق وطرحتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن ودول أوروبية في وقت مبكر من بداية الحرب. وإن كانت هذه المقترحات طُرحت في محادثات خاصة دون إعلان رسمي، بينما أعلن ترامب خططه خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. 

والثلاثاء الماضي، قال ترامب إن الولايات المتحدة تخطط للسيطرة على غزة وإعادة توطين الفلسطينيين في دول مجاورة أخرى وتحويل القطاع إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، لكن دعوته قوبلت بانتقادات دولية واسعة النطاق كما نددت جماعات لحقوق الإنسان باقتراحه نقل الفلسطينيين من القطاع بشكل دائم، ووصفت الأمر بأنه تطهير عرقي.

وسبق إعلان الثلاثاء، دعوة الرئيس الأمريكي كل من مصر والأردن نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، لاستقبال عدد من سكان قطاع غزة. لكن هذه الدعوة قوبلت بالرفض القاطع من الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي قال إن ترحيل وتهجير الشعب الفلسطيني "ظلم لا يمكن أن نشارك فيه"، كما قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن الأردن للأردنيين، وفلسطين للفلسطينيين.

لكن الرئيس الأمريكي جدَّد دعوته في وقت لاحق، متجاهلًا الرفض المصري والأردني، وقال، خلال لقاء مع الصحفيين في البيت الأبيض، إن مصر والأردن "سيفعلان ذلك (...) نحن نقدم لهما الكثير، وسوف يفعلان ذلك".

على إثره أصدر وزراء خارجية مصر والأردن والإمارات والسعودية وقطر، بياني رفض لمقترح ترامب ولكافّة أشكال التهجير سواءً من خلال الأنشطة الاستيطانية، أو الطرد وهدم المنازل، مؤكدين على أحقية الشعب الفلسطيني بأرضه، أحدهما تم توجيهه إلى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو.

الحركة المدنية تدعو للسماح بالتظاهر

وفي سياق متصل، طالبت الحركة المدنية الديمقراطية في بيان أصدرته مساء أمس الجمعة، السماح للمصريين بالتظاهر أمام مقر السفارة الأمريكية، للتعبير عن غضبهم و"حتى يعرف ترامب حجم الرفض الشعبي المصري والعربي هذا المشروع الخسيس".

يأتي ذلك بعد نحو أسبوع على قرار قضائي بإلغاء تظاهرة دعت إليها الحركة المدنية، كان مقررًا تنظيمها يوم الاثنين الماضي أمام السفارة، بعد مذكرة أمنية رجَّحت مشاركة عدد ممن وصفوا بـ"العناصر الإثارية".

وبعد أن جددت الحركة المدنية في بيان الأمس رفضها خطة ترامب، دعت الدولَ العربيةَ لعقد قمة استثنائية طارئة لرفض المقترح، محذرة من مستقبل العلاقات العربية مع إدارة ترامب حال استمراره في تبني هذا المشروع.

كما نوّهت الحركة في بيانها إلى ضرورة أن تتوحد الفصائل الفلسطينية وتسمي قيادةً واحدةً تأخذ على عاتقها مواجهة هذه "المخططات المجرمة"، وتتصدى لها في كل محفل وكل مكان، وتستكمل مهام النضال الفلسطيني في هذه المرحلة الحرجة.

وحذرت من أن "التخاذل الآن سيترك دول المنطقة فريسة لإرادة الاستغلال والنهب المجرمة للإدارة الأمريكية الجديدة وذراعها الصهيوني في المنطقة".

ونهاية يناير الماضي، أدان المشاركون في مؤتمر الحركة المدنية لدعم فلسطين، الذي انعقد في مقر حزب المحافظين، تصريحات ترامب بشأن تهجير سكان غزة، مؤكدين أن رفض هذه السياسة يتطلب دعم جهود إعادة إعمار القطاع، والإفراج عن سجناء الرأي، لاسيما أولئك المحبوسين على ذمة قضايا دعم فلسطين.