شن حزب الله اللبناني هجومًا بمسيرتين على موقع عسكري إسرائيلي في مستوطنة بنيامينا جنوب حيفا، مساء أمس، أسفر عن مقتل 4 جنود إسرائيليين وإصابة 67 آخرين، فيما اقتحمت دبابتان إسرائيليتان قاعدة قوات حفظ السلام في جنوب لبنان قبل أن يباغتها حزب الله بصواريخ مضادة أدت إلى إصابة 25 جنديًا.
وأعلن حزب الله تنفيذ هجومه على معسكر للواء جولاني "بسرب من المسيّرات الانقضاضية"، وذكر إعلام عبري أن سلاح الجو الإسرائيلي رصد إطلاق مسيرتين وتمكن من اعتراض إحداهما قبالة الساحل، شمال حيفا، بعد سماع صفارات الإنذار في الجليل الغربي.
وأوضحت يدعوت أحرونوت أن المسيرة الأخرى اختفت من الرادار وتوغلت في عمق إسرائيل دون دوي صفارات الإنذار، وسط توقعات بأنها تحطمت أو تم اعتراضها بعد اختفائها، حتى انفجرت في قاعة طعام بقاعدة عسكرية في بنيامينا جنوب حيفا، ما أدى إلى مقتل 4 جنود وإصابة ما يقرب من 67 آخرين بينهم 5 إصابات خطيرة.
وقال حزب الله، في بيان نشره على تليجرام، فجر اليوم، إن "تمادي العدو الإسرائيلي في الاعتداء على أهلنا في كل بقاع لبنان الصامد، سيجعل من حيفا وغير حيفا بالنسبة لصواريخ المقاومة ومسيّراتها، بمثابة كريات شمونة وغيرها من المستوطنات الحدودية مع لبنان".
وفي إشارة إلى الهجوم على قاعدة عسكرية إسرائيلية في منطقة حيفا، قال حزب الله إن "القوة الصاروخية في المقاومة أطلقت عشرات الصواريخ باتجاه أهداف متنوعة في مناطق نهاريا وعكا بهدف إشغال منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلي".
وأضاف "بالتزامن أطلقت القوة الجوية في المقاومة أسرابًا من مسيّرات متنوعة، بعضها يُستَخدم للمرة الأولى، باتجاه مناطق مختلفة في عكا وحيفا، حيث تمكنت المسيّرات النوعية، من اختراق رادارات الدفاع الجوي الإسرائيلي دون اكتشافها، ووصلت إلى هدفها في معسكر تدريب للواء النخبة جولاني في منطقة بنيامينا جنوب مدينة حيفا".
ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها حزب الله حيفا، ردًا على الهجوم الإسرائيلي على لبنان، وفي ذكرى عملية طوفان الأقصى، التي نفذتها حركة حماس في أكتوبر/تشرين الأول 2023، أعلن إطلاق وابل من الصواريخ باتجاه حيفا، فيما أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي وقتها تسبب أكثر من 35 صاروخًا انطلقت من لبنان في أضرار، فيما لفتت وسائل إعلام عبرية إلى وجود 10 مصابين.
وفي السياق، قالت الأمم المتحدة، مساء أمس، إن دبابتين إسرائيليتين من طراز ميركافا دمرتا البوابة الرئيسية لقاعدة لقوات حفظ السلام التابعة لها في جنوب لبنان.
وذكر جيش الاحتلال أن حزب الله أطلق صواريخ مضادة للدبابات مما أدى إلى إصابة 25 منهم، حسب رويترز، وأوضحت قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان (يونيفيل) أن القذائف انفجرت على بعد 100 متر من القاعدة بعد مغادرة الدبابتين.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، في بيان، صدر في وقت لاحق، إن "الهجمات ضد قوات حفظ السلام تشكل انتهاكًا للقانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي وقد تشكل جريمة حرب".
وبعدما دعا رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، أمس، الأمم المتحدة، لسحب قوات اليونيفيل. قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، إنه اتصل بنظيره الإسرائيلي يوآف جالانت لـ"التعبير عن تعازيه في مقتل الجنود الإسرائيليين".
وأضاف أوستن عبر إكس، أنه أكد لجالانت "أهمية ضمان سلامة وأمن قوات اليونيفيل والقوات المسلحة اللبنانية"، مشددًا على "الحاجة للتحول من العمليات العسكرية في لبنان إلى المسار الدبلوماسي في أقرب وقت ممكن".
كما أثار أوستن أيضًا "الوضع الإنساني المزري في غزة"، وأكد "ضرورة اتخاذ خطوات لمعالجته"، كما كرر مرة أخرى "التزام الولايات المتحدة الثابت والدائم والحازم بأمن إسرائيل".
وتتواصل المواجهة بين حزب الله وإسرائيل منذ عدوان جيش الاحتلال على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فيما وجهت تل أبيب عدة ضربات نوعية إلى الحزب بدايةً من هجوم بيجر، حتى هجوم الضاحية الجنوبية في لبنان، الذي أسفر عن مقتل القيادي إبراهيم عُقيل، الذي يوصف بأنه كان الرجل الثاني في حزب الله، قبل أن تغتال الأمين العام للحزب حسن نصر الله، نهاية سبتمبر/أيلول الماضي.