قال مصدران قياديان في حركة حماس، الأول في تركيا والثاني في الدوحة، إن قطر لم تبلغ الحركة بأي تصورات جديدة متعلقة بوضع مقر قيادتها في الدوحة، أو وضع مسؤولي المكتب السياسي المقيمين هناك خلال الفترة المقبلة.
كما أكدا استعداد الحركة للانتقال حتى لا تسبب أزمة لقطر، خصوصًا أن دولًا أخرى أعربت في وقت سابق عن استعدادها لاستقبالهم، منها ماليزيا وتركيا، حسبما قالا لـ المنصة.
وأشارت تقارير إعلامية على مدار اليومين الماضيين إلى أن الولايات المتحدة طلبت من قطر طرد حركة حماس من أراضيها، وأن الدوحة استجابت لذلك وقررت أيضًا الانسحاب من جهود الوساطة، قبل أن تنفي الدوحة ذلك.
وأكد المصدر القيادي في الحركة المقيم في تركيا، الذي طلب عدم نشر اسمه، أن العلاقة مع قطر لم تمسها أي شوائب، والمسؤولون في قطر لم يطلبوا من قيادة الحركة مغادرة الدوحة أو غلق مكتب حماس هناك، مشيرًا إلى أن الطرف المماطل والمعرقل للمفاوضات الذي أشار إليه بيان قطر الأخير ليس المقصود به حماس.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري قال في بيان، أمس، ردًا على أنباء انسحابها من جهود الوساطة، أنها علقت قبل 10 أيام جهودها لحين توفر الإرادة، وشدد على أن "قطر لن تقبل أن تكون الوساطة سببًا في ابتزازها، إذ شهدنا منذ انهيار الهدنة الأولى وصفقة تبادل النساء والأطفال تلاعبًا، خصوصًا في التراجع عن التزامات تم الاتفاق عليها من خلال الوساطة، واستغلال استمرار المفاوضات في تبرير استمرار الحرب لخدمة أغراض سياسية ضيقة".
وشدد المصدر على أن "الحركة إذا ارتأت أن إقامة قيادتها السياسية في الدوحة سيسبب أي أزمات لقطر ستتخذ بشكل فوري قرارًا بمغادرة قيادتها حتى لو لم يطلب المسؤولون في الدوحة ذلك".
واستضافت الدوحة المكتب السياسي لحركة حماس في عام 2012 عقب مغادرة رئيس المكتب السياسي للحركة آنذاك خالد مشعل، سوريا، في أعقاب الحرب في سوريا.
وفي سياق متصل، أكد مصدر قيادي آخر في حركة حماس مقيم في قطر لـ المنصة أن حماس لا يمكن أن تخضع للضغوط الأمريكية والإسرائيلية للمساومة على حقوق الشعب الفلسطيني بعد هذا الكم الهائل من التضحيات، مشيرًا إلى أن "قيادات الصف الأول بالحركة كانوا في صدارة الشهداء، وبالتالي ليست حماس هي التي تساوم بمصالح الشعب الفلسطيني مقابل أمن أو إقامة قيادتها ومكتبها السياسي".
وارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 43 ألفًا و552 قتيلًا، و102 ألف و765 مصابًا في اليوم الـ400 للعدوان، وفق الإحصاء اليومي لوزارة الصحة الفلسطينية أمس.
وخلال العدوان فقدت حماس عددًا من القيادات، في مقدمتهم رئيسا المكتب السياسي للحركة المتعاقبان إسماعيل هنية ويحيى السنوار.
وحول الوجهات التي قد يذهب إليها المكتب الرئيسي للحركة حال تطورت الأوضاع، أو زادت الضغوط على قطر في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة، بعد فوز ترامب بالانتخابات، قال المصدر الثاني إن هناك أكثر من جهة أبدت استعدادها في مرات سابقة عندما أُثيرت هذه الضغوط لاستقبال مكتب الحركة كان من بينها "ماليزيا وتركيا والجزائر، إضافة إلى إيران".
وعلق المصدر نفسه "الحركة في السابق انتقلت من الأردن، وبعد ذلك انتقلت من سوريا، وكل مرة من المرات كان يحدث ذلك لتفادي تأثير الضغوط على مسار القضية الفلسطينية"، مشددًا "حماس حركة لا تنضغط، وهذا أكدنا عليه مرارًا خلال العام المنصرف من العدوان".
وتابع أن "هذه ليست المرة الأولى التي تسعى فيها الإدارة الأمريكية لممارسة ضغوط على الحركة والوسطاء لصالح إسرائيل خلال جولات التفاوض الأخيرة".
كان المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية أكد على "التزام دولة قطر الثابت بدعم الشعب الفلسطيني الشقيق، حتى نيله كل حقوقه وفي طليعتها دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية"، مؤكدًا "مركزية القضية الفلسطينية بالنسبة لدولة قطر".
ولفت الأنصاري إلى أن "التقارير المتعلقة بمكتب حماس في الدوحة غير دقيقة"، موضحًا أن "الهدف الأساسي من وجود المكتب في قطر هو أن يكون قناة اتصال بين الأطراف المعنية، وقد حققت هذه القناة وقفًا لإطلاق النار في عدة مراحل سابقة، وساهمت في الحفاظ على التهدئة وصولًا إلى تبادل المحتجزين والمعتقلين من النساء والأطفال في نوفمبر/تشرين الثاني العام الماضي".