نقلت وسائل إعلام غربية عن مصادر لم تسمها وقف قطر عمل مكتب حماس في الدوحة، وانسحابها من جهود الوساطة لوقف العدوان على غزة، بعد ساعات من نشر CNN عن مصادر أمريكية وقطرية مجهلة أن الدوحة وافقت على طلب أمريكي بطرد حماس من أراضيها، في وقت لم تصدر قطر نفسها أي تصريحات رسمية في هذا الشأن، ونفت مصادر في حماس.
يأتي ذلك في وقت تتعثر مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة منذ أغسطس/آب الماضي، فيما حاولت القاهرة حلحلة الموقف المتعقد بطرح مبادرة هدنة ليومين لكن حماس رفضتها، وأكدت أنها لن تقبل سوى بوقف كامل لإطلاق النار وانسحاب جيش الاحتلال من القطاع.
وأفادت وكالة فرانس برس، نقلًا عن مصدر دبلوماسي، لم تسمه، أن قطر انسحبت من دور الوسيط الرئيسي في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة والإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين هناك، حسب سكاي نيوز.
وقال المصدر إن قطر أبلغت حماس أن مكتبها في الدوحة "لم يعد يخدم الغرض منه"، لكن أكدت عدة مصادر في حماس للشرق، أن قيادة الحركة لم تتلقَ أي طلبات من قطر بهذا الشأن.
واستبعدت مصادر الشرق حدوث ضغط أمريكي "جدي" على قطر من أجل ترحيل قيادات حماس في هذه المرحلة بسبب الدور المركزي الذي تلعبه الدوحة في مفاوضات تبادل المحتجزين.
ونقلت الوكالة الفرنسية عن المصدر الذي لم تسمه "أبلغ القطريون الإسرائيليين وحماس أنه طالما كان هناك رفض للتفاوض على اتفاق بحسن نية، فلن يتمكنوا من الاستمرار في الوساطة. نتيجة ذلك لم يعد المكتب السياسي لحماس يخدم الغرض منه".
وفي السياق نفسه، نقلت وكالة رويترز عن مسؤول مطلع، لم تسمه، اليوم، إن قطر ستنسحب من جهود الوساطة لوقف إطلاق النار في غزة حتى "تبدي حماس وإسرائيل استعدادًا صادقًا للعودة إلى طاولة المفاوضات".
وأضاف المسؤول أن الدولة الخليجية خلصت أيضًا إلى أن المكتب السياسي لحماس في الدوحة "لم يعد يؤدي الغرض منه".
وكان مسؤول في حركة حماس، نفى لـCNN، في وقت سابق اليوم، طردهم من قطر، قائلًا "إن التقارير التي تفيد بموافقة قطر على طرد مسؤولي الحركة من الدوحة، بناءً على طلب الولايات المتحدة، لا أساس لها من الصحة"، وذكر المسؤول أن هذه التقارير كانت بمثابة "تكتيك ضغط".
وسبق قالت السفارة القطرية في الولايات المتحدة، ردًا على انتقادات سيناتور أمريكي باستضافتها مكتب حماس "إن وجود المكتب السياسي لحركة حماس في قطر، هو بناء على طلب أمريكي"، وذلك في نوفمبر/تشرين الثاني 2023.
وفي أبريل/نيسان الماضي، أعلن رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إن بلاده تعيد تقييم دورها في الوساطة لإنهاء الحرب في قطاع غزة، وذلك في إطار "رفضهم الإساءة إلى هذا الدور".
وحسب الشرق، كانت حماس أعدت في وقت سابق خططًا بديلة في حال اضطرت قيادتها للخروج من العاصمة القطرية لأي سبب كان. ومن هذه الخطط التوجه إلى تركيا أو إيران أو لبنان.
وتقيم قيادات حماس في قطر منذ خروجها من سوريا في عام 2011 بناءً على تفاهمات عُقدت بين قطر من جهة وكل من الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة ثانية تتعلق بحدود هذه الاستضافة، وفق الشرق.