زادت حصيلة ضحايا انفجارات أجهزة الاستدعاء المحمولة بيجر/pager في لبنان، أمس، إلى 12 قتيلًا بينهم طفلان، فيما أصيب نحو 2800 شخص بينهم أقل من 300 بحالة حرجة جدًا وبعضهم في العناية المركزة نتيجة الإصابة في الوجه، حسب وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية فراس الأبيض.
وانفجرت أمس مئات من أجهزة بيجر، التي يعتمد عليها حزب الله اللبناني في التواصل مع أعضائه بسبب قدم التكنولوجيا الخاصة بها وصعوبة اختراقها من جانب أجهزة المراقبة والتجسس الإسرائيلية.
وقال الأبيض، خلال مؤتمر صحفي، اليوم، إن حجم الضربة كان كبيرًا جدًا، ولم يسبقها أي إنذار على غرار فاجعة مرفأ بيروت.
واندلع يوم الثلاثاء 4 أغسطس/آب 2020 حريق ضخم في مرفأ بيروت أودى بحياة أكثر من 220 شخصًا وأسقط 6500 جريح، تلاه بعد ساعات قليلة انفجار آخر أدى إلى تدمير البنايات القريبة من المرفأ.
وأضاف الأبيض أن طوارئ المستشفيات امتلأت بالجرحى في وقت كانت الأنباء ترد إلى وزارة الصحة العامة من دون أن تتبين أسباب ما يحدث، لكن تم تقديم الإسعافات المطلوبة وإنقاذ عدد كبير من الجرحى الذين كانت إصاباتهم خطرة.
ونوه بأن ما حصل بالأمس شكل اختبارًا كبيرًا نجح فيه القطاع الصحي فيما التحدي الأكبر إعادة الوضع بالمستشفيات إلى ما كان عليه من خلال تعبئة المخازن وإراحة الطواقم الطبية.
وأوضح أن مصابي الحادث كانوا 750 شخصًا في جنوب لبنان، و150 في البقاع، و1850 في مناطق بيروت والضاحية، وهم من مختلف الأعمار، في حين لم تستدع إصابة البعض دخول المستشفى.
ولفت إلى أن 1800 مصاب دخلوا المستشفيات، احتاج 460 منهم لعمليات إما بالعيون أو الوجه أو الأطراف ولا سيما اليد حيث أجريت عمليات متعددة لبتر اليد أو الأصابع.
وأردف أن نحو 100 مستشفى شاركت في استقبال المرضى، ونقلت 1184 سيارة إسعاف 1817 جريحًا وعملت كافة بنوك الدم، حيث أمن الصليب الأحمر وحده حوالى 200 وحدة دم.
وأشار الوزير اللبناني إلى أن ثمة دلالات كبيرة على أن إسرائيل تتجه إلى التصعيد، فيما تطالب حكومة لبنان بوقف إطلاق النار من غزة إلى لبنان.
وحمَّلت وسائل إعلام أمريكية بينها رويترز ونيويورك تايمز وأكسيوس، إسرائيل، مسؤولية انفجارات بيجر، عبر حقن جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" مادة متفجرة داخل 5 آلاف جهاز تايواني الصنع تم استيرادها إلى لبنان قبل أشهر.
فيما لم تعلق إسرائيل على عملية التفجير، وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، مساء أمس، أن بلاده "لم تكن على علم مسبق، ولم يكن لها أي دور" في الانفجارات، وفق الحرة.
ومطلع العام الحالي أعلن حزب الله حالة الحرب والمواجهة مع تل أبيب، وطالبها بوقف العدوان المستمر على غزة، خصوصًا بعد اغتيال القيادي بحركة حماس صالح العاروري في لبنان.
ودخلت المواجهة بين الجانبين مرحلة أكثر تعقيدًا عقب اغتيال إسرائيل للقيادي في حزب الله فؤاد شكر، نهاية يوليو/تموز الماضي.
وكانت إسرائيل قد قتلت أعضاء بارزين في حركة حماس باستخدام هواتف محمولة مفخخة، أبرزهم يحيى عياش، الذي اغتاله جهاز الشاباك الإسرائيلي في 1996، من خلال وضع مواد متفجرة في موبايل كان يتواصل منه عياش مع والده، وأثناء المكالمة تم تفجيره عن بعد من طائرة إسرائيلية.