تظاهر مئات النازحين الفلسطينيين غرب مدينة خانيونس، أمس، أمام بوابة مقر الصناعة التابع لوكالة الأونروا، محاولين اقتحام المكان، حيث المخازن الرئيسية للوكالة الأممية التي تستقبل فيها المساعدات الغذائية.
وكانت إسرائيل حظرت التعامل مع الأونروا نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في ظل تحذيرات أممية ودولية من نتائج هذا القرار الكارثي على أهالي القطاع.
وقال أحد المتظاهرين لـ المنصة إنه لا يجد لأطفاله ما يطعمهم إياه في ظل أزمة شح الطحين، وارتفاع سعر الجوال وزن 25 كيلو في أسواق وسط وجنوب قطاع غزة من نحو 6 دولارات إلى 100 دولار، في ظل تضييق جيش الاحتلال الإسرائيلي على الشاحنات الواردة، بالإضافة إلى عمليات السطو التي يمارسها قُطاع الطرق على شاحنات المساعدات.
بسبب ضيق الحال وعدم توزيع الأونروا للطحين منذ عدة أسابيع ماضية، قرروا التظاهر واقتحام المكان للحصول على ما هو متوفر لإطعام أطفالهم، حسبما قال متظاهر آخر لـ المنصة.
وخلال التظاهرات قتل اثنين وأصيب 10 آخرين في إطلاق نار لم يعرف مصدره، حسبما أفاد شاهدين لـ المنصة، ونُقل الضحايا والمصابين إلى مستشفى ناصر.
وقال شاهد لـ المنصة "هيك بده الاحتلال، يضربنا مع بعض عشان كيس طحين، بده يموتنا جوع ويحمي قُطاع الطرق ويستهدف عناصر التأمين ونقتل بعض وهو يتفرج"، موضحًا أن ما وصلوا إليه من تشرد ونزوح ومجاعة يأتي وفق مخطط إسرائيلي لتدمير أبسط مقومات الحياة حتى مع استمرار الحرب والقتل والدمار الذي يمارسه جيش الاحتلال.
وفي السياق، سمح جيش الاحتلال في ساعة متأخرة من مساء الأحد بدخول عدد من شاحنات المساعدات عن طريق معبر كرم أبو سالم جنوب شرق رفح، متجهة إلى خانيونس ودير البلح، وحاول لصوص سرقة الشاحنات على طريق صلاح الدين الرئيسي بخانيونس، لكن أطلقت النار عليهم مجموعات مجهولة، حسبما أفاد شاهد لـ المنصة.
كما سمح الاحتلال بدخول 10 شاحنات تحمل مساعدات إغاثية وخضروات إلى مدينة غزة عن طريق حاجز نتساريم، الذي يقسم غزة إلى نصفين، حسبما أفاد شاهد لـ المنصة.
وفي سياق آخر، نزحت مئات العائلات أمس من بلدة بيت لاهيا ومشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزة، بعد إلقاء جيش الاحتلال منشورات طالبتهم بإخلاء منازلهم ومناطق واسعة بالبلدة والتوجه إلى مدينة غزة، بزعم أن تلك المناطق تعتبر مناطق"قتال خطيرة"، حسبما أفاد ثلاثة من النازحين قسرًا إلى غزة.
وأشار بعض النازحين إلى أن مسيرات طالبتهم عبر مكبرات الصوت بالإخلاء، وتزامن ذلك مع قصف مدفعي وإلقاء قنابل دخانية في مناطق قريبة من تواجدهم، ما اضطرهم للنزوح حماية لأطفالهم من القتل أو الإصابة.
وتوجه النازحون من مناطق سكنهم وعبر حاجز لجيش الاحتلال قرب المستشفى الإندونيسي، حيث سمح الاحتلال للنساء والأطفال بالمرور فيما احتجز الشبان والرجال وأخضعهم لفحص أمني قبل اعتقال عدد منهم واقتيادهم إلى مراكز التحقيق، فيما سمح للآخرين باكمال الطريق شرقًا باتجاه شارع صلاح الدين، ثم التوجه جنوبًا إلى مدينة غزة.
وقال شاهد لـ المنصة، من سكان حي التفاح شمال شرق المدينة، إن مئات من العائلات النازحة شاهدهم يسيرون من أمام منزله بعد إجبارهم على النزوح من بيت لاهيا.
وحول تطورات الأوضاع الميدانية وسط القطاع، استمرت عمليات توغل جيش الاحتلال وآلياته في مناطق شمال وشرق مخيم البريج، حيث جرت عمليات تجريف أراضي زراعية ومنازل للمواطنين، وذلك بالتزامن مع إطلاق نار عشوائي تجاه المنازل المأهولة بالسكان.
وقال شاهد لـ المنصة إنهم لا يستطيعون الخروج من منازلهم أو النظر من خلال الشبابيك بسبب إطلاق الرصاص العشوائي تجاه منازلهم، إلى جانب تحليق الكوادكوبتر على ارتفاعات منخفضة فوق منازلهم وفي أزقة وشوارع المخيم.
واستمرت عمليات إطلاق الرصاص والقذائف المدفعية وقنابل الإنارة في البريج وبشكل متواصل من قبل آليات الاحتلال المتوغلة بالمخيم، حتى فجر الاثنين، حيث أكد شاهد ثانٍ سماعهم لأصوات تحرك الدبابات على مقربة من منازلهم.
وقُتل، مساء الأحد، شاب وطفل شرق مدينة دير البلح، في قصف إسرائيلي استهدف تجمعًا للمواطنين، فيما أصيب 5 آخرين نُقلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى لتلقي العلاج، حسبما أفاد مصدر في الإسعاف لـ المنصة.
واستهدفت طائرة استطلاع، فجر الاثنين، بصاروخ واحد، خيمة تؤوي نازحين وتقع وسط تجمع خيام لهم في منطقة المواصي غرب مدينة خانيونس، ضمن المنطقة الإنسانية الآمنة التي حددها جيش الاحتلال، حيث هرعت سيارات الإسعاف والدفاع المدني للمنطقة، وانتشلت 4 ضحايا من عائلة واحدة، أما الطفلة الوحيدة الناجية من الأسرة ففي وضع صحي خطير، حسب طبيب في قسم الطوارئ بمستشفى ناصر لـ المنصة.
ووصلت أعداد ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة حتى أمس إلى43 ألفًا و846 قتيلًا، و103 آلاف و740 مصابًا، منذ طوفان الأقصى، حسب التقرير الإحصائي اليومي لوزارة الصحة الفلسطينية.