شن جيش الاحتلال الإسرائيلي في الساعات الأولى من اليوم 30 غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت وصفتها الوكالة الوطنية للإعلام بأنها "أعنف ليلة منذ بداية العدوان"، فيما أعلن حزب الله اللبناني مقتل أكثر من 25 ضابطًا وجنديًا في صفوف النخبة الإسرائيلية وإصابة أكثر من 130 آخرين، منذ بدء توغلها البري في جنوب لبنان.
واستهدفت الغارات محطة وقود على طريق المطار، ومبنى في شارع البرجاوي بالغبيري، منطقة الصفير وبرج البراجنة، وصحراء الشويفات وحي الأميركان ومحيط المريجة الليلكي حارة حريك، ما تسبب في اندلاع حرائق هائلة، في الذكرى الأولى لهجوم حركة حماس على إسرائيل واندلاع الحرب في قطاع غزة.
وفي السابع مع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أطلقت حماس عملية طوفان الأقصى، ردًا على الانتهاكات الإسرائيلية قبلها بشهور، وتمكنت خلالها من احتجاز نحو 230 شخصًا، غالبيتهم إسرائيليون، وإثرها اجتاح جيش الاحتلال القطاع، ونفذ عملية مستمرة للشهر الثاني عشر، راح ضحيته حتى اليوم نحو 42 ألفًا أغلبهم من الأطفال والنساء، فيما أصيب ما يقرب من 100 ألف آخرين، حسب وكالة الأنباء الفلسطينية.
وأعلن جيش الاحتلال اليوم، أن غاراته استهدفت أحد قادة مشروع الصواريخ الدقيقة التابع لحزب الله محمد يوسف عنيسي، حسب العربية، مضيفًا أن "عنيسي يعتبر الأكثر دراية في الحزب، وحاصل على درجة الدكتوراة في الهندسة الميكانيكية".
فيما ذكرت رويترز أن الضاحية الجنوبية لبيروت تعرضت لغارات متتالية عنيفة في وقت مبكر من صباح اليوم، ودوت الانفجارات الناجمة عنها في أنحاء المدينة ورؤية ومضات باللونين الأحمر والأبيض لمدة 30 دقيقة تقريبًا.
وقالت إسرائيل إن قواتها الجوية "نفذت سلسلة من الضربات محددة الأهداف على عدد من مستودعات الأسلحة ومواقع بنية تحتية إرهابية تابعة لحزب الله في منطقة بيروت" حسب رويترز.
وأعلن جيش الاحتلال عبر حساب الناطق باسمه للإعلام العربي أفيخاي أدرعي على إكس، اليوم، تحذيرًا جديدًا لإخلاء نحو 25 منطقة في جنوب لبنان وطالب سكانها بإخلاء المنازل والنزوح إلى الشمال، بداعي أنها مناطق يتواجد بها أعضاء حزب الله اللبناني.
في المقابل، أعلن حزب الله مساء السبت مقتل أكثر من 25 ضابطًا وجنديًا في صفوف النخبة الإسرائيلية وإصابة أكثر من 130 آخرين، منذ بدء توغلهم البري في جنوب لبنان مطلع أكتوبر الجاري.
ومطلع الشهر الجاري، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدء هجوم بري على لبنان، قال إنه عملية محدودة ومحددة الهدف والدقة ضد حزب الله في الجنوب، وذلك بعدما أبلغ أمريكا التي أعطته الضوء الأخضر لعمليته.
كما أكد الحزب مواصلته استهداف أماكن تمركز الجنود الإسرائيليين في الثكنات والمواقع العسكرية والمستوطنات قبالة الحدود اللبنانية بقذائف المدفعية والصواريخ والرشّاشات الثقيلة وتأكيده تحقيق إصابات مباشرة.
من جانب آخر، قالت نائبة الرئيس الأمريكي جو بايدن والمرشحة للرئاسة، كامالا هاريس، إن الوضع الإنساني للشعب اللبناني يزداد سوءًا، معبرة عن قلقها بشأن أمن المدنيين.
وأضافت هاريس في تصريح نقلته الشرق بلومبرج أنها "ستواصل العمل للمساعدة في تلبية احتياجات جميع المدنيين هناك"، معلنة أن "الولايات المتحدة ستقدم ما يقرب من 157 مليون دولار كمساعدات إضافية للشعب اللبناني لتلبية الاحتياجات الأساسية، مثل الغذاء والمياه والحماية" وغيرها، "لمساعدة النازحين بسبب الصراع الأخير".
وتتواصل المواجهة بين حزب الله وإسرائيل منذ عدوان جيش الاحتلال على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي، فيما وجهت تل أبيب عدة ضربات نوعية إلى الحزب بدايةً من هجوم بيجر، حتى هجوم الضاحية الجنوبية في لبنان، الذي أسفر عن مقتل القيادي إبراهيم عُقيل، الذي يوصف بأنه كان الرجل الثاني في حزب الله، قبل أن تغتال الأمين العام للحزب حسن نصر الله، نهاية سبتمبر/أيلول الماضي.