أطلق حزب الله اللبناني عشرات الصواريخ تجاه حيفا وكريات شمونة، تزامنًا مع كلمة متلفزة لنائب الأمين العام للحزب نعيم قاسم، اليوم، أكد خلالها قدرته على استهداف أي نقطة في إسرائيل، ورفضه فصل ساحة حرب جنوب لبنان عن غزة.
وقال قاسم إن ما أنجزته المقاومة في الميدان خلال أسبوعين كان أفضل مما كانت تتوقعه، متوعدًا إسرائيل بمزيد من الضربات، مؤكدًا قدرة الحزب على استهداف أي نقطة في دولة الاحتلال.
وأضاف أن الحزب تلقى ضربات مؤلمة بعد اغتيال القيادات، لكنه عاد ورمم هيكله وقدراته العسكرية، معتبرًا أن ما يفعله حزب الله مقاومة مشروعة.
وأشار إلى أنه "لولا أمريكا لما استطاعت إسرائيل فعل ما تفعله الآن"، مضيفًا أن الولايات المتحدة تريد شرقًا أوسط جديدًا، وتدعم إسرائيل لتحقيق ذلك.
والأحد، قالت وزارة الدفاع الأمريكية إنها سترسل نظام "ثاد" الدفاعي المتطور إلى جانب قوات أمريكية إلى إسرائيل "للمساعدة في تعزيز الدفاعات الجوية الإسرائيلية".
وأكد نائب الأمين العام لحزب الله رفضه فصل ساحة جنوب لبنان عن غزة، مشددًا على تركيز ضربات المقاومة سيكون على استهداف النقاط العسكرية.
ودعا قاسم إلى وقف إطلاق النار بقوله "سكان شمال إسرائيل لن يعودوا إلى المنازل دون اتفاق"، مردفًا "إسرائيل تحاول تعطيل القدرة العسكرية لحزب الله الصاروخية لكنها لم تتمكن من ذلك".
واختتم "صواريخ حزب الله طالت تل أبيب ودفعنا مليوني إسرائيلي إلى الملاجئ وعطلت مطار بن جوريون، وإذا أرادت إسرائيل حلًا فعليها وقف إطلاق النار".
ميدانيًا، أطلق حزب الله عشرات الصواريخ باتجاه حيفا ومنطقة الكريوت وكريات شمونة مستهدفة مواقع عسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي الذي تصدى لبعضها، وقال إن أخرى سقطت في مناطق مفتوحة.
كما أعلن الحزب، عبر قناته على تليجرام، أن وحدات دفاعه الجوي أسقطت مسيرة إسرائيلية، مشيرًا إلى أنه تصدى لمحاولات تسلل لقوات عسكرية على الحدود الجنوبية عند نقطة رب ثلاثين في القطاع الشرقي.
واشتبك حزب الله مع قوة مشاة إسرائيلية بالأسلحة الرشاشة لوقت طويل على حدود لبنان، قبل أن يعلن الحزب استهداف تجمع في خلة وردة بصلية صاروخية، إضافة إلى إسقاطه مسيرة من نوع هرمز 450.
في المقابل، شن طيران الاحتلال سلسلة غارات على أكثر من ثلاثين بلدة في الجنوب والبقاع، تزامن بعضها مع قصف مدفعي، حسب مونت كارلو التي أشارت إلى أن أبرز الغارات جنوبًا كانت على منزل في جرجوع قُتل خلاله 4 أشخاص، وغارة على دراجة نارية في كفرصير.
في السياق، أمر جيش الاحتلال الإسرائيلي سكان 23 قرية في جنوب لبنان، السبت، بإخلاء منازلهم إلى مناطق شمال نهر الأولي الذي يتدفق من سهل البقاع في الغرب إلى البحر المتوسط، فيما تزايد نزوح اللبنانيين من الجنوب، وسط تقديرات تفيد بأن الهجمات الإسرائيلية أجبرت ما يقرب من 1.2 مليون شخص على النزوح منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي.
وزعم جيش الاحتلال أن عمليات الإخلاء ضرورية لسلامة السكان، بسبب زيادة "نشاط حزب الله"، وزعم أن الجماعة "تستخدم هذه المواقع لإخفاء أسلحة وشن هجمات على إسرائيل".
من ناحيتها، أعلنت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة اليوم، أن 25% من لبنان يخضع لأوامر إخلاء عسكرية إسرائيلية مباشرة، حسب العربية.
وأعلن برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف"، في بيان مشترك، أن الاحتياجات الإنسانية آخذة في الازدياد على وقع التصعيد الإسرائيلي، مناشدين بحشد الجهود من أجل توفير "تمويل إضافي" للمساعدات الإغاثية. وشددتا على أن "وقف إطلاق النار هو أمر مُلحّ".
وكشف مسؤول كبير في اليونيسف أن أكثر من 400 ألف طفل لبناني نزحوا في الأسابيع الثلاثة الماضية، محذرًا من "جيل ضائع" في تلك الدولة الصغيرة التي تواجه أزمات متعددة، لا سيما اقتصادية، وترزح الآن تحت نير الحرب.
وتتواصل المواجهة بين حزب الله وإسرائيل منذ عدوان جيش الاحتلال على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الماضي، فيما وجهت تل أبيب عدة ضربات نوعية إلى الحزب بدايةً من هجوم بيجر، حتى هجوم الضاحية الجنوبية في لبنان، الذي أسفر عن مقتل القيادي إبراهيم عُقيل، الذي يوصف بأنه كان الرجل الثاني في حزب الله، قبل أن تغتال الأمين العام للحزب حسن نصر الله، نهاية سبتمبر الماضي.