انتشرت مقاطع فيديو عبر السوشيال ميديا، اليوم الخميس، توثق تعرض مثليين وعابرين للجنس للاعتداء الجسدي واللفظي من عناصر أمنية بعد القبض عليهم، قالت الحرة إنها في محافظة اللاذقية.
وأظهرت المقاطع تعرض أحد الأشخاص للاعتداء داخل سيارة بينما يحاوطه فردا أمن بزي جبهة النصرة، أو هيئة تحرير الشام بمسماها الجديد، والتي نفذت الهجوم المسلح في سوريا نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وانتهى إلى إسقاط بشار الأسد ونظام حكمه.
وأدرج مجلس الأمن عام 2014 جبهة النصرة أو هيئة تحرير الشام، وفق الاسم الأكثر شيوعًا لها، على قائمة العقوبات المرتبطة بالكيانات المرتبطة بتنظيم القاعدة، كما صنفتها الولايات المتحدة إرهابية منذ عام 2012، وهي تنظيم مسلح تشكل إبان الثورة الشعبية ضد نظام بشار الأسد على يد أبو محمد الجولاني الذي استخدم اسمه الأصلي لاحقًا أحمد الشرع الذي تولى رئاسة سوريا انتقاليًا نهاية يناير/كانون الثاني الماضي.
ونقلت الحرة عن منظمة "سين للعدالة الجنسية والجندرية"، وهي منظمة محلية غير حكومية تعمل في مجال قضايا مجتمع الميم عين السوري، تعليقًا أعربت خلاله عن قلقها من تصاعد الانتهاكات التي تستهدف هذا المجتمع.
وأكدت المنظمة أن "الأيديولوجية العنيفة ضد المثليين/ات والعابرين/ات سواء من قبل الأفراد المسلحين أو الحكومة الحالية، مستمرة بشكل متصاعد منذ سقوط نظام الأسد"، وأن بعض الفصائل المسلحة المعارضة مارست انتهاكات ضد أفراد منهم منذ عام 2013.
وقالت المنظمة "الانتهاكات منتشرة في عدة محافظات، ووصلتنا شهادات متعددة عن حالات تعرض فيها أفراد لانتهاكات في أماكن عامة".
وتابعت "واحدة من أكبر المخاوف هي احتمال تبني الإدارة الجديدة عقوبات قاسية ومشددة، شبيهة بتلك التي شوهدت في إدلب وريف حلب الشمالي بين عامي 2013 و2015، وتضمنت إعدامات علنية مبررة بتفسيرات دينية زائفة".
والمخاوف المتعلقة بمصير مجتمع "الميم عين" في سوريا تمتد إلى تاريخ هذه الفصائل في فرض أحكام متشددة كالتي فرضت من قبل هيئة تحرير الشام أثناء سيطرتها على مناطق في إدلب، حيث فرضت قوانين صارمة ترتكز إلى تفسيرات دينية محافظة، وشهدت تلك الفترة تنفيذ عقوبات قاسية علنية ضد من اتُهموا بمخالفة هذه القوانين، حسب الحرة.
وفي مشهد آخر، تداول مستخدمو إكس مقطع لشخص ملتحِ داخل أحد الأوتوبيسات بينما يُلصق منشورات على نوافذه تحث النساء على ارتداء "اللباس الشرعي للمرأة".
وأثيرت مخاوف من صعود الإسلاميين في سوريا عقب سقوط بشار الأسد، خاصة فيما يتعلق بحماية الأقليات، إذ قال وزير الخارجية الأمريكي السابق أنتوني بلينكن، إن دبلوماسيين كبارًا من الولايات المتحدة وتركيا والاتحاد الأوروبي ودول عربية اتفقوا على أن الحكومة الجديدة في سوريا عليها احترام حقوق الأقليات.
وشنت هيئة تحرير الشام، جبهة النصرة سابقًا، هجومًا مباغتًا ضد النظام السوري في 27 نوفمبر الماضي، انتهى إلى إسقاطه في غضون 10 أيام بانسحاب الجيش السوري وهروب بشار الأسد إلى روسيا لاجئًا.