أعلن الجيش اللبناني، اليوم، تفجير أجهزة بيجر/pager وأخرى مشبوهة، في خطوة لتفادي مزيد من الضحايا في الهجوم السيبراني الذي جاء على موجتين، الثلاثاء والأربعاء، وأودى بحياة ما يزيد عن 32 شخصًا وأصاب الآلاف بجروح كبيرة.
ودعا الجيش، على إكس، المواطنين، للابتعاد عن أماكن التفجير، والإبلاغ عن أي جهاز أو جسم مشبوه وعدم الاقتراب منه.
وانفجرت الثلاثاء مئات من أجهزة بيجر، التي يعتمد عليها حزب الله في التواصل لقدم التكنولوجيا الخاصة بها وصعوبة اختراقها، ما أسفر عن مقتل 12 شخصًا وإصابة نحو 2800 آخرين، والأربعاء تجددت انفجارات الأجهزة لكن من نوع آخر يعرف باسم ووكي توكي/Walkie Talkie، والتي خلفت 20 قتيلًا و450 مصابًا.
وكانت جماعة الحوثي اليمنية منعت هي الأخرى أعضاءها من استخدام الأجهزة المتفجرة في لبنان، حتى إشعار آخر، خوفًا من تكرار التفجيرات، وفق الشرق، وأصدرت شعبة الاستخبارات العسكرية بالجماعة قرارًا بإغلاق الأجهزة اللا سلكية في كل الوحدات العسكرية والأمنية والداخلية والمطارات والمستشفيات وخدمات المرور والمرافق الطبية والإسعافية.
كما وجهت المديرية العامة للطيران المدني في لبنان تعميمًا إلى شركات الطيران العاملة في مطار رفيق الحريري بالعاصمة بيروت يقضي بمنع نقل أي جهاز بيجر أو لا سلكي ووكي توكي على متن الطائرات، حسب لبنان 24.
ونص التعميم على أن "يطلب من كل شركات الطيران العاملة في مطار رفيق الحريري ببيروت، إبلاغ جميع الركاب المغادرين عبر المطار، بأنه وحتى إشعار آخر يمنع نقل أي جهاز بيجر أو ووكي توكي على متن الطائرة، سواء داخل حقيبة السفر أو حقيبة اليد، وكذلك بواسطة الشحن الجوي، وإلا سوف تتم مصادرة تلك الأجهزة من الوحدات الأمنية المختصة في المطار".
أين صُنعت الأجهزة ؟
من ناحيتها، تحقق تايوان في تصنيع شركة جولد أبولو لجهاز بيجر وتوريده إلى حزب الله، بعد اتهامات للشركة بأن إسرائيل فخخت الجهاز قبل وصوله إلى لبنان.
وقال وزير الدفاع التايواني ولنجتون كو إن فريق الأمن الوطني في البلاد "يولي اهتمامًا كبيرًا" لتفجير آلاف من أجهزة بيجر، وذلك بعد ربط اسم الشركة التايوانية بإنتاج تلك الأجهزة، وفق العربية.
وكانت نيويورك تايمز كشفت أن إسرائيل أخفت مواد متفجرة داخل دفعة جديدة من أجهزة بيجر تايوانية الصنع، منوهة بأن أجهزة النداء التي طلبها حزب الله من شركة جولد أبولو في تايوان تم العبث بها قبل وصولها إلى لبنان، وكانت أغلبها من طراز AP924 الذي تنتجه الشركة.
وأضاف وزير الدفاع التايواني "دون الخوض في التفاصيل، الحكومة تراقب التطورات عن كثب والأمن الوطني يحقق في الأمر حاليًا".
وكان مؤسس شركة جولد أبولو، هسو تشينج كوانج، قال في تصريحات نقلتها رويترز إن شركته لم تصنع الأجهزة المتفجرة، موضحًا أن شركة أوروبية لديها الحق في استخدام العلامة التجارية للشركة التايوانية هي من صنعتها.
الاشتباه في شركة بلغارية
وتأكيدًا لحديث كوانج، قالت وكالة أمن الدولة في بلغاريا، الخميس، إنها ستحقق في شركة مرتبطة ببيع أجهزة استدعاء لحزب الله بعد انفجارها الثلاثاء، حسب رويترز.
وأضافت وكالة أمن الدولة البلغارية DANS، في بيان، أنها تعمل مع وزارة الداخلية للتحقيق في دور شركة مسجلة في بلغاريا، دون تسميتها.
وتزعم تقارير إعلامية بلغارية أن شركة مقرها العاصمة صوفيا تدعى "نورتا جلوبال ليمتد" سهلت بيع أجهزة الاستدعاء التي انفجرت في أنحاء لبنان الثلاثاء، ونقل موقع Telex المجري عن مصادر تأكيدات بأن عملية البيع تم تسهيلها بالفعل بواسطة نورتا، حسب رويترز.
يأتي حادث التفجيرات في وقت تتصاعد فيه التوترات بين لبنان وإسرائيل، وتدور بينهما اشتباكات شبه يومية منذ أكثر من 11 شهرًا على خلفية العدوان الإسرائيلي على غزة.
ومطلع العام الحالي أعلن الحزب حالة الحرب والمواجهة مع تل أبيب، وطالبها بوقف العدوان المستمر على غزة، خصوصًا بعد اغتيال القيادي بحركة حماس صالح العاروري في لبنان.
كما دخلت المواجهة بين الجانبين مرحلة أكثر تعقيدًا عقب اغتيال إسرائيل للقيادي في حزب الله فؤاد شكر، نهاية يوليو/تموز الماضي.
وكانت إسرائيل قتلت أعضاء بارزين في حركة حماس باستخدام هواتف محمولة مفخخة، أبرزهم يحيى عياش، الذي اغتاله جهاز الشاباك الإسرائيلي في 1996، من خلال وضع مواد متفجرة في موبايل كان يتواصل منه عياش مع والده، وأثناء المكالمة تم تفجيره عن بعد من طائرة إسرائيلية.