أعلن حزب الله اللبناني انتخاب نعيم قاسم أمينًا عامًا لحزب الله، خلفًا لحسن نصر الله، الذي اغتالته إسرائيل في 27 سبتمبر/أيلول الماضي، وفق بيان نقله موقع المنار التابع للحزب.
وسبق أن أكد قاسم نفسه أن الحزب سيختار الأمين العام طبقًا للآلية المتبعة داخله. ولم يتولَ الحديث باسم الحزب منذ اغتيال نصر الله سوى قاسم، الذي ظهر في أكثر من بيان مصور.
وقال الحزب في بيانه إنه عملًا "بالآلية المعتمدة لانتخاب الأمين العام، توافقت شورى حزب الله على انتخاب سماحة الشيخ نعيم قاسم أمينًا عامًّا لحزب الله، حاملًا للراية المباركة في هذه المسيرة، سائلين المولى عز وجلّ تسديده في هذه المهمة الجليلة في قيادة حزب الله ومقاومته الإسلامية".
ويعد قاسم ثاني اثنين دارت حولهما التوقعات لخلافة نصر الله، فيما كان الأول صهر نصر الله، هاشم صفي الدين، الذي اغتالته إسرائيل في مطلع أكتوبر/تشرين الأول الحالي، قبل أن تؤكد إسرائيل مقتله بعد 3 أسابيع من الاستهداف.
وأضاف البيان "إننا نعاهد الله تعالى ونعاهد روح شهيدنا الأسمى والأغلى سماحة السيد حسن نصر الله والشهداء، ومجاهدي المقاومة الإسلامية، وشعبنا الصامد والصابر والوفيّ، على العمل معًا لتحقيق مبادئ حزب الله وأهداف مسيرته، وإبقاء شعلة المقاومة وضَّاءة ورايتها مرفوعة حتى تحقيق الانتصار، والله غالب على أمره، إنَّ الله قويٌ عزيز".
وكان قاسم شدد خلال خطاب له منتصف الشهر الجاري على أن المقاومة قادرة على استهداف أي نقطة في إسرائيل، مشيرًا إلى أن ما أنجزته المقاومة في الميدان خلال أسبوعين كان أفضل مما كانت تتوقعه، متوعدًا إسرائيل بمزيد من الضربات، ومؤكدًا قدرة الحزب على استهداف أي نقطة في دولة الاحتلال.
وأضاف أن الحزب تلقى ضربات مؤلمة بعد اغتيال القيادات، لكنه عاد ورمم هيكله وقدراته العسكرية، معتبرًا أن ما يفعله حزب الله مقاومة مشروعة.
ونعيم قاسم يشغل منصب نائب الأمين العام منذ عام 1991. وعُين نائبًا للأمين العام في عهد الأمين العام الأسبق لحزب الله عباس الموسوي، الذي قُتل في هجوم بطائرة هليكوبتر إسرائيلية عام 1992، وظل في المنصب عندما تولى نصر الله قيادة الجماعة، حسب الشرق الأوسط.
وبدأ قاسم نشاطه السياسي في حركة أمل الشيعية اللبنانية، التي أُسست عام 1974، وتركها عام 1979، بعد الثورة الإسلامية الإيرانية، التي شكّلت الفكر السياسي للكثير من الناشطين الشيعة اللبنانيين الشباب. وشارك في الاجتماعات التي أدت إلى تشكيل حزب الله، الذي أسسه الحرس الثوري الإيراني عام 1982.
ظلّ لفترة طويلة أحد المتحدثين البارزين باسم حزب الله، وأجرى الكثير من المقابلات مع وسائل الإعلام الأجنبية، في عام 2005، أعد قاسم كتابًا سرد فيه تاريخ حزب الله، ووُصف هذا الكتاب بأنه نظرة "نادرة" من داخل الجماعة.
ولد عام 1953 في منطقة البسطة التحتا في بيروت وتعود أصول عائلته إلى كفرفيلا، في جنوب لبنان ذي الأغلبية الشيعية، وهو متزوج ولديه ستة أطفال، وحصل قاسم على البكالوريوس والماجستير في الكيمياء.